تمرد الأمن يقلق حماس والداخلية تهدد باستخدام القوة

عباس الى عمان بعد جولة خليجية شملت الكويت وقطر

اتهام رجال شرطة مصريين وفلسطينيين بتهريب سلاح

سمية درويش، خلف خلف: توقعت مصادر فلسطينية في حديث خصت به quot;إيلافquot; ، تفجر الأوضاع الأمنية في قطاع غزة وعودة الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس للواجهة من جديد ، عقب التهديدات التي أطلقتها وزارة الداخلية الفلسطينية الليلة ، بنشر قوات أمنية صبيحة الغد على مفترقات الطرق لمحاربة احتجاجات قوى الأمن الفلسطيني بالقوة ومحاسبة المتظاهرين.

وقالت المصادر التي فضلت حجب اسمها ، بان القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية بمواجهة أفراد الأمن غير صائب وغير موفق ، لاسيما وانه جاء في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها الساحة الفلسطينية ، ومن شانه إدخال الساحة الفلسطينية في دوامة من العنف قد لا تحمد عقباها.

وكان المتحدث باسم الداخلية خالد أبو هلال ، قد أكد خلال مؤتمر صحافي عقده الليلة بغزة ، بان وزير الداخلية سعيد صيام قرر منع ما وصفه بـ quot;التمردquot; بالقوة ومهما كلف الامر ، موضحا بانه تقرر ومن الغد انتشار قوات الأمن لمحاربة من وصفهم بـ quot;مثيري العبث و الفوضى ، وان هذه التظاهرات في اللحظات الأخيرة من الممارسات التخريبية واللامسؤولة وان الجميع تحت طائلة المسؤوليةquot;.

بدورها علقت حركة فتح قائلة ، بأنه من حق منتسبي الأجهزة الأمنية الاحتجاج بما لا يتعارض مع القانون الفلسطيني ، وانها إلى جانب مطالب شعبها العادلة.

وحذر النائب حسام الطويل ممثل المجتمع المسيحي في تصريح صحافي وصل quot;إيلافquot; ، من خطورة الوضع الراهن الذي يمثل فرصة سانحة لمن يريدون إشعال نار الفتنة والخلاف على الساحة الفلسطينية ، داعيا إلى تفويت الفرصة على هؤلاء والى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وعدم السقوط في فخ الصدام والاقتتال لان ذلك لا يخدم الا الاحتلال.

وأكد عضو لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية ، ان هذا الوضع يتطلب ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعمل بمسؤولية وطنية عالية للخروج من هذه الأزمة الحادة بأقل قدر ممكن من الخسائر ، وأضاف انه يجرى العمل على بلورة مبادرة جديدة بخصوص تشكيل الحكومة وان هناك اتصالات تجرى مع القادة السياسيين والمسؤولين لإيجاد آفاق وتصورات جدية جديدة حول طبيعة الحكومة الممكن تشكيلها دون الانصياع للاملاءات الخارجية وتستطيع في نفس الوقت إعادة وصل ما انقطع مع المجتمع الدولي.

وقال الطويل ، ان حكومة الوحدة الوطنية تبدو في هذه اللحظة بعيدة المنال أكثر من اي وقت مضى , ذلك بالرغم من حالة الوفاق التي انعكست قبل أسابيع عندما تكللت جولة الحوار الوطني بالنجاح وتم التوصل لوثيقة الوفاق الوطني التي تمثل برنامج القواسم المشتركة وبرنامج الحد الأدنى الذي توافقت عليه كل ألوان الطيف السياسي على الساحة الفلسطينية,

وعزى أبو كمال ، هذا التوقع بعدم التوصل قريبا لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الى العراقيل التي تضعها الولايات المتحدة الأميركية من خلال فرض شروط الرباعية على اية حكومة فلسطينية قادمة بحيث اذا لم تتم الاستجابة الى هذه الشروط واجهت الحكومة القادمة نفس الحصار والمقاطعة الدوليين الذين تواجههما الحكومة الحالية.

من جهته نوه عبد الحكيم عوض المتحدث باسم حركة فتح ، أن تهديدات الداخلية من شأنها أن تزيد الأمور سوءا ، مؤكدا في تصريحات أوردتها المجموعة الفلسطينية للإعلام ، أن الحل الوحيد هو تغليب لغة الحوار والعمل الجاد من أجل الوصول إلى حكومة وحدة من شأنها أن تخرج الشعب من الأوضاع المأساوية التي يعيش فيها .

إصابة 5 باشتباكات مسلحة بين عناصر الأمن والداخلية الفلسطينية

يبدو أن الوضع الفلسطيني ذاهباً نحو التصعيد، فالمواجهات بين فتح وحماس بدأت، وأصيب 5 أشخاص في اشتباكات بين القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية وعناصر الأمن في خان يونس في قطاع غزة اليوم جاء هذا بعد تهديد وزارة الداخلية باستخدام القوة ضد من وصفتهم بالمتمردين من منتسبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية وهو ما أعطي مؤشراً قوياً على خطورة الوضع القادم، ونكأ الجرح على الكثيرين وبخاصة الذين يتخوفون من تفجر مواجهات تكون بذرة لحرب أهلية لا تخمد نيرانها مثلما كان يحدث مع سابقاتها. فالوضع الفلسطيني الحالي لا يحتمل أية صدامات داخلية في ضوء الجمود السياسي الذي يسيطر على الملف السياسي، كما أن اية مواجهات ستقود لشل القضية وإبعادها عن سياقها.

وحذرت فتح من ناحيتها، حذرت اليوم الأحد من خطورة التصعيد المبرمج الذي ينعكس بصورة سافرة في لغة الخطاب التفجيري الذي طغى على بيانات حركة حماس والحكومة في آن واحد وهو ما يعني وجود خطة مبرمجة لديهم لجر الساحة الفلسطينية إلى مربع الصدام والاقتتال الداخلي في محاولة للتهرب من الاستحقاقات الجدية على المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تواجه حماس والحكومة.

وقالت الحركة في بيان لها: إنها ومن منطلق المسؤولية الوطنية فإننا نسجل رفضنا المطلق للاعتداء على أي من الشخصيات الاعتبارية والوزراء وأعضاء التشريعي تحت كل الظروف كما أننا ندعو الأخوة في المؤسسة الأمنية لضبط النفس وعدم استخدام السلاح في أعمالهم الاحتجاجية أو التأثير سلباً على مصالح المواطنين.

كما وأدانت الحركة وبشدة ما جري اليوم من إلقاء قنبلة على المحتجين في منطقة دير البلح من قبل عناصر محسوبة على حركة حماس والذي أدي إلى إصابة خمسة أفراد بينهم مدنيين ونطالب بتقديم الجناة للعدالة.

وأكدت حركة فتح أنها تتفهم الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها أبناؤنا في المؤسسة الأمنية والعسكرية والشرطية لكننا نثق تماماً بقدرتهم وصمودهم كما كل القطاعات والشرائح من أبناء شعبنا وحماية المشروع الوطني بمؤسساته ومقدراته التي هي ملك لكل شعبنا الفلسطيني ونحن إذ نستنكر أيضاً التهديدات الموتورة التي تتحدث عن استخدام القوة في مواجهة المحتجين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين والذي يعني دفع الساحة الداخلية إلى دوامة الدم والعنف المتبادل وهو ما نحذر منه الجميع ونحمل الحكومة كامل المسؤولية والنتائج عن مثل هذه الممارسات والمواقف إذا حدثت لا سمح الله..

وجددت الحركة رفضنا المطلق للتمادي المشين في توجيه الاتهامات بالتخوين والتشكيك في منتسبي المؤسسة الأمنية والعسكرية والشرطية... إذ أن هذا السلوك لن يساعد في تهدئة الأمور وهو ليس البديل لتقديم إجابات وحلول شافية للمشاكل والصعوبات الجدية التي تواجه مختلف شرائح شعبنا على مختلف الصعد.

كما وأكدت حركة فتح على ضرورة التقيد بالقانون في مختلف الأعمال الاحتجاجية والمطلبية لكل شرائح شعبنا التي نتفهمها وندعمها في سبيل تأمين أسباب الحياة الكريمة لكل مواطن فلسطيني، وستبقي حركة فتح الدرع الحامي والأمين لطموحات وهموم شعبنا حتى تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال. كما جاء في البيان.