ابو مازن يلتقي اولمرت
أسامة العيسة من القدس: من المرجح أن يذكر محمود عباس (أبو مازن) اجتماعه الذي جرى أمس مع أيهود اولمرت، ليس لكونه الاجتماع الذي حقق إنجازات للسلطة الفلسطينية، ولكن بسبب حسن الضيافة التي تلقاها في منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقدس. ويعتقد بان عليزا اولمرت، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليسارية هي من وفرت أجواء اعتبرت كريمة من ناحية شخصية لأبي مازن، الذي تعود في لقاءات سابقة على مواجهة رئيس وزراء إسرائيلي مثل ارئيل شارون يوصف بالفظ والذي كان يلقي عليه الأوامر.

وانفرجت أسارير أبو مازن أمس، بعد أن سلم على رئيس الوزراء الإسرائيلي، وانتقل إلى زوجته التي رحبت بحرارة برئيس السلطة الفلسطينية التي ترى فيه شريكا حقيقيا للسلام، وهو اقرب إليها من ناحية فكرية وسياسية من زوجها اليميني.

وحسب معلقين في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، فان اولمرت، أغدق على ضيفه بالكثير من الطعام والقبل، وأمور رمزية أخرى، مثل رفع العلم الفلسطيني لأول مرة في منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية جنبا إلى جنب مع العلم الإسرائيلي او في أية مؤسسة إسرائيلية، حيث فوجئ أبو مازن بالعلم في الممر المؤدي إلى المنزل، وثم على طاولة داخل المنزل. وفعل اولمرت، ما لم يفعله شارون، فخرج من المنزل واستقبل ضيفه، واخذه بالأحضان بينما كان أبو مازن مشدوها، حتى انه لم يتمكن من رد القبل لاولمرت الذي قال لأبي مازن quot;من دواعي سروري أن ارحب بك هناquot;.

وقالت صحيفة يديعوت احرنوت، بان كبار المسؤولين في مكتب اولمرت، وجدوا بهذه الحفاوة ووضع العلم الفلسطيني في قلب أحد أحياء القدس أمورا quot;صعبة التصديقquot;.

عليزا ترحب بعباس
وعلى غير المعتاد، فان اولمرت اظهر كرما على مائدة العشاء، ووضع، بالإضافة للحوم، ثلاثة أصناف من المقبلات مثل صلصة الليمون بالرنجة، وصلصة الافوكادوا، وشوربة الخضار الطازجة. وراعى اولمرت التقاليد لدى عباس ومرافقيه، فلم يتم وضع النبيذ على الطاولة، واستبدل بالماء، وحسب صحيفة يديعوت احرنوت فانه كان هناك جو ودي للغاية لم يشعر به المفاوضون الفلسطينيون منذ سنوات، وامتنع اولمرت عن استخدام quot;لعبة اللومquot; تجاه أبو مازن الذي يواجه اختبارا صعبا على الصعيد الفلسطيني الداخلي.

وقالت الصحيفة بان اولمرت كان عمليا وكذلك أبو مازن، وتصرفا كرجلي أعمال، فبين الاثنين مصالح مشتركة quot;فضلا عن عدو مشترك هو حركة حماس، المدعومة من إيرانquot;.

ومع ذلك فان أبا مازن، مثل كثير من الفلسطينيين، يدرك أن الوعود الإسرائيلية لا تتحقق في اغلب الأحيان، وان مسيرة السلام بلا نهاية، وسيبقى من ذكرى لقاءه الليلة الماضية حسن الضيافة، فلاول مرة منذ توليه رئاسة الوزراء في عهد ياسر عرفات، ثم الرئاسة الفلسطينية، لم يتعرض لتقريع من الطرف الإسرائيلي، وترك يده طويلا في يد عليزا اولمرت، التي همست إليه بان يستمر في طريق السلام، وبرهنت على حسن نواياها بما تقدر عليه وهو حسن الضيافة، وعرف أنها نوع آخر من النساء الإسرائيليات اللواتي تعرض لهجومهن خلال السنوات الماضية مثل تيسبي ليفني وزيرة الخارجية الحالية أو داليا اتسك رئيسة الكنيست.