لشبونة، وكالات: تفتتح في العاصمة البرتغالية لشبونة اليوم القمة الأوروبية الإفريقية التي تعقد لأول مرة منذ سبعة أعوام. وعشية إنعقاد القمة قال رئيس الوزراء البرتغالي خوزيه سقراطيس إن المناخ السائد هو ضرورة إقامة حوار سياسي بين القارتين بشكل عاجل. وأضاف سقراطيس ان كل القضايا مطروحة للنقاش. وتناقش القمة عددا من القضايا في مقدمتها التجارة والهجرة والبيئة وحقوق الانسان والتعاون الاقتصادي.
موجابي
غير ان الجدل الذي تثيره مشاركة رئيس زيمبابوى روبرت موجابى والتي ستؤدي الى غياب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الذي قال إنه لن يحضر في حال مشاركة الاول ما زالت تذكر بتعقد العلاقات بين اوروبا ومستعمراتها السابقة. وبخلاف بريطانيا اجمعت الدول الاوروبية تقريبا على عدم حرمان موجابي من المشاركة في القمة التي تعول عليها اوروبا كبداية في مواجهة النفوذ الصيني المتنامي في القارة. وقد وصل موجابي، الذي يمنع عادة من دخول دول الاتحاد الاوروبي، الى لشبونة الخميس بعد ان دعي رسميا الى الحضور رغم محاولات براون المستميتة لعرقلة مشاركته.
وكان الرئيس موجابي قد تعرض لادانة دولية واسعة بسبب سياسة توزيع الارض الزراعية التي تنتهجها حكومته، وبسبب الانتخابات الرئاسية التي اجريت في زيمبابوي في عام 2002 وهي الانتخابات التي تخللتها اعمال عنف واتهامات بالغش. وقال رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو إن مسألة زيمبابوي لا ينبغي ان تخيم على القمة على الرغم من انه وعد الخميس بأن الاتهامات المتعلقة بانتهاكات لحقوق الانسان هناك لن تتجاهل.
شراكة جديدة
وترى البرتغال في القمة فرصة لبناء علاقة شراكة والتخلص من علاقة السيد والمسود التي تنتمي الى الحقبة الاستعمارية. وقال نائب وزير الخارجية البرتغالي جاو جوميز quot; هذه القمة التاريخية ينبغي ان تسمح لنا بقلب الصفحة وبناء شراكة مساوة حقيقية بين اوروبا وافريقياquot;. واعترف باروسو ان اوروبا سمحت للعلاقات مع القارة السمراء بالتراجع مشيرا الى وجود خطط حالية لانعقاد القمة كل ثلاث سنوات.
وتعتبر اوروبا اكبر شريك تجاري ومورد مساعدات لإفريقيا التي تعاني من ثالوث الفقر والمرض والتخلف. الا ان نفوذ الصين المتنامي في القارة والذي يصاحبه جهود متصاعدة من بكين لدعم نموها الاقتصادي اثبت انه لا يمكن التسليم بالنفوذ الاوروبي هناك. وقد تراجعت آمال امكانية التوصل الى اتفاقات شراكة تجارية هذا الاسبوع بعد ان قالت جنوب افريقيا، اقوى دول القارة اقتصاديا، ان quot; الآثار الضارةquot; للصفقة التي عرضها الاتحاد الاوروبي في حاجة الى مراجعة.
ومن المتوقع ان تشغل مسألة نشر قوات لحفظ السلام في اقليم دارفور في السودان والصراع المسلح في الصومال علاوة على مسألة زيمبابوي حيزا من اعمال القمة على الرغم من عدم ادراج هذه القضايا على الجدول الرسمي للمباحثات. وفرضت السلطات البرتغالية اجراءات امنية مشددة في محيط القمة حيث اغلقت عددا من الشوارع واستعانت بالمروحيات لتأمين سماء مركز المؤتمرات الذي سيجمع 5000 من اعضاء الوفود والصحفيين.
وزيرة بريطانية سابقة تنتقد تمثيل بلادها بامرأة سوداء
من جهة ثانية اثارت وزيرة الدولة البريطانية السابقة لشؤون التنمية الدولية كلير شورت جدلا الجمعة بتصريحها ان ممثلة المملكة المتحدة في قمة الاتحاد الاوروبي وافريقيا في لشبونة اختيرت فقط لكونها سوداء. وقالت لاذاعة quot;بي بي سيquot; حول مشاركة النائبة البريطانية فاليري اموس التي خلفتها في الوزارة التي كانت تشغلها quot;لا ارى اي سبب لارسال نوع من الوزيرة المزيفة واعتقد انه من غير الملائم ارسالها لانها سوداءquot;.
وكانت كلير شورت قد استقالت من الحكومة في 12 ايار/مايو 2003 بسبب مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق. واستقالت من حزب العمال في تشرين الاول/اكتوبر 2006 لتشن حملة ضد حكومة توني بلير التي اتهمتها بquot;الازدواجيةquot;.
يشار الى ان فاليري اموس المولودة في غانا هي اول امرأة سوداء اصبحت عضوة في الحكومة التي تضم ابرز وزراء الحكومة البريطانية. وكانت قد استقالت من منصبها بعد خمسة اشهر لتتولى رئاسة مجلس اللوردات. وهي تمثل المملكة المتحدة في قمة الاتحاد الاوروبي وافريقيا التي تعقد السبت والاحد في لشبونة بعد قرار رئيس الحكومة غوردون براون عدم مشاركة اي عضو في حكومته في هذه القمة بسبب مشاركة رئيس زيمبابوي روبرت موغابي فيها.
ولكن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند دافع عن مشاركة اموس في القمة. وفي تصريح لاذاعة quot;بي بي سيquot;، قال quot;اعتقد ان الامر يتعلق باهانة للبارونة اموسquot;. واضاف quot;هي وزيرة دولة سابقة لشؤون التنمية الدولية وهي زعيمة سابقة في مجلس اللوردات وهي على اطلاع واسع بشؤون افريقيا بشكل عام وليس فقط بشؤون زيمبابويquot;. واوضح quot;اعتقد انها ستكون مدافعا ممتازا عن المملكة المتحدة وايضا عن نوع العلاقة التي نرغب في ان تكون فعلا بين الاتحاد الاوروبي وافريقياquot;.
التعليقات