موسكو: أعلنت الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية عن معارضتها لفكرة إنشاء مركز دولي لتخصيب اليورانيوم في أحد البلدان العربية. وقال مدير الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو في تعليقه على مبادرة بعض البلدان العربية الخاصة بإنشاء مركز دولي لتخصيب اليورانيوم على أراضيها: quot;نرى أن هذه المراكز يجب أن تكون كثيرة، ولكنها لا بد أن تقع في بلدان تمتلك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، ومن أجل أن لا تنتشر هذه التكنولوجيات في العالمquot;. وأضاف أنه لا تتوفر لدى الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية أي معلومات عن هذه المبادرة.
وأعاد إلى الأذهان أن روسيا قامت بإنشاء مركز دولي لتخصيب اليورانيوم في أنغارسك مؤكدا أنه مفتوح لجميع البلدان الراغبة في تطوير قطاعات الطاقة الذرية والاستفادة من خدمات تخصيب اليورانيوم. ونقلت وسائل إعلام عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قوله إن دول الخليج العربية مستعدة لإنشاء مركز لتزويد إيران باليورانيوم المخصب لنزع فتيل المواجهة بين طهران والغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني. وذكر أن quot;الكونسورتيوم سيجهز اليورانيوم وفقا للحاجة وسيضمن استخدامه في الأغراض السلمية فقطquot;. ولم يصدر من جانب طهران إلى حد الآن أي تعليق على الاقتراح.
المركز الدولي لتخصيب اليورانيوم في أنغارسك
ويؤكد النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف أن أي بلد يرغب في الحصول على الوقود النووي للمحطات الكهرذرية يستطيع المشاركة في مشروع المركز الدولي لتخصيب اليورانيوم في أنغارسك في روسيا الاتحادية. وقال ايفانوف في وقت سابق: quot;نتعاون في هذا المجال حاليا مع شركائنا الكازاخquot;. وأكد أن الاتفاقية الروسية الكازاخية تتيح مشاركة بلدان أخرى في المشروع. وذكر ايفانوف بهذا الصدد: quot;مازلنا في بداية الطريق، وأمامنا الكثير من العمل، خاصة مع ورود طلبات من بلدان أخرىquot;.
ووقعت روسيا وكازاخستان في ختام مباحثات الرئيسين فلاديمير بوتين ونور سلطان نزاربايف في أستانة في العاشر من شهر مايو 2007 اتفاقية حكومية لإنشاء مركز دولي لتخصيب اليورانيوم. واعتبر الرئيس بوتين هذه الاتفاقية الخطوة الأولى على طريق إنشاء بنى تحتية عالمية للطاقة الذرية
وبدوره ذكر نائب مدير الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية نيقولاي سباسكي أن التعاون مع الوكالة الدولية يعتبر أمرا مهما في إنشاء المركز. وقال إن هذا المشروع لا يمكن أن يصبح واقعيا إلا بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن جانبها أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأييدها لمبادرة إنشاء مركز دولي لتخصيب اليورانيوم في أنغارسك. وأسست روسيا في أنغارسك مركزا دوليا لتخصيب اليورانيوم حيث وقعت الوثائق الخاصة بتأسيس المركز في شهر أكتوبر 2006. وأخرج المجمع الذي يشيد على قاعدته المركز من قائمة المنشآت الإستراتيجية في روسيا. و تؤكد روسيا أن هذا المركز يتيح لجميع البلدان الاستفادة من منافع الطاقة النووية. وكان كيريينكو قد أكد في وقت سابق أن مدينة أنغارسك ستكتسب الأولوية في تطوير البرامج الدولية للوكالة.
وقال كيريينكو في أثناء توقيع اتفاقية تعاون مع محافظ مقاطعة ايركوتسك الكسندر تيشانين في الشهر الماضي: quot;نعتزم توظيف أكثر من 5ر2 مليار دولار في المدينة، وتوفير ألفي فرصة عمل إضافيةquot;. وقال كيريينكو في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي حول الوقاية من الكوارث النووية الذي عقد في لوكسمبورغ : quot;تعود المبادرة الخاصة بإنشاء مركز دولي لتخصيب اليورانيوم في روسيا للرئيس الروسي، وتؤكد أن كل بلد يستطيع الاستفادة من ثمار الطاقة الذريةquot;.
وأكد كيريينكو أن حظر امتلاك التكنولوجيات النووية ضرب من المستحيل. وقال: quot;الموقف الأهم الآن هو الالتزام بحقين اثنين: حق أي دولة في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، من جهة، وحق المجتمع الدولي في المطالبة بالالتزام الصارم بقواعد الأمان والسلامة وضمان نظام عدم الانتشار، من جهة أخرىquot;. ويرى كيريينكو أن اتخاذ موقف الحظر في هذه الحالة أصبح مستحيلا. وأضاف: quot;إن الجمع بين هذين الحقين يتطلب تبني موقف متعدد الجوانب من حل هذه المسألة. وتعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أهم أداة لذلكquot;.
روسيا تبني 26 مفاعلا نوويا لإنتاج الطاقة الكهربائية قبل عام 2020
من جهة اخرى، صرح مدير الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو بأن روسيا ستقوم ابتداء من عام 2012 ببناء مفاعلين نوويين لإنتاج الطاقة الكهربائية سنويا، و3 مفاعلات ابتداء من عام 2015.
وأعاد كيريينكو إلى الأذهان أن روسيا لم تبنٍ مفاعلات نووية لمحطاتها الكهرذرية في فترة الـ15 عاما الأخيرة.
وأكد أنه يتعين على روسيا بناء 26 مفاعلا نوويا جديدا قبل عام 2020 - أي أكثر مما تم بناؤه في روسيا خلال العهد السوفيتي كله. وشدد على ضرورة أن تقوم مؤسسات الطاقة الذرية في روسيا بتنفيذ مهمة التحديث الفني والتقني في الوقت المناسب.
التعليقات