عباس ومشعل يتفقان على وقف فوري لاطلاق النار

اتفاق مع حماس على حقائب المالية والداخلية والخارجية بدمشق

مسلحو فتح ينسحبون من الجامعة الاسلامية بغزة ..والاشتباكات مستمرة

رايس تعرض اليوم على الجنة الرباعية خطتها لتحريك عملية السلام

اللجنة الرباعية تدعم المبادرة الأميركية للسلام

سمية درويش من غزة: قرعت حركتا حماس وفتح طبول الحرب الأهلية في قطاع غزة ، بعدما تناثرت جثت القتلى بالشوارع ، وأحرقت الجامعات الفلسطينية بما فيها من قاعات ومعدات وأجهزة ، وطرد المواطنين من بيوتهم وتحويلها لثكنات عسكرية. وبحسب مصادر طبية فلسطينية ، فقد ارتفع عدد قتلى حرب الشوارع الدائرة منذ مساء أمس في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس إلى 23 قتيلا ونحو 220 جريحا.

واتهم المحلل السياسي سميح خلف في حديث خص به quot;إيلافquot; ، الإدارة الأميركية بإشعال الساحة الفلسطينية ، محددة معركة الحسم بين القوى المتصارعة ، مشيرا إلى ان القرار الأميركي بدعم أمن الرئاسة وتدفق الأسلحة على الأجهزة الأمنية ، عجل في بدأ معركة الفصل بين القوى المتناحرة . وقال بان حماس تبعت مقولة quot; أتغذى فيهم قبل ما يتعشوا فيquot; ، مؤكدا بان غزة تتجه نحو بركان ومعارك عنيفة يمكن أن تؤدي إلى تدخل إقليمي من دول الجوار فضلاً عن الدعم اللوجستي التي بدت تتضح معالمه على الأرض . وكان اعتراض مجموعات حماس المسلحة لسيارات حرس الرئاسة الفلسطينية وسط قطاع غزة والاستيلاء على حاويتين قالت يوجد بهما أسلحة وذخائر ، أشعلت النيران بغزة ونسفت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الاثنين الماضي برعاية مصرية . فبعد اقتحام قوات الـ17 الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الجامعة الإسلامية ومصادرة أسلحة قالت بان حماس تستخدمها بقصف مقرات الأجهزة ، واعتقال نحو 11 شخص من بينهم أجنبي ، بحسب ما أفاد به أبو قصي الناطق باسم كتائب الأقصى ، اقتحم مسلحو حماس جامعة القدس بغزة. وأعلن عدنان القاسم رئيس جامعة القدس ، عن تعليق الدراسة والامتحانات التي كانت مقررة يوم غد السبت لأجل غير مسمى ، بعد حرق القاعات والوثائق وأجهزة الحاسوب.

مسلح من حماس يقف أمام الجامعة الإسلامية بغزة
وقال القاسم ، لم تشهد الساحة الفلسطينية حالة أسوا من تلك الفترة ، حيث امتدت الحرب للبنية الأكاديمية رأس الحربة في مواجهة سياسة التجهيل التي يقوم بها الاحتلال ضد الفلسطينيين. كما تساءل خلف ، quot; هل هناك في الأيام القادمة مصير يمكن أن تلاقيه حماس كما لاقته المحاكم الإسلامية quot; ، وهل هناك قوى ما تسمى معتدلة تقود محادثات مع أميركا من تحت الطاولة ، -يقصد في حماس- ؟ ، وهل الحادث حاليا هو عملية إضعاف فقط لحماس والرئاسة لكي تحدد خيارات الشعب الفلسطيني بواجهة سياسية جديدة تخرج عن حماس وأبو مازن ؟quot;.

أما المحلل السياسي زياد أبو شاويش فقال ، إن الاندفاع باتجاه الحرب الأهلية للخروج من الاستعصاء الحالي سيجعل من العودة لمجريات الحياة العادية أمرا أقرب للمستحيل ، موضحا أن نتائج الصراع ستكون كارثية على مجمل المشروع الوطني الفلسطيني. وأشار إلى أن العقلاء من الطرفين لم يعودوا هم أصحاب الكلمة في لجم هذا الانزلاق المتدرج نحو النار وتدمير الذات ، وإن من يتحكم في مصير الشعب ومستقبل القضية لم يعد ذلك الجمع الكريم من مناضلي الشعب وقيادييه الوطنيين الملتزمين بمصلحة شعبهم وعروبتهم ، بل عصابات إجرام ومجموعات لا تعرف حق الوطن ولا الشعب مثلما لا تعرف طريق الرحمن ولا معنى حرمة دم الأخ . إلى ذلك يستصرخ من حين لأخر المواطنين عبر الإذاعات المحلية مناشدين الزعماء والساسة للتدخل لضمان عودتهم لمنازلهم بعدما سيطرت مجموعات مسلحة على أماكنهم وطردتهم بهدف تحويلها لثكنات عسكرية ، فيما راح البعض الأخر يستصرخ في شمال وجنوب القطاع جراء نسف وتفجير منازلهم عل أيدي مجموعات مسلحة.


وتوجهت حركة الجهاد الإسلامي ، والجبهتان الديمقراطية والشعبية ، بنداء عاجل لحركتي فتح وحماس بوقف التصعيد والاقتتال المدمر, للمجتمع الفلسطيني و للمشروع الوطني , والعودة للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم برعاية مصرية وبمشاركة من لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية. وفي بيان تلقته إيلاف ، فان quot; القوى الثلاث تستنكر اقتتال إخوة السلاح والذي استباح كل المحرمات الفلسطينية , وتجاوز كل الخطوط الحمر في صراع أبعد ما يكون عن مصلحة الشعب الفلسطيني ، والتي لن تخدم مصلحة أبناء الشعب وتنتهك المجتمع الفلسطيني وتضعف قدراته على الصمود والمقاومة , ولا يستفيد ويفرح له سوى الاحتلال الإسرائيليquot;. ونددت القوى الثلاث بهذه الأحداث الخطيرة ، وتستنكر بشكل خاص حادث الاعتداء على قافلة السيارات التابعة لحرس الرئاسة يوم أمس كما تستنكر احتلال الجامعة الإسلامية , وما تلاها. وطالبت القوى ، بعودة الطرفين للمكتب المشترك المنبثق عن لجنة المتابعة العليا , لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والاستجابة للرعاية المصرية بالتهدئة ، محذرة الجميع بأن استمرار الصدامات المسلحة الدموية هي طريق الحرب الأهلية طريق الهاوية المدمرة للقضية الوطنية الفلسطينية.


نفي مقتل مطلوب للأمن الإسرائيلي والقضاء الفلسطيني
على صعيد آخر نفت عائلة عماد عقل احد قيادات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، واحد المطلوبين الأوائل على أجندة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، بان يكون ابنهم قد وجدت جثته في إحدى ثلاجات الجامعة الإسلامية بغزة، مؤكدة بأنها على تواصل مستمر معه.

وتطارد إسرائيل عقل منذ تسعينيات القرن الماضي، على اعتباره اخطر المطلوبين لأجهزتها الأمنية، واتهامه بالعديد من العمليات العسكرية بما فيها قتل إسرائيليين، وتكوينه لجيش من العسكريين.وقد تواردت بعض الأنباء في قطاع غزة، بان عقل قد وجدت جثته لدى اقتحام قوات الـ17 الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، للجامعة الإسلامية وجثث أخرى لم يكشف النقاب عنها بعد. وقال شقيق عماد في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot;، بان الأخير اتصل بهم بعدما أشيع نبا العثور على جثته بالجامعة الإسلامية لطمأنتهم، ونفي هذه الإشاعات .

ويعتبر عماد عقل احد المطلوبين للقضاء الفلسطيني لاتهامه باغتيال العميد راجح أبو لحية قائد شرطة غزة قبل عدة سنوات في كمين نصبه له في شارع الجلاء وسط غزة، والاستيلاء على سيارته وحرقها في مخيم النصيرات احد معاقل حركة حماس وسط قطاع غزة.