اعتدال سلامه من برلين: تنتظر دائرة الاستخبارات السرية الاسرائيلية ناتيف مهمة صعبة قد تسبب بخلافات بين برلين وتل ابيب والمجلس الاعلى لليهود في المانيا. فحسب مصادر اعلامية سيعمل عناصر من دائرة ناتيف لإقناع اليهود الروس في المانيا الذين كانوا قد استقروا فيها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي كي لا يهاجروا الى بلدان اخرى. وسيصل الاسبوع القادم الى برلين مبعوثون من ناتيف للبدء بالمهمة بحسب ما اكدته السفارة الاسرائيلية في العاصمة الالمانية.
وكانت الحكومة الاسرائيلية قد اوكلت قبل فترة الى دائرة الاستخبارات ناتيف مهمة التصدي لخطر اندماج اليهود الروس في المجتمع الالماني وتزايد ابتعاد المهاجرين المتحدثين للغة الروسية ( ايضا المهاجرين من اوكرانيا) عن الطائفة اليهودية والدولة العبرية. وتنظر تل ابيب بعين القلق الى هؤلاء حيث ان عددهم يصل الى 220 الف لكن المنتسبين الى الجاليات والتجمعات اليهودية في المانيا لا يتجاوز ال90 الفا.
ولقد اربك هذا الاجراء الحكومة الالمانية كما المجلس اليهودي الاعلى في المانيا الذي لم تبلغه اسرائيل به مباشرة، وقال ستيفن كرمر امينه العام انه علم بالخبر عبر الصحف ، وهو يساند كل مهمة تربط اليهود بالدولة العبرية وتعمل على الحفاظ على اسس الدين اليهودي وقيمه لانهم جزء من بقاء اسرائيل، لكن من يسمع قرار الحكومة الاسرائيلية يعتقد ان على يهود المانيا النزوح وهذه اشارة سيئة جدا. ويخشى كرمر ان يشكل نشاط دائرة الاستخبارات السرية الاسرائيلية ناتيف خطرا على الجالية اليهودية التي تعاني في الاصل مشاكل في التعاون في ما بينها.
وفي رسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قال المجلس اليهودي الاعلى ان خطة ناتيف قد فسرت بانها قلة ثقة بنا وهذه اهانة شخصية. وقال احد اليهود في برلين تتصور اسرائيل الان انه باستطاعتها قيادة كل يهود العالم، لكن كل الجاليات اليهودية في اوروبا ضد هذا التوجه.
وكانت اسرائيل قد بلغت وزير الخارجية الالماني بهذا النشاط لدائرة الاستخبارات السرية الاسرائيلية خلال اخر زيارة له الى تل ابيب، الا انه رد باختصار شديد وقال لكل انسان الحق ان يعيش في اسرائيل او المانيا.
والجدير بالذكر ان ناتيف اسست في الخميسنات من القرن الماضي بعد انفصالها عن دائرة الاستخبارات السرية الاسرائيلية بهدف الاتصال بكل النشطاء اليهود في الاتحاد السوفياتي سابقا وتشجيعهم على الهجرة الى اسرائيل. وفي عام 1989 بعد ان اصبح عدد المهاجرين السوفيت الى روسيا غير محدود فقدت ناتيف اهميتها لتعود وتحيا من جديد مع تسلم اولمرت الحكومة وتعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للتخطيط الاستراتيجي وتصل ميزانية الوزارة الى مليوني دولار.
التعليقات