نيويورك: دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الولايات المتحدة من جديد إلى إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه على كوبا.وحظي قرار الجمعية بتأييد 184 بلدًا من أصل 192 عضوًا في المنظمة. وعارضته الولايات المتحدة وإسرائيل وجزر مارشال وبالاو.
وتوجه الأمم المتحدة هذه الدعوة إلى الولايات المتحدة للمرة السادسة عشرة حيث يطرح مثل هذا القرار للتصويت عليه سنويا ابتداء من عام 1992 عندما حظي على العموم بتأييد 52 دولة.هذا ولا تعد قرارات الجمعية العامة خلافًا لقرارات مجلس الأمن الدولي إلزامية.وقد أعلن وزير الخارجية الكوبي بيريس روكه في كلمته في جلسة الجمعية العامة أن الحصار الأميركي على مدى ما يقارب نصف قرن كبد كوبا خسائر اقتصادية تزيد على 89 مليار دولار. وفرضت الولايات المتحدة حصارها على كوبا في عام 1962.
ووجه وزير الخارجية الكوبي، فيليبي بيريز روكي، تحذيراً غير مسبوق إلى الولايات المتحدة الأميركية، قال خلاله إن بلاده على استعداد للدفاع عن نفسها في وجه أي مسعى من واشنطن لتغيير النظام فيها بالقوة، مشيرًا إلى أن أي خلاف ثنائي quot;سيهدد استقرار أمريكا.quot; وقال روكي إن كلمة بوش الأخيرة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتي دعا فيها الرئيس الأميركي المجتمع الدولي لمساعدة شعب كوبا، قد تكون مقدمة لاستخدام القوة ضد هافانا، وذلك بالتزامن مع تجديد الأمم المتحدة دعوتها إلى فك الحصار عن الجزيرة التي عزلتها واشنطن قبل 46 عامًا.
وبالعودة إلى مواقف وزير الخارجية الكوبي، فقد أكد روكي أن التحذيرات التي أطلقها quot;لا تحمل تهديدًا أو مناورة مخادعةquot;، مشيرًا إلى أن هافانا التي يحكمها نظام شيوعي برئاسة فيديل كاسترو quot;تحترم الولايات المتحدة وتطالبها بالمقابل باحترامهاquot;.ولفت روكي إلى أن ما جاء في خطاب بوش أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة حول تقديم quot;الحريةquot; على quot;الاستقرارquot; في التعاطي مع كوبا، يشير إلى عزم واشنطن استخدام القوة، وحذر بالمقابل أن رد الشعب الكوبي quot;سيكون جاهزًاquot;. وأضاف ساخرًا: quot;الحرية الوحيدة التي قد يقدمها بوش لشعب كوبا هي تلك التي يقدمها اليوم في العراقquot;.
ونبه الوزير الكوبي إلى أن أي نزاع بين الجزيرة والولايات المتحدة التي تقع على مرمى حجر منها لن يهدد فقط الاستقرار في كوبا بل سيهدد الاستقرار في أميركا نفسها، وذلك في مقابلة مع وكالة الأسوشيتد برس.
بالتزامن، حثت الجمعية العمومية للأمم المتحدة واشنطن على فك الطوق الذي تضربه حول كوبا منذ انتصار الثورة الشيوعية فيها قبل 46 عاماً وذلك بتأييد من ممثلي 184 دولة من أصل 192 حضرت أعمال الدورة. وقد سبق للجمعية العمومية أن قدمت توصيات مماثلة خلال الأعوام الـ16 الماضية. ويتولى راؤول كاسترو حالياً مهام رئاسة الجمهورية في كوبا، وذلك أكثر من عام، بعد وعكة صحية ألمت بالرئيس فيديل كاسترو.
وكان فيديل قد ظهر للمرة الأخيرة أمام الحشود في ذكرى الثورة الكوبية قبل عام، ليُعلن بعدها بخمسة أيام أنه تعرض لوعكة صحية تستلزم إجراء عملية جراحة في الأمعاء، وأنه سلم مقاليد الحكم مؤقتاً إلى شقيقه، وزير الدفاع، راؤول. وينشر quot;عدو واشنطن الأولquot; في القارة الأميركية بين الفينة والأخرى مقالات في بعض الصحف الكوبية، يعرض فيها أفكاره وتأملاته، كما سبق له الظهور لأكثر من مرة عبر صور الفيديو.