إستطلاع دولي يكشف:
الشعب السعودي أكثر المسلمين تأييدًا لأميركا

لتصفّح استطلاع الرأي pdf

الرياض: في إستطلاع للرأي العام نفّذته مجموعة quot;غد خال من الإرهابquot;* الدوليًّة في المملكة العربيًّة السعوديًّة، ووصفه خبراء بأنّه quot;مشجّعquot; وquot;غير مسبوقquot;، رفضت غالبيًّة كبيرة من السعوديين الذين استطُلِعَت آراؤهم quot;الإرهابquot;، وأيدت تعزيز العلاقات مع الولايات المتّحدة الأميركيًّة.

*غد خال من الإرهاب أو
Terror Free Tomorrow وهي مجموعة دولية لاستطلاعات الرأي العام تتخذ من واشنطن مقرا لها.

وعبّر 10% من السعوديين الذين استطلعت آراؤهم عن نظرة إيجابيًّة تجاه تنظيم القاعدة، فيما أظهر 15% أنّ لديهم الموقف الإيجابيّ نفسهتجاه زعيم التنظيم أسامة بن لادن.

من جهته أعرب رئيس المجموعة البحثية كين بالين الاثنين عن رأيه في الاستطلاع قائلاً quot;أظن أن الشعب السعودي أصبح ضد بن لادن والقاعدة والإرهاب بشكل عام، بطريقة ساحقة، لدرجة أن تسعة من أصل عشرة منهم (السعوديون) تعارض هذه الأمور الثلاثةquot;.
الاستطلاع كان جرى باللغة العربية مع عينة مؤلفة من 1004 ناضج سعودي في الفترة الواقعة بين 30 نوفمبر/تشرين الثاني والخامس من الشهر الجاري، بهامش خطأ تراوح بين ثلاث نقاط مئوية زيادة أو نقصانا.

كذلك بين الاستطلاع أن أغلبية سعودية لديها موقف إيجابي من الولايات المتحدة الأميركية أكثر من أي دولة أخرى في العالم الإسلامي، حيث يؤيد 40 في المئة الولايات المتحدة، مقارنة مع 19 في المئة في باكستان وفق استطلاع لنفس المجموعة كان نفذ في أغسطس/آب المنصرم، و21 في المئة في مصر وفق استطلاع نفذته مركز quot;Pewquot; في مايو/أيار الماضي.
وفي تحليل خبير الإرهاب لدى شبكة CNN بيتر بيرغن فإن هجمات تنظيم القاعدة على أهداف داخل المملكة، كانت بدأت في 2003، قد ألبت مشاعر السعوديين ضده.
وقال بيرغن quot;على الرغم من أن النتائج مفاجئة بعض الشيء إلا أنها تبدو عادلة نظرًا للظروفquot;.

وعلى الرغم من اعتبار الاستطلاع مشجّع بشكل عام، غير أن الخبير بالإرهاب بيرغن أشار إلى أن هناك quot;أقلية مهمةquot; من السعوديين-30 في المئة- ما زالت تدعم القتال ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف في العراق، وأن نسبة 52 في المئة تؤيد المملكة العربية السعودية في تطوير برنامج التسلح النووي.
وإضافة إلى معارضة القاعدة، فإن الاستطلاع كشف تأييدًا محدودًا لحركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; وحزب الله اللبناني، وهما منظمتان تصنفهما الإدارة الأميركية ضمن المنظمات الإرهابية. وعلق رئيس المجموعة بالين قائلاً: quot;أخيرًا هناك بعض الأخبار الجيدةquot;.
فقد عارضت نسبة 42 في المئة ما يسمى quot;حزب اللهquot; مقابل تأييد نسبة 33 في المئة للحزب، وعندما سئلت العينة عن رأيها في quot;حماسquot; أعرب 38 في المئة معارضتهم لها مقابل تأييد نسبة 37 في المئة.

وعلى الرغم من التقارب بين العائلة المالكة في السعودية وواشنطن، إلا أن 15 من أصل 19 من خاطفي الطائرات التي دمرت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وواشنطن، في 11 سبتمبر/أيلول 2001، هم سعوديون.
غير أن بالين أوضح أن الاستطلاع يكشف أن السعوديين هم الآن من أكثر الشعوب تأييدا للولايات المتحدة الأميركية في العالم الإسلامي، حيث أن 69 في المئة من العينة السعودية تؤيد تعزيز اكبر للعلاقات بين الرياض وواشنطن.
واعتبرت مسألة سحب البنتاغون قواته من العراق كأحد أهم الخطوات نحو تحسين هذه العلاقات عند نسبة قاربت 85 في المئة.

وعارضت غالبية السعوديين محاربة مواطنيها في السعودية، مؤيدة في الوقت نفسه مساعدة الولايات المتحدة الأميركية بالتوصل إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة خمس سنوات هناك.
كذلك أيدت العينة رفع منح تأشيرات دخول للسعوديين الراغبين في السفر إلى أميركا، حيث اعتبرت نسبة 74 في المائة أن مثل هذه الخطوة ستعزز نظرتهم الإيجابية للولايات المتحدة فيما دعت نسبة 71 في المائة إلى إبرام اتفاق تجارة حرة بين البلدين.
وفي شأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اعتبرت نسبة 52 في المئة من العينة السعودية أن اتفاق سلام برعاية أميركية بين طرفي الصراع سيعتبر تحسنًا إيجابيًا في العلاقات.

يُذكر أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أحد ابرز الداعمين للمبادرة العربية التي تؤيد تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشرط انسحاب الأخيرة من جميع الأراضي التي احتلتها قبل حرب 1967.
غير أن بالين يقول أن موقف العاهل السعودي الداعم لاتفاق سلام شامل لا يعبر بالضرورة عن رأي السعوديين إذ أن 30 في المائة من العينة فقط تؤيد اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى لو أدت إلى قيام دولة فلسطينية.
وقال بالين quot;إنه (الملك عبدالله) غير مدعوم من شعبه إزاء هذه المسألةquot;.

كذلك أعرب السعوديون عن تأييدهم لحرية الإعلام والانتخابات، وإن أكد 79 في المئة ولاءهم الكامل للعائلة المالكة، إضافة إلى تأييد 15 في المئة فقط من العينة السعودية أحكام القضاء السعودي في ما تعلق بـ quot;فتاة القطيفquot;.
يُذكر أن العاهل السعودي كان قد أصدر أمرًا بالعفو عن quot;فتاة القطيفquot; من العقوبة التعزيرية التي أصدرتها المحكمة الشرعية بحقها في القضية التي أثارت جدلاً واسع النطاق.
وحسب بالين، فإن نسبة التجاوب مع الاستطلاع كانت عالية جدا بلغت نسبتها 61 في المئة مقارنة مع استطلاعات للرأي في الولايات المتحدة والتي يتفاوت التجاوب إزاءها بين 10 و15 في المئة.