اتصال هاتفي بين العاهل السعودي و عباس بشأن الوضع الفلسطيني

ممثل حماس بصنعاء يُشكك بسيطرة ابومازن على السلطة

عمرو يحمل حماس مسؤولية إفشال المبادرة القطرية

وزيرا الخارجية السوري والقطري يستعرضان نتائج غزة

سمية درويش من غزة-خلف خلف من رام الله:يربض المواطن الفلسطيني بين نجاح وفشل المبادرات لرأب الصدع القائم بين حركتي فتح وحماس المنشغل كل منهما بكيل الاتهامات للأخر، وبين الوضع الاقتصادي الذي يتدهور يوماً بعد آخر، ولا يرى في المدى المنظور أن هنالك حلولاً قريبة قادرة على وضع الفلسطينيين في بر الأمان تلوح في الأفق، فالمرافق الحيوية مشلولة تماماً بفعل الإضراب، والمسيرات تخرج بين فينة وأخرى تطالب بصرف رواتب الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ عدة أشهر، كما أنه الأمر لم يخلو من اشتباكات بين عناصر محسوبة على فتح ونظيرتها حماس فقد سقط أكثر من 12 مواطناً فلسطينياً خلال الأيام الماضية.

هذه التعقيدات سالفة الذكر، تدلل على عمق الأزمة التي تعيشها الساحة الفلسطينية، سياسياً وشعبياً، ورغم كل التطمينات بأن الأمور لن تتجه صوب الحرب الأهلية، فإن ما يجري على الأرض يؤشر إلى عمق الأزمة، وشدة الخطر الذي يحيق بالساحة الفلسطينية.

وبعد فشل الوساطة القطرية برئاسة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، لرأب الصدع بين السلطة الفلسطينية والحكومة وعدم تمكنه من تقريب وجهات النظر حول التوصل إلى اتفاقٍ بشأن برنامجٍ حكوميٍ ينهي الحصار الدولي الفروض على الحكومة الفلسطينية، يعني ذلك أن الضباب سيعود ليخيم على المشاورات التي تجري لتشكيل حكومة وحدة.

و قد كشفت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس ، النقاب عن أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ال ثاني ، قد اتهم أطرافا معينة بأنها لا ترغب في إنجاح مهمته في الأراضي الفلسطينية ، في حين اعتبرت حركة فتح ، أن تقوقع الحكومة في قمقم اللاءات من دون توفير البديل سيفتح باب المجهول للأسر الفلسطينية التي استنفذت قدرتها على الاحتمال.

وفي الوقت الذي تتبادل فيه فتح وحماس الاتهامات عبر وسائل الإعلام ، بسبب فشل المفاوضات فيما بينهما ، قال اليسار الفلسطيني ، بأن الرأي العام أصيب بخيبة أمل بعد أن وصلت المبادرة القطرية إلى طريق مسدود ، في حين تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلية من هجماتها العسكرية ضد قطاع غزة.

وقال د. يوسف رزقه وزير الإعلام ، أن الوزير القطري أبلغهم أثناء مغادرته قطاع غزة ، أن هناك أطرافا لا ترغب بإنجاح مهمته في الأراضي الفلسطينية ، موضحا بان حكومته قدمت صيغ في غاية المرونة وتتفق مع رؤية قطر، ورؤية الرئيس محمود عباس ، خلال الجلستين العمليتين مع الوزير القطري ، ونقاش السبل العملية لفك الحصار المفروض على الشعب والحكومة الفلسطينية.

واتهم رزقه خلال مؤتمر صحافي ، بعض القيادات حول الرئيس عباس بإدارة معارك إعلامية مستغلة تحلي الحكومة بالمسؤولية وحرصها على المحافظة على أمانة المجالس في الغرف المغلقة . ورفض الوزير الفلسطيني ، اعتبار الجهود القطرية فشلت ، لافتا إلى أنها توقفت لأن وثيقة الوفاق الوطني قائمة ، ولأن محددات الاتفاق مع الرئيس مازالت حيوية عدا نقطة خلاف يتيمة .

من جهته أكد د. جمال نزال المتحدث باسم حركة فتح ، أن حركة حماس رفضت مقترحات وزير الخارجية القطري ، وأصرت على موقفها الرافض لقرارات الشرعية الدولية ، حيث قال في تصريح صحافي ، أن ممثلي حماس جددوا رفضهم لمبادرة السلام العربية ، التي تتحدث عن سلام عربي إسرائيلي يتم فقط إذا ما أعادت إسرائيل جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 67. واعتبر نزال ، أن تقوقع الحكومة في قمقم اللاءات من دون توفير البديل سيفتح باب المجهول للأسر الفلسطينية التي استنفذت قدرتها على الاحتمال ، وباتت تصرف سخطها إلى الحكومة بدل أن تستجمع طاقاتها لمقاومة الاحتلال ، على حد تعبيره.

