اسطنبول: نفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشدة وجود صفقة سرية مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل دعم تركيا في مكافحة نشاط عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية. وخلافا للعادة بدا اردوغان في غاية العصبية خلال مداخلة مباشرة في أحد البرامج على (قناة 7) التركية نافيا بشدة ما تردد عن هذه الصفقة ووصفها بأنها quot;مزاعم قبيحةquot;.

وأكد أن تركيا لن تعطي شيئا للولايات المتحدة من أجل دعمها في مكافحة نشاط المنظمة لأن تركيا ليست مضطرة لذلك قائلا quot;رئيس وزراء تركيا ليس عديم الشرف ليساوم سرا على مصلحة بلاده أو يقدم ثمنا مقابل التعاون الأمريكي في هذا الصددquot;.

وكانت أحزاب المعارضة التركية ولاسيما حزب الشعب الجمهوري تحدثت عن وجود صفقة سرية بين اردوغان والرئيس الأمريكي جورج بوش تم ابرامها خلال لقائهما في واشنطن في الخامس من نوفمبر الماضي.

يذكر أن السفير الأميركي لدى أنقرة روس ويلسون كان قد أكد الأسبوع الماضي أن بلاده ستواصل تعاونها مع تركيا في مجال المعلومات الاستخبارية حول نشاط عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني. وأضاف ويلسون ان واشنطن تبذل كل جهودها لامداد تركيا بالمعلومات في اطار التعاون من اجل القضاء على نشاط هذه المنظمة الارهابية التي تمثل عدوا مشتركا لتركيا والولايات المتحدة والعراق مشددا على أن هذا التعاون سيستمر.

وكان سفير تركيا لدى واشنطن نابي شانسوي قد أعلن أيضا أن الغارات الجوية التي وقعت أخيرا ضد مواقع عناصر حزب العمال شمالي العراق جاءت استنادا الى معلومات من المخابرات الأميركية.

ونقلت شبكة (سي أن أن) الأميركية عن السفير التركي قوله ان الغارات الجوية التركية نتيجة واضحة لتعزيز التعاون بين واشنطن وأنقرة في مجال الاستخبارات بعد زيارة اردوغان للولايات المتحدة.

وشنت تركيا أخيرا هجمات عدة عبر الحدود الى داخل العراق في محاولة لاستئصال متمردي حزب العمال الذين يستخدمون شمالي العراق قاعدة لشن هجمات ضد تركيا. وحمل حزب العمال الذي تضعه الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي ضمن قائمة المنظمات الارهابية السلاح ضد تركيا عام 1984 بهدف اقامة وطن عرقي له شمال شرق تركيا ولقي نحو 40 ألف شخص مصرعهم في هذا الصراع المستمر منذ أكثر من عقدين.