quot;تاتسquot; البرلينية عن معتقلي الرأي ومحاكمتهم
يشعر النظام السوري أنه يقف على قدمين مرتجفتين
مازن الراوي من برلين: أجرت صحيفة quot;تاغستسايتونغquot; البرلينية القريبة من حزب الخضر لقاء مطولا أجرته كريستين هيلبيرغ مع خليل معتوق محامي الدفاع الرئيسي أمام المحاكمات التي تجري لمعتقلي الرأي في سوريا. وكانت معظم الصحف ووسائل الاعلام الألمانية تنشر باستمرار أخبار اعتقات ومضايقات أمنية تجري في سوريا. وقد أشارت في الأونة الأخيرة إلى أسماء ميشيل كيلو وأنور البني والدكتور عارف دليلة ورياض دردار وحبيب صالح، كما ذكرت أسماء كمال اللبواني وفاتح جاموس بالاضافة إلى الكاتب علي سعيد الشهابي ومحدمود عيسى وفائق المير وغيرهم، وهي تعتبرهم من معتقلي الرأي.وفي السياق نفسه، لتوضيح ما يجري في سوريا نشرت الصحيفة اللقاء تحت عنوان quot;النظام يحس بأنه يقف على قدمين مرتجفتينquot;. وقالت الصحيفة quot;إن اللقاء يجسد مخاوف السلطة وقلق المعارضة في نفس الوقتquot;.
وتريد الصحافية في اللقاء أن تعرف الأسباب التي تكمن خلف الاعتقالات التي جرت في العام الماضي، فيوضح محامي الدفاع خليل معتوق قائلا:
quot; كل نظام غير ديمقراطي شمولي يعتريه الخوف. مع أن الغالبية من المعارضين يتسمون بالاعتدال والحصافة،لا يدعون إلى الإطاحة بالنظام، بل إلى الإصلاح من الداخل خطوة فخطوة بوسائل ديمقراطية وسلمية، وهم يعارضون أي تدخل من الخارج. ثم يوضح خليل معتوق:quot; يحس النظام بأنه يقف على قدمين مرتجفتين. قاعدة هذه البلاد قديمة للغاية وهي بحاجة ماسة وآنية إلى تجديد. لذلك فان القيمين على السلطة يهابون من أدنى تغيير، ويعتبرون النشطاء في حقوق الإنسان عناصر خطرة مثل أي حزب سياسي. ويفكرون بأنهم لو تركوا المجال للمعارضين في الوقت الحاضر فان العدد سيصل إلى 500 في أسبوع واحد وإلى 10000 بعد أسبوعينquot;. وتعلق الصحافية بأن السلطة تمكنت بواسطة الاعتقالات في العام الماضي إسكات معارضيها.
ويجيب معتوق:
quot; أجل، المعارضة ضعيفة للغاية. ثمة أيضاً تطور وتغيير في الداخل ولكن لا تبدو في الظاهر أية تحركات جماهيرية، حتى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لا يتجاوز نشاطها البيانات الصحافية التي تذيعها. وهي في الواقع لا تستطيع أن تعمل شيئاً بخصوص هجمات قوى الأمن في الوقت الذي تكون الدعاوى جاهزة ضد هم وهي أن تلك المنظمات غير مجازة وتقوم بنشاطها على نحو غير شرعي !، وهذه تهمة يمكن أن تطال أي واحد منهم فيساق إلى المحكمة بتهمة انه عضو في منظمة سرية أو يعمل في منظمة غير مجازة من قبل السلطة. وبهذا يمكن أن يلقى القبض على أي شخص ويودع السجن فوراًquot; ويستطرد محامي الدفاع عن معتقلي الرأي قائلاً: quot; أحزم متاعي كل ليلة وأضعة قرب وسادتي منتظرا مجيء قوى الأمن لأساق إلى الاعتقالquot;.
وحول سؤال مراسلة quot; تاتسquot; عن ما تغير في دعاوى المحاكم منذ العام الماضي يجيب:
quot; لقد تحسن الوضع. كان المتهمون السياسيون في الماضي يمتثلون أمام محكمة أمن الدولة فتجري المحاكمة بشكل سري. أما الآن فبمقدور عوائل المتهمين أن يحضروا الجلسة الأخيرة في محاكمة المتهم. وبمستطاع الدبلوماسيين أن يراقبوا جزئيا سير المحاكمة ولذلك فإن الشكليات قد تغيرت نحو الأحسن، كان القضاة في السابق يكيلون السباب ويصفون المتهم بابن الكلب ولكن اليوم أمام أبصار الدبلوماسيين يسلكون بأدب. ومن الواضح أن القضاء يحاول أن يوحي للخارج بانطباع إيجابي ولكن الحكم يأتي قاسياًquot;.
وحول احتمال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بمناسبة انتخابات الرئاسة يقول:
quot; منذ أعوام يأمل الناس هنا في الإصلاح وفي العفو. في معظم المناسبات والأعياد تزداد الآمال. في دولة ديمقراطية لا حاجة للقسوة. السجناء ينبغي أن يودعوا السجن وفق الإجراءات القانونية والدستورية وبموجب محاكمتهم لجرائم ارتكبوها، لا وفق قناعاهم السياسية. أنا شخصياً لم تعد لي الثقة بعد. عندما يجري إطلاق سراح عشرة أشخاص على سبيل المثال يجري اعتقال عشرة أشخاص آخرينquot;.
التعليقات