بدوره قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، أن الرأي العام الفلسطيني أصيب بخيبة أمل بعد أن وصلت مبادرة وزير خارجية قطر ، لتسوية الخلافات التي تحول دون تشكيل حكومة اتحاد وطني إلى طريق مسدود.
وأشار خالد في بيان صحافي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه ، إلى خطورة الوضع الذي يمر به نضال الشعب الفلسطيني ، بفعل الانشغال عن مواجهة الاعتداءات التوسعية لحكومة إسرائيل ، والانشغال عن مواجهة الحصار والإغلاق وتجفيف الموارد والعقوبات الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ، بحوارات لا تنتهي وخلافات تترك آثارها وبصماتها على تدهور مستويات معيشة المواطنين.

ودعا رجل اليسار ، جميع القوى والكتل البرلمانية إلى التوافق على استفتاء الشعب من جديد على البرامج والخيارات السياسية ، التي تساعد على الخروج من الأزمات التي تعصف بالوضع الفلسطيني ، وذلك بالتوجه إلى انتخابات مبكرة ، باعتبارها ركنا أساسيا من أركان كل نظام ديمقراطي.

- وكان وزير خارجية قطر قد اجتمعالاثنين مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية بشكل منفصل، وطرح عليهما المبادرة التي يحملها معه، من أجل الخروج من الأزمة الفلسطينية الداخلية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. هذا وصرّح محمود عباس بعد اجتماعه بالوزير القطري: إنّ هذه الجهود المبذولة قد بدأت وسوف تستمر.
أما الوزير القطري فقال قبل مغادرته غزة: إنه لا يزال هناك مشكلةٌ في الصياغات، وهي بحاجةٍ إلى مناقشةٍ من أجل التوصل إلى صياغةٍ تكون مقبولةً دولياً، خاصةً إزاء ما يتعلق بالاتفاقات الموقّعة مع إسرائيل، وقضية الاعتراف بها، والقبول بدولةٍ إلى جانب دولة إسرائيل، مشيراً إلى أن الاعتراف الدولي في هذه الحكومة يُعد أبرز هذه العوائق.

وكان مستشار الرئيس عباس نبيل أبو ردينة قد صرح أن المفاوضات بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية مازالت متعثرة، معتبراً أن السبب في ذلك هو الفجوة الكبيرة بين موقف حماس والمتطلبات الدولية. أما ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فقد أعرب عن عدم تفاؤله بشأن المفاوضات التي جرت بين مؤسستي الرئاسة والحكومة برعايةٍ قطرية، وأضاف أن الفجوة لا تزال كبيرةً خاصةً في المسائل الجوهرية، مؤكداً أن فشل جهود الوساطة سيجعل الحلّ هو التوجه لإجراء انتخاباتٍ مبكرة. هذا وأعرب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد عن تفاؤله من اجتماع الوزير القطري مع كلٍ من عباس وهنية لإنهاء الأزمة الداخلية الفلسطينية. على صعيد آخر فقد توجه وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام إلى القاهرة مساء أمس للاجتماع مع عددٍ من المسؤولين العرب، لمناقشة أخر التطورات على الساحة الفلسطينية.

هذا وحذر مدير عام الاستخبارات الفلسطيني توفيق الطيراوي من احتمال نشوب حرب أهلية، قد تبدأ بين حركتي فتح وحماس في القطاع وتنتقل إلى الضفة الغربية، متهماً حركة حماس بتخزين كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحة والذخائر في القطاع والضفة، من أجل استخدامها ضد حركة فتح. من جهة أخرى قال صائب عريقات: إن اجتماعاً فلسطينياً - إسرائيلياً سيعقد الأسبوع المقبل، بهدف تمهيد الطريق لعقد اجتماعٍ بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.

حكومة حماس ليست منزلة

من جهته، قال محمد اللحام عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح في مقابلة خاصة مع quot;إيلافquot; ، بان ما طرحته وتضمنته المبادرة القطرية ورد في وثيقة الوفاق الوطني ، مؤكدا بان حركة حماس لم تتجاوب مع تلك المبادرة. وفي معرض رده على سؤال لمراسلتنا ، إن كانت استقالة حكومة حماس هي الحل ، أم أن هناك بدائل أخرى للخروج من الأزمة التي تمر بها الساحة الفلسطينية ، أوضح اللحام ، بان كل السيناريوهات أصبحت مفتوحة. وتابع قائلا ، quot; حكومة حماس ليست حكومة منزلة ، وبتقديري لا يوجد مشكلة باستقالة الحكومةquot; ، غير انه أكد بان الأهم من ذلك هي الحكومة وهي من توجد حل سياسي وبرنامج سياسي يجمع عليه. وأكد استعداد حركته لمواصلة الحوار ، حيث قال النائب الفتحاوي ، quot; نحن في فتح لا زلنا نصر ونواصل واستعدادنا للحوار مع حماس من اجل فتح أفاق لاتفاق وطنيquot;.

وفي ما يتعلق بالأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام ، حول قرار الرئيس الفلسطيني بعدم ترشيح نفسه لأي انتخابات رئاسية قادمة ، وانه عرض ترشيح عضو المجلس التشريعي الأسير مروان البرغوثي بدلا منه ، نفى اللحام ، بشكل مطلق أن يكون قد تم تداول ذلك داخل اطر فتح ، مؤكدا بان مؤسسات حركة فتح هي من رشحت الأخ ابو مازن.