أسامة العيسة من القدس: قال أسير سوري من هضبة الجولان المحتلة، محتجز في السجون الإسرائيلية، منذ 22 عاما، أن سلطات الاحتلال اتخذت إجراءات عقابية ضده، بعد أن نشر رسالة مفتوحة في صحيفة إسرائيلية أعلن فيها تأييده للمقاومة. وتحتجز سلطات الاحتلال الان الأسير السوري صدقي سليمان المقت، في قسم العزل في سجن بئر السبع، حيث يعاني الأسرى في هذا القسم من ظروف وصفها المقت بالقاسية جدا. ووفقا لتقرير أصدره نادي الأسير الفلسطيني اليوم، فان محاميه تمكن من زيارة المقت في السجن، واخبره الأسير السوري انه نقل من سجن جلبوع بتاريخ 11/1/2007 إلى قسم العزل بسجن بئر السبع على اثر الرسالة التي نشرها في جريدة كل العرب التي تصدر في مدينة الناصرة باللغة العربية، واعلن فيها تأييده للمقاومة اللبنانية والفلسطينية وquot;مباركة الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية في شهر تموز الماضيquot; وتأكيده انه مواطن سوري وليس إسرائيليا.

وحسب رواية المقت، فانه في التاريخ المذكور ابلغه مدير سجن جلبوع انه سوف يتم عزله على اثر الرسالة التي نشرها بالجريدة، وعند وصوله إلى قسم العزل وجد الأوضاع كما يصفها صعبة بل وكارثية والتي يعيشها هو و11 أسير سياسي آخرين بهذا القسم. وحسب المقت فان القسم الذي يحتجز فيه يتكون من 6 زنازين تتسع كل زنزانة لأسيرين، وهي عبارة عن غرفة مساحتها 3times;1.5 متر، بها سرير مزدوج علوي وسفلي وبها حمام ومرحاض ومغسلة، والباب دائماً مغلقا حتى الفتحات التي به مغلقة، ويوجد في الغرفة شباك محاط