علي مطر من اسلام اباد:

قررت بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة تأجيل زيارتها القصيرة لإمارة دبي، بعد بروز شائعات في الأوساط السياسية الباكستانية بأن الرئيس الجنرال برفيز مشرف قد يجد نفسه مضطرًا لإعلان حالة الطوارئ بالبلاد إذا ما صدر حكم المحكمة العليا ببطلان انتخابه رئيسًا للبلاد بالبزة العسكرية؛ حيث أنه من المتوقع أن تعلن المحكمة عن قرارها النهائي بهذا الخصوص يوم الجمعة الموافق الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

وكانت بينظير قالت إنها ترغب في التوجه الى دبي والعودة منها إلى مدينة راولبندي العاصمة العسكرية لباكستان لعقد اجتماع شعبي فيها في الأيام الأولى من شهر تشرين الثاني/نوفمبر على الرغم من تحذيرات الاجهزة الامنية الباكستانية من وجود مخاطر وتهديدات لرئيسة الوزراء السابقة، وانه يحبذ عدم تنظيمها لاجتماعات شعبية على غرار ما اعدته بمدينة كراتشي عاصمة باكستان الاقتصادية لدى عودتها من المنفى الذاتي. ونقل عن بينظير قولها في مؤتمر صحافي عقدته في منزلها بمدينة كراتشي مساء يوم الاربعاء معلقة على تحذيرات الأجهزة الأمنية انquot; الله وحده هو الذي يمسك الارواح ويقبضها وكل ما عليها أن تفعله هو أن تزيد من حذرها وحسبquot;.

وكانت بوتو قد عقدت المؤتمر الصحافي بعد ان ترأست اجتماعًا للجنة التنفيذية المركزية للمجلس الفيدرالي لحزب الشعب الباكستاني.وانتقدت بينظير ما وصفته بوضع نشطاء حزبها خلف القضبان وقالت إن ذلك يتعارض مع نص وروح مرسوم المصالحة الوطنية الذي اعلن عنه الرئيس مشرف قبيل اعادة انتخابه رئيسا لباكستان ببزته العسكرية والذي مهد الطريق امام إلغاء تهم الفساد الموجهة ضد بينظير بالمحاكم الباكستانية وجعل الحكومة الباكستانية تلغي تهما ممثالة امام القضاء السويسري.

ودعت بينظير الى احترام اي قرار يصدر عن محكمة باكستان العليا، وقالت ان الرئيس مشرف احترم الاحكام السابقة التي صدرت عن المحكمة العليا وأنها تأمل في أن يحترم اي قرار يصدر في قضايا الطعون المقدمة ضد انتخابه رئيسًا للبلاد بالبزة العسكرية وخصوصًا اذا جاء هذا الحكم ضد تطلعاته وضد مواقف الحكومة.

وقالت بوتو إنها خططت لزيارة امارة دبي والعودة الى راولبندي بتاريخ 9 تشرين الثاني/نوفمبر، الا ان الشائعات المتعلقة باحتمالات فرض حالة الطوارئ في باكستان قد جعلتها تؤجل سفرها الى دبي. واكدت بينظير ان حزبها لن يدعم تحت اي ظرف من الظروف فرض حالة الطوارئ مؤكدة ان عقد انتخابات حرة ونزيهة ونقل الحكم لنظام ديموقراطي هو الطريق الامثل للخروج بالبلاد من ازماتها.

واعربت بينظير عن اعتقادها بأن المحكمة العليا لن تقوم باعتبار مرسوم المصالحة الوطنية غير قانوني واعتبرته طريقة سليمة للقضاء على عملية تغيير الولاءات الحزبية، وأكدت في الوقت ذاته على ان حزبها غير مقتنع بقائمة الناخبين ويرى أن فيها تلاعبات تحول دون عقد انتخابات نزيهة وشفافة.

وانتقدت بينظير الهجمات الارهابية التي تعرض لها موكب عودتها لباكستان بتاريخ 18 تشرين الأول/اكتوبر كما انتقدت التفجير الانتحاري الذي وقع مؤخرا بمدينة راولبندي المجاورة لاسلام اباد وتساءلت حول مطالبتها بعدم قيادة مسيرات شعبية ولماذا تطالب هي وحدها بذلك واتهمت الحكومة بانها لا تقوم بترتيب احتياطات امنية كافية لحمياتها. وسارعت للقول بانها لا تعتقد بأن الهجوم الذي تعرض له موكبها من تنفيذ مهاجمين انتحاريين وطالبت بان يتم السماح لمحققين دوليين بالاشراف على التحقيقات في الهجوم باعتبار ان لديهم خبرات في تقنيات الطب الشرعي ويستطعيون تحديد الكيفية التي وقع من خلالها التفجير.

الى ذلك، انتقدت بينظير في مؤتمرها الصحافي الارتفاع الفاحش بالاسعار وخصوصًا اسعار الطحين وانتقدت ارتفاع معدلات البطالة وزيادة معدلات الفقر بانحاء باكستان. واتهمت الحكومة بتقديم ارقام خاطئة في بيانات المؤشرات الاقتصادية المختلفة.