القدس : بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الثلاثاء زيارة الى الصين تستمر ثلاثة ايام سيجري خلالها محادثات مع المسؤولين الصينيين تتركز خصوصا على البرنامج النووي الايراني والعلاقات التجارية الثنائية. وبهذه الزيارة التي ستكرس 15 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، يكون اولمرت استكمل زياراته الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي المعنية بملف طهران النووي الذي تؤكد اسرائيل وواشنطن انه يهدف الى حيازة القنبلة النووية.
وتنفي ايران هذه التهمة باستمرار.

وقال مسؤول اسرائيلي كبير للصحافيين في الطائرة التي كانت تقل رئيس الوزراء quot;يصل اولمرت الى الصين لعقد جولة محادثات مهمة جدا سيضغط خلالها على صعيد الملف الايرانيquot;. وخلافا لما جرى خلال محادثاته الاخيرة في بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، من غير المتوقع ان يلقى اولمرت في بكين تاييدا لمطالب اسرائيل بفرض عقوبات شديدة على ايران التي تشكل مصدرا اساسيا للغاز والنفط الى الصين لتلبية حاجات نموها الاقتصادي الهائل. وايران هي العدو اللدود للدولة العبرية التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ولو انها تنفي الامر، خصوصا بعد نداءات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المتكررة لquot;ازالة اسرائيل عن الخارطةquot;.

لكن المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته قال quot;علينا الاعداد لجولة العقوبات المقبلة على ايران خلال الاشهر القادمةquot;. وقال مسؤول اسرائيلي كبير آخر لوكالة فرانس برس quot;لان الصين من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن، من المهم جدا ان يعرض رئيس الوزراء على القيادة الصينية وجهات نظره بشأن المسائل الاقليمية مثل القضية الفلسطينية وسوريا ولبنان وايرانquot;. واضاف انه quot;ليس من مصلحة الصين ايضا قيام ايران نوويةquot; بالرغم من الموقف الصيني الذي ايد فرض عقوبات خفيفة على الجمهورية الاسلامية في القرار الصادر عن مجلس الامن في 23 كانون الاول/ديسمبر.

وقال المسؤول quot;بالرغم من ذلك من المهم جدا زيارة بكين والتعبير عن مخاوف اسرائيل بشأن الملف النووي الايراني. الصينيون ايضا لا يرغبون في حصول ايران على قنبلة نووية والحقيقة انهم ايدوا العقوبات على ايرانquot;. وسيطرح اولمرت هذه المسائل خلال محادثاته مع الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء ون جياباو.
غير ان الزيارة تهدف ايضا الى بحث المسائل التجارية بين البلدين. وسيباشر اولمرت زيارته الثلاثاء في مزرعة ضخمة لانتاج الحليب شيدت بواسطة تكنولوجيا اسرائيلية متطورة وقال المسؤول ان هذه المزرعة الواقعة في ضواحي العاصمة quot;ترمز الى نوع التعاون الذي تطمح اليه الدولتينquot;.

وسينتقل اولمرت بعدها لزيارة القرية الاولمبية التي يجري بناؤها في العاصمة لاستضافة دورة الالعاب الولمبية عام 2008. واوضح المسؤول ان quot;في وسع اسرائيل تقديم عروض كثيرة للصين بشأن الالعاب الاولمبية على صعيد المهارة والتكنولوجيا الامنية المتطورةquot;. وسيجري اولمرت في وقت لاحق الثلاثاء محادثات مع وزير التجاري بو شيلاي على ان يلتقي فيما بعد كبار القادة الصينيين. ويعتزم اولمرت الذي يقوم بثالث رحلة له الى الصين خلال ثلاث سنوات غير انها اول رحلة بصفته رئيسا للوزراء، زيارة المواقع الاثرية الصينية وفي مقدمها المدينة المحرمة والجدار الكبير.

وعلى صعيد شخصي، وصف اولمرت زيارته بانها quot;عودة الى الجذورquot;. وقد لجأ والداه الى قرية هاربين في منشوريا في مطلع القرن العشرين هربا من الاضطهاد في روسيا. وقال رئيس الوزراء في تصريح لصحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار quot;تربطني بالصين علاقة روحية (...) الصين هي اكثر من بلد بالنسبة لي، انها جزء مهم من ذكرياتي العائليةquot;. ونشرت الصحيفة الى جانب المقابلة صورة لاولمرت يعتمر قبعة صينية. واضاف quot;ترعرع والداي ودرسا في الصين وكانا يتكلمان الصينيةquot;، مشددا على ان quot;الثقافة الصينية جزء من ذكريات طفولتيquot;.