خلف خلف من رام الله:ذكرت مصادر إسرائيلية اليوم الجمعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت غير السياسة الإسرائيلية المعلنة تجاه إيران بناء على رأيه الشخصي والذي يقضي بعدم تهديد إيران صراحة بضربة عسكرية إسرائيلية، ونقلت صحيفة معاريف عن محافل إسرائيلية وصفها لخطاب أولمرت في مؤتمر هرتسيليا بأنه quot;مذهل ومفاجيءquot;. والى جانب ذلك، وُجه انتقاد إلى اولمرت لإطلاقه أقوالا صريحة وخطيرة. وعندما قال نائب وزير الدفاع افرايم سنيه قبل بضعة أسابيع أقوالا أكثر لينا بكثير عن الخيار العسكري حيال إيران، استدعاه اولمرت لحديث إيضاحي ووبخه.

وكان أولمرت قال أول أمس في خطابه في مؤتمر هرتسليا: من يهددنا، من يهدد وجودنا، يجب أن يعرف بان لدينا التصميم والقدرة للدفاع عن أنفسنا، للرد بقوة، بتفكر وبالوسائل الموضوعة تحت تصرفنا بقدر الحاجة. لن نضع حياة شعبنا، حياة الدولة، في خطرquot;، وأضاف أن quot;لدينا حق في حرية العمل الكاملة للدفاع عن مصالحنا الحيوية. لن نتردد في عمل ذلك. ولا اقترح على أحد ارتكاب الخطأ والاستنتاج بان ضبط النفس والمسؤولية الذين نبديهما سيمسان بتصميمنا وبقدرتنا على العمل حين يحتاج الأمر ذلك.

وأضاف اولمرت أن quot;الموضوع الإيراني يشغلني ويشغل فكري دون توقف. واني انسق معالجة الموضوع واتابعه كل يوم بيوم، بالتشاور مع الوزراء المعنيين بالأمر وبالتنسيق مع المحافل والوزارات ذات الصلةquot;. وجاء quot;أن المسؤول الذي ينسق الموضوع هو قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء اليعيزر شكدي، الذي يسمى في المحافل المغلقة في هيئة الأركان quot;قائد منطقة إيرانquot;. وسيكون شكدي مسؤولا عن التنسيق مع المحافل المختلفة في الجيش الإسرائيلي وفي جهاز الأمن.

وتوظف في الموضوع جهودا كبيرة وميزانيات تقدر بالمليارات. ويتم بلورة أفكار إبداعية ليوم الأمر إذا ما وعندما. وتقول معاريف: وينبغي التشديد بأن ليس هناك قرار إسرائيلي بمهاجمة إيران وأن لمثل هذا القرار فرصة نجاح حقيقية منخفضة. والى جانب ذلك، ففي الجيش الإسرائيلي يعتقدون بأنه يجب وضع كل الاحتمالات بما فيها العملية العسكرية أمام القيادة السياسية.

كما تساءل المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت قائلا: والسؤال هو ما الذي أدى إلى هذا التغيير البارز في السياسة العلنية لإسرائيل، ولا سيما في ضوء حقيقة أنه لم يجرِ حول ذلك بحث مرتب في المجلس الوزاري أو في أي محفل كان. ويحتمل أن يكون اولمرت بالتشاور مع رئيس الموساد أو محافل أخرى توصل إلى الاستنتاج بأنه يجب الانتقال من مرحلة ضبط النفس إلى مرحلة التهديد. وذلك كي يوضح للأمريكيين وللأسرة الدولية أيضا بان إسرائيل جدية في تهديدها وأنه من الأفضل أن يشددوا الضغط الدولي الآن قبل أن يكون فات الأوان.