خلف خلف من رام الله: تعمل إسرائيل على تطوير سلاحها الجوي تحسباً لأي مواجهات جديدة مع سوريا وإيران، وكشفت مصادر إسرائيلية أنه تم تطوير طائرة لإخلاء المصابين من ساحات المعارك ، في أعقاب التأخير الذي كان يحصل في إخلاء المصابين خلال الحرب على لبنان بسبب خشية قيام مقاتلي حزب الله بإسقاط مروحيات الإخلاء. ولتفادي هذا الأمر قررت الصناعات العسكرية الإسرائيلية التعاون على تطوير طائرةٍ دون طيار لإخلاء المصابين.

وكانت التقارير الإسرائيلية أكدت في وقتٍ سابق، أن عدداً من الجنود قد لقوا مصرعهم أثناء حرب لبنان الثانية، بسبب تعذر عملية إنقاذهم في الوقت المناسب، نظراً لكثافة النيران التي كان يطلقها مقاتلو حزب الله. وعقد الخبراء في الصناعات العسكرية الإسرائيلية قد اجتماعاً لهم مؤخراً للبحث الأولي في وضع مسارٍ لإنجاز مثل هذه الطائرة، وذلك في أعقاب حرب تموز 2006، حيث تبين أن مروحيات الإنقاذ عملت في ظل مخاطر شديدة في المناطق التي كان يسيطر عليها حزب الله.

و أشارت صحيفة يديعوت أن الجيش الأميركي في العراق يواجه مشكلةً مماثلةً في عملية إنقاذ المصابين خلال العمليات التي تنفذّها المقاومة العراقية. وجاء أن الاجتماع الذي تم عقده قد شارك فيه خبراء في الصناعات الجوية، وquot;ألبيطquot; بالإضافة إلى شركة quot;أوربان إيروناوتيكسquot;، وقد عُقد بالتعاون مع quot;المركز القومي لدراسات طب الفضاء والطيرانquot; في معهد quot;فيشر للدراسات الاستراتيجية والفضاء والجوquot; في هرتسليا.

وقد أجمع المشاركون على ضرورة بذل الجهود المشتركة في تخطيط وتطوير طائرة طبية دون طيار، بإمكانها التحليق في ساحات القتال الأمامية وانقاذ المصابين، وجاء أن طول الطائرة سيكون 8 أمتار، في حين يصل عرضها إلى 3 أمتار، ويبلغ ارتفاعها متراً ونصف المتر، وبإمكانها التحليق على ارتفاعٍ يصل إلى 3 كيلومترات، بسرعةٍ قصوى تصل إلى 150 كيلومتراً في الساعة، كما تتسع الطائرة لأربعة مصابين، يقوم الجنود في ساحة القتال بنقلهم إليها.

ونقل عن د. عران شنكر، مدير quot;المركز القومي لدراسات طب الفضاء والطيرانquot; إنه بالإمكان تزويد الطائرة بوسائل لمعالجة المرضى في حالات الطوارئ خلال تحليقها باتجاه مركز الإسعافات الأولية. وبحسب الصناعات العسكرية الإسرائيلية فإنه بالإمكان تزويد الطائرة بمنظوماتٍ دفاعية لحمايتها من بعض الوسائل القتالية التي قد توجّه إليها خلال القتال، مثل القذائف الصاروخية بأنواعها المختلفة.

من جهة أخرى وفي السياق نفسه فإن الحكومة الإسرائيلية تجري مباحثاتٍ لإيجاد حلٍ للأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها الشركة الحكومية quot;تاعسquot; (أي الصناعات العسكرية) ومستقبلها، وهذا الأمر كان موضع خلافٍ أيضاً بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ووزير المالية أفراهام هيرشزون من جهة ووزير الدفاع عمير بيرتس من جهةٍ أخرى؛ ففي حين يقترح وزير الدفاع مزج quot;الصناعات العسكريةquot; مع quot;رفائيلquot; (وكلتاهما شركتان حكوميتان)، يقترح وزير المالية دمج قسمٍ صغيرٍ من الصناعات العسكرية مع رفائيل وخصخصة الباقي.

وأعرب بيرتس عن معارضته لخصخصة الصناعات العسكرية، وطالب ببحث الموضوع في جلسةٍ للحكومة، وقال بيرتس: إن هدف الدمج بين quot;تاعسquot; (الصناعات العسكرية) ورفائيل هو تحسين القدرة على المنافسة والحفاظ على البنية التحتية والاستراتيجية لquot;تاعسquot;. يذكر أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تعاني من أوضاعٍ اقتصاديةٍ خانقة، وتترتب على الشركة ديون بمئات آلاف ملايين الشواكل للمزودين، ولا تتمكن من دفع مرتبات الموظفين في الموعد، ومرتبات التقاعد لآلاف المتقاعدين وتطالب الحكومة بمساعداتٍ مالية للخروج من الأزمة.

وثمة شبه إجماعٍ في الحكومة الإسرائيلية والصناعات العسكرية أن التغيير في quot;تاعسquot; أصبح ضرورياً والخلاف هو حول الكيفية، وهناك اقتراحات عدة، منها الدمج مع رفائيل أو مع الصناعات الجوية أو خصخصة الشركة، كما يقترح مسؤولون كبار في الصناعات الجوية دمج quot;قسم محركات الصواريخquot; في quot;تاعسquot; للصناعات الجوية.