تشيكيا: مصداقية السياسة الأميركية تجاه إيران تهتز
الياس توما من براغ: قال وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ اليوم انه يريد إبلاغ وزيرة الخارجية الأميركية عندما يلتقي بها في وقت لاحق من اليوم في بروكسل ان براغ ليست راضية عن الطريقة التي تتواصل معها الولايات المتحدة في بعض القضايا التي لها علاقة بالخطط الأميركية الخاصة ببناء القاعدة الرادارية في بلاده .

ونقلت عنه وكالة الأنباء التشيكية قوله بالصلة مع التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية حول إيقاف إيران برنامجها النووي العسكري منذ عام 2003 بأنه سيكون أمرا جميلا لو أن الأميركيين قالوا لنا ما يعرفونه بهذا الشأن مسبقا ولذلك فانه سيتحدث عن هذا الأمر مع نظيرته الأميركية .

وأشار إلى أن رايس اطلعت على التحفظات التشيكية والملاحظات التي لدى براغ من هذه المسألة عن طريق قنوات أخرى ولذلك فان فتحه الحديث معها من جديد هو تشديد على الأمر غير انه نبه إلى انه لا يمكن خلق مشكلة من هذا الأمر .

وكان نائب وزير الخارجية التشيكي توماش بويار قد أشار إلى أن الطرف التشيكي أبدى تحفظاته للطرف الاميركي من الطريقة التي يتم بها التعامل مع بلاده بالصلة مع القضايا التي لها علاقة بالدرع الصاروخي مؤكدا انه تم إبلاغ الأميركيين بان التشيك يريدون الإطلاع في الوقت المناسب ودائما على الأبعاد الأمنية الواسعة وليس فقط القضايا التي لها علاقة بالتهديدات الصاروخية .

من جهته وصف رئيس مجلس النواب التشيكي وزير الخارجية في حكومة الظل للحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض لوبومير زاؤراليك التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية الذي تحدث عن إيقاف إيران برنامجها النووي العسكري بأنه يهز مصداقية السياسة الأميركية تجاه إيران .

وأشار إلى أنه في غضون عامين جرى تغيير جوهري في موضوع التقويم الأميركي للمخاطر الإيرانية وأن هذا الأمر يمثل تحولا لا يمكن تصديقه بعد الهستيريا التي سادت في هذا المجال .

واعترف انه غير قادر على فهم الرئيس الأميركي الذي كانت لديه معلومات الاستخبارات الأميركية هذه في أيلول / سبتمبر الماضي ومع ذلك صعد الوضع عندما تحدث في تشرين الأول أكتوبر الماضي عن خطر نشوب حرب عالمية ثالثة ستسبب بها إيران.

وأضاف وحتى قبل ستة أسابيع أعلن نائب وزيرة الخارجية الأميركية دانييل فريد في مقر الناتوquot; أن إيران في الوقت الحاضر تمثل التهديد الرئيس وأن الإيرانيين لديهم أسلحة نووية quot;.

وأكد زاؤراليك أنه التقى عدة مرات فريد ومدير وكالة الدفاع الصاروخية الأميركية الجنرال هنري اوبيرينغ وأنهما كانا يؤكدان دائما أن السبب الرئيس لبناء الدرع الصاروخي في وسط أوروبا هو المخاطر المتأتية من إيران .

وأخذ على حكومة بلاده أنها لم تحاول أبدا زج الخبراء التشيك في هذه النقاشات مشيرا إلى تصريح لرئيس الحكومة ميريك توبولانيك يقول فيه quot; إن أجهزة الاستخبارات الأميركية هي أفضل من استخباراتنا quot; .

وأضاف ليس صحيحا ما يقوله توبولا نيك ونائب رئيس الحكومة للشؤون الأوروبية ألكسندر فوندرا بأن لاشيء يحدث وأنه يمكن لنا الاستمرار في موضوع القاعدة الرادارية الأميركية فالتقرير الأميركي حسب زاؤراليك يمثل سقوطا للركن الأساسي في التبرير الذي استخدم لوضع نظام الدفاع الصاروخي ويدل إلى أي مدى يتم أخذ التشيك من قبل الولايات المتحدة كشركاء لها .

ورأى أن رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير لم ينجح في تعديل توجهات هذه الإدارة الأميركية ولذلك لن ينجح التشيك فيها ولهذا دعا إلى الأخذ على محمل الجد ما تقوله الحكومة البولونية الجديدة برئاسة دونالد توسك فهذه الحكومة تقترح نقل موضوع الدرع الصاروخي بكامله إلى الناتو والاتحاد الأوروبي كما تعطي الانطباع بأنها لا تعتزم الإسراع في البت بموضوع وضع القاعدة الصاروخية المضادة في أراضيها إلى أن يصل رئيس جديد للولايات المتحدة .