داعياً إلى مؤتمر وفاق فلسطيني تحت quot;أستار الكعبةquot;:
الملك عبد الله : quot;اللهم إني بلغت اللهم فاشهدquot;العاهل السعودي واسماعيل هنية في لقاء سابق
علي الحسن من الرياض، إيلاف: وصف محللون سياسيون خطاب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي دعا فيه إلى مؤتمر وفاق فلسطيني في مكة المكرمة بأنه quot;طوق النجاة الأخيرquot; لإنقاذ الحكومة الفلسطينية من تبعات حالة الخلاف المتفاقم بين حركة حماس التي تولت رئاسة الحكومة الفلسطينية عبر صناديق الاقتراع وبين حركة فتح التي تحتفظ برئاسة الدولة.ودعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمة بثها التلفزيون السعودي الرسمي الفصائل الفلسطينية دون تحديد إلى مؤتمر موسع في مكة المكرمة بغية وضع حد للخلاف السياسي المتفاقم في الساحة الداخلية، وذلك في quot;رحاب بيت الله الحرامquot; حسب ما نقلته المحطة التلفزيونية عن الملك الذي أتم عامه الأول وما يزيد في حكم بلاده.
ولم يعرف حتى الآن ما هي ردود الفعل الفلسطينية على الدعوة السعودية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، لكن إذا ما قبل المسؤولون الفلسطينيون بها فإنهم سيكونون ثاني الأطراف السياسية التي ستتباحث شؤونها جوار quot;أستار الكعبةquot; كما فعل أمراء الحرب الأفغان في أواخر الثمانينات من القرن الفائت حين احتضنت مكة محاولات التقريب السعودية بينهم بعد الاقتتال الداخلي بعد خروج الاتحاد السوفييتي.
وقال الملك في كلمة وصفها مصدر سعودي رفيع بأنها quot;تاريخيةquot; :quot; أدعو الأشقاء الفلسطينيين لوضع حد فوري لهذه المسألة وأدعوهم إلى لقاء عاجل في المملكة العربية السعودية وفي رحاب بيت الله الحرام بحياد بين طرف وآخرquot;. وسبق وأن احتضنت مكة مؤتمر المصالحة العراقي قبل عدة أشهر حضره عدد من الشخصيات السياسية البارزة. وأشار الملك السعودي إلى أن بلاده تنظر بـ quot;حزن وألمquot; لما يدور على الساحة الفلسطينية دون أن quot;تتصدى لواجبها التاريخي والعروبيquot;. وقال quot; إن ما يحدث في فلسطين يؤلمنا جداً من أفعال يستهدف فيها الأخ أخاهquot;.
ومضى في كلمته المتلفزة :quot; جاء هذا الحدث ليلطخ مسيرة نضالنا .. إن ما يحدث في فلسطين لا يخدم غير أعداء الأمة ويضع ألف علامة إستفهام أمام المجتمع الدوليquot;. وقال الملك عبداللهquot; إن المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا لا تقبل أن تقف صامتة متفرجة لتنظر بحزن وألم عميقين لما يدور على الساحة الفلسطينية من اقتتال بين الأشقاء، أصحاب القضية الواحدة دون أن تتصدى لدورها الإسلامي والعروبي والأخلاقي تجاه أمانة الكلمة والفعلquot;.
ترحيب فلسطيني بدعوة العاهل السعودي |
وأضاف الملك عبدالله quot; إن ما يحدث في أرض فلسطين الشقيقة لا يخدم غير أعداء الأمة الإسلامية والعربية ويضع ألف علامة استفهام أمام المجتمع الدولي الذي ينظر باحترام لعدالة قضيتنا، فبماذا سنجيب من وقف معنا ومع قضيتنا إذا ما تساءل عما يحدث من قتل واستنزاف لا أخلاقي لطاقات شعبنا الفلسطيني ؟ وأي جواب سنقدمه لهم غير الحيرة والألم والتبريرات الواهية ؟ ألم يستمع من حمل السلاح وقتل أخاه لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم quot;كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرض ومالهquot; ، وقوله quot;من حمل علينا السلاح فليس مناquot; .
نعم ليس منا من حمل السلاح وأطلقه ليردي أخاه في الدين والعروبة والمصير الواحد قتيلا، وليس منا من لم يحكم العقل على منطق الغاب. إن الخلاف بين الأشقاء لا يحتمل ما يحدث، وإن لم يضع له العقلاء في فلسطين حدا حاسما فوريا فسوف يستنزف كل طاقاتنا ليقضي على كل المنجزات النضالية الفلسطينية، وسيحرم الشعب الفلسطيني الصامد كل أمل في نفض جحيم الاحتلال الصهيوني الغاشم وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة وهو ما لا نرضاه لأشقائنا، ولا يرضاه كل الشرفاء في العالمquot;.
ومن هذا المنطلق وإنصياعا لقول الحق quot;وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهماquot; وقوله تعالىquot;إنما المؤمنون إخوة فأصلحو بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمونquot;. وإيمانا من المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة بأن دورها تجاه القضية الفلسطينية ليس دورا هامشيا يكتفي بالصمت، بل هو دور تاريخي وشراكة في المصير منذ تأسيس الدولة السعودية وموقف موحدها الملك عبدالعزيز يرحمه الله تجاه قضيتنا العربية الفلسطينية الذي لم يهادن فيه أو يتخاذل عنه .
وأضاف العاهل السعودي quot; فإننا اليوم وبعد التوكل عليه جل جلاله وبأمل ورغبة وإصرار أدعو أشقائي من الشعب الفلسطيني الشقيق ممثلين في قادته بوضع حد فوري لهذه المأساة، والتزام الحق وأدعوهم جميعا لا فرق بين طرف وآخر إلى لقاء عاجل في وطنهم الشقيق المملكة العربية السعودية وفي رحاب بيت الله الحرام، لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية دون تدخل من أي طرف آخر , لنحقق لأمتنا العربية والإسلامية أحقيتها في قضيتها، ولنصل إلى حل يرضى الله سبحانه وتعالى ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق والشعوب الإسلامية والعربية وكل من آزر القضية ودعمهاquot;.
مشعل وفتح يرحبان
من جهته اعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اليوم الاحد لوكالة فرانس برس ترحيب حركة المقاومة الاسلامية حماس بدعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لمسؤولين في حركتي فتح وحماس الى عقد quot;لقاء عاجلquot; في مكة لوضع حد للمواجهات المسلحة بين الطرفين.
وقال مشعل المقيم في دمشق في اتصال هاتفي في عمان ان quot;قيادة حركة المقاومة الاسلامية ترحب بدعوة خادم الحرمين الشريفين للقاء في ارض الحرمين الشريفين مع اخوتنا بحركة فتح، من اجل انهاء كل الاشكالات والوصول الى تفاهم وطني وتشكيل حكومة وحدة وطنيةquot;.
ويتزامن نداء العاهل السعودي مع تواصل الاشتباكات المسلحة بين عناصر حركتي فتح وحماس في قطاع غزة ما ادى الى مقتل 24 فلسطينيا في غضون ثلاثة ايام.
كذلك اعربت حركة فتح عن ترحيبها وquot;استعدادها الكاملquot; لتلبية دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الى المسؤولين في حركتي فتح وحماس لعقد لقاء عاجل في مكة، quot;في الوقت الذي يحدده الاخوة في السعوديةquot;. وقال احمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة فتح ومستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;نرحب بهذه المبادرة الكريمة الصادرة من قائد عربي مخلص لامته ويحرص كل الحرص على قضية الشمل الفلسطيني، وحركة فتح وهي تعتز بهذه المبادرة الكريمة تعلن استعدادها الكامل لتلبية هذه الدعوة في الوقت الذي يحدده الاخوة في السعوديةquot;.
واضاف عبد الرحمن quot;كلنا امل ان رعاية الملك السعودي للحوار الوطني الفلسطيني ستؤدي دون ادنى شك الى تجاوز كافة الخلافات والمعيقات وتحقيق وحدة وطنية حقيقية وقيام حكومة وحدة وطنية وتوجيه كل الجهد لاستعادة الارض وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسquot;.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اعلن ايضا ترحيب الحركة بالدعوة quot;من اجل انهاء كل الاشكالات والوصول الى تفاهم وطني وتشكيل حكومة وحدة وطنيةquot;.
التعليقات