تيبازة (الجزائر): إعتبر وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني الثلاثاء أن تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الحقبة الإستعمارية quot;خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافيةquot;، في أول رد فعل رسمي على خطاب الرئيس الفرنسي. وقال زرهوني المقرب من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة quot;انها خطوة في الاتجاه الصحيح، لكننا لا نزال نقول ان ذلك ليس كافيًا حين نضع هذه الكلمات في اطارها. انه تقدمquot;.

واضاف على هامش زيارة الرئيس الفرنسي الى موقع اثري في تيبازة (70 كلم غرب العاصمة الجزائرية) quot;لا اعلم ما اذا كانت الاعتذارات ضرورية لكنها مفيدة على الدوامquot;. واوضح ان غياب الاعتذارات quot;لن يحول دون اعتماد رؤية جديدة في علاقاتنا. في فرنسا كما الجزائر علينا ان نؤمن بان صداقة ممكنةquot;. ومساء الاثنين دان الرئيس الفرنسي امام رؤساء شركات فرنسية وجزائرية النظام الاستعماري ودعا الى محاربة العنصرية ومعاداة السامية وكره الاسلام.

وقال ساركوزي بعد ساعات من وصوله الى الجزائر في اول زيارة دولة منذ انتخابه في ايار/مايو quot;نعم، النظام الاستعماري كان مجحفا ومخالفا للمفاهيم الثلاثة التي قامت عليها جمهوريتنا: الحرية والعدالة والاخوةquot;. وتابع quot;لكن من العدل ان نقول انه داخل هذا النظام كان هناك العديد من الرجال والنساء الذين احبوا الجزائر قبل ان يضطروا الى مغادرتها. نعم، لقد ارتكبت جرائم فظيعة طوال حرب الاستقلال التي اوقعت عددا طائلا من الضحايا من الجانبينquot;. وقال quot;اليوم اود تكريم ذكرى جميع هؤلاء الضحايا، انا الذي كنت في السابعة من العمر عام 1962quot;.

وتساهم مطالبة الجزائر فرنسا بquot;الاعتذارquot; مما ارتكبته من quot;جرائمquot; في عهد الاستعمار بين 1830 و1962، في تسميم العلاقات بين البلدين منذ 2005. وقد حالت هذه المسألة دون توقيع معاهدة صداقة بين الرئيسين جاك شيراك وعبد العزيز بوتفليقة.

وفي سياق مختلف قلل ساركوزي من شأن إعلان الحرب الذي أصدره المتمردون في تشاد ضد القوات الأوروبية التي سيتم نشرها في تشاد. وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي مشترك في نيس بفرنسا مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي ان الاتحاد الاوروبي سيمضي قدما في خطته لنشر قوات حفظ سلام في شرقي تشاد رغم تهديد اكبر فصائل التمرد هناك بمحاربتها.

وتابع ساركوزي قائلا إن العملية ستسير كما هو مخطط لها لنشر القوات الاوروبية على الجانب التشادي من الحدود مع غرب السودان لتأمين مخيمات اللاجئين الفارين من إقليم دارفور. وقد اكد ساركوزي على أن القوات التي ستنتشر في تشاد تنفذ عملية حفظ سلام اوروبية على الرغم من ان معظم جنودها فرنسيون. وتشارك في القوة الأرووبية أيضا إيرلندا وهولندا وبولندا والسويد. وقد اتهم المتمردون مرارا القوات الفرنسية بإحباط محاولاتهم للتقدم نحو العاصمة التشادية نجامينا بتقديم معلومات عن مواقعهم للقوات الحكومية.

وستنشر اوروبا نحو 3500 جندي شرقي تشاد لدعم المهمة المشتركة لقوات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور. ومن المقرر ان يصل عدد القوات المشتركة بدارفور إلى 26 ألف جندي حيث تتسلم رسميا مهام حفظ السلام من قوات الاتحاد الأفريقي في يناير/ كانون الثاني المقبل. وذكرت مراسلة البى بى سى فى نجامينا أن الجنود الفرنسيين يشكلون نصف عدد القوات الأوروبية المتوقع وصولها أوائل العام القادم. وينتشر حاليا نحو ألف جندي فرنسي في تشاد و تقوم الطائرات الحربية الفرنسية بمهام استطلاع وتوفير معلومات استخباراتية للحكومة التشادية.

وكان محمد حسن بولمايى الناطق باسم اتحاد القوى من اجل الديمقراطية والتنمية أكبر فصائل المتمردين التشاديين قد أعلن ان الفصيل يعتبر نفسه في حالة حرب ضد الجيش الفرنسى و أى قوات أجنبية. وقال بولماى إن الطائرات الحربية الفرنسية حلقت فوق موقع المتمردين يوم الخميس فى وقت كان المتمردون فى مواجهة مع القوات الحكومية بالقرب من حدود تشاد مع السودان. و قد أبدت بعض الدول الأوروبية التى ستشارك بقوات فى تشاد تحفظاتها من الدور الفرنسى فى تشاد قائلة إن فرنسا لا يجب ان تتولى دور فى حفظ السلام فى الوقت الذى تعتبر فيها أحد أطراف الصراع.

وحذر المتمردون أمس الخميس الاتحاد الاوروبي بشأن القوة المزمع نشرها مشيرين الى انهم سيعتبرونها quot;قوة احتلال أجنبيةquot;، وسيتم قتالها إذا ما انحازت إلى رئيس البلاد إدريس ديبي. وجاء هذا التحذير بعد المعارك التي اندلعت الاثنين الماضي في شرقي البلاد بين قوات ديبي الحكومية ومقاتلي اتحاد القوى من أجل الديمقراطية برئاسة محمد نوري وزير الدفاع السابق. وكان كل من اتحاد القوات والحكومة قد أعلن أنه قام بقتل المئات من قوات الطرف الآخر في أكبر معركة جرت منذ بالقرب من الحدود مع إقليم دارفور .

من جهتها قدمت الحكومة التشادية احتجاجا الى الخرطوم قائلة إن الرئيس السودانى عمر البشير يخشى قدوم قوات حفظ السلام الأوروبية وأرسل متمردى القوى الديمقراطية لمحاربة القوات الحكومية وهو اتهام تنفيه الخرطوم. وتتبادل الحكومتان الاتهامات بدعم العناصر المناوئة للأخرى، وتقول الحكومة التشادية إن نوري قد فر إلى السودان. وقد دعا نوري إلى إجراء مفاوضات شاملة بين الحكومة وجميع الأطراف المعارضة لها.