أزمة الرئاسة: هل أعادت الوساطة الفرنسية سوريا إلى الساحة اللبنانية؟
بيروت، وكالات: دعا مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دافيد ويلش اليوم البرلمان اللبناني إلى الإنعقاد وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقال ويلش في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه مع البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي إن quot;الولايات المتحدة تعتقد انه حان الوقت لكي ينتخب لبنان الرئيس المقبل لاعادة إحلال الكرامة والاحترام لهذا المقعد الاهم في لبنانquot;. واضاف quot;نرى انه حان الوقت لكي يقوم كل النواب بمسؤولياتهم ويذهبوا الى البرلمان وينتخبوا رئيسا للبنان لمواجهة كل التحديات التي تعترض طريقه لكي يحمي سيادته وامنه ويتطلع الى مستقبلهquot;.

وعبر ويلش لصفير عن دعم بلاده وجميع الاميركيين للحرية والديمقراطية وسيادة اراضي لبنان وعن الدعم القوي للمسيحيين في لبنان. واكد المسؤول الاميركي انه quot;في كل الظروف سوف تدعم الولايات المتحدة لبنان ونعلم ان هناك ضعوطا كثيرة عليه من الداخل والخارج ولكن الاميركيين والادارة الاميركية سوف يدعمون لبنانquot;. وسيلتقي ويلش رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة وعددا من القيادات اللبنانية لا سيما منها قيادات ال14 من اذار/مارس.

وتأتي هذه الزيارة الى بيروت قبل يومين من الجلسة النيابية المقررة يوم الاثنين المقبل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي ظل تعثر التوصل الى اتفاق سياسي بين قوى الموالاة والمعارضة نتيجة الخلافات القائمة حول عدد من المواضيع لا سيما منها تشكيل حكومة جديدة والتعيينات الادارية بعد انتخاب الرئيس العتيد.

ووصل ولش الى لبنان السبت لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين قبل محاولة جديدة للبرلمان لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد فراغ سدة الرئاسة قبل ثلاثة اسابيع، على ما افاد مصدر رسمي. وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان ولش سيجري محادثات مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس البرلمان نبيه بري احد اقطاب المعارضة.

ويعاني لبنان فراغا في سدة الرئاسة منذ منتصف ليل 23 تشرين الثاني/نوفمبر عند انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود بسبب فشل الموالاة والمعارضة في انتخاب رئيس جديد. وللمرة الثامنة على التوالي، حدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الاثنين المقبل موعدا لانتخاب رئيس، لكن الخلافات السياسية والدستورية بين الغالبية النيابية والمعارضة تهدد بعدم التئام هذه الجلسة. واتت زيارة ولش غداة تشييع مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن فرانسوا الحاج الذي اغتيل في اعتداء استخدمت فيه سيارة مفخخة الاربعاء.

وكان من المرجح ان يتولى الحاج قيادة الجيش في حال انتخاب القائد الحالي العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد. وتعثرت الاتصالات السياسية الاسبوع الماضي عند رفض المعارضة مرور تعديل دستوري ضروري لانتخاب سليمان، عبر الحكومة بسبب عدم اعترافها بشرعيتها، بينما تمسكت الاكثرية بتطبيق الدستور لجهة موافقة الحكومة على التعديل قبل اقراره نهائيا في مجلس النواب. ويحظر الدستور اللبناني انتخاب موظفي الفئة الاولى ما لم يقدموا استقالاتهم قبل سنتين من الانتخابات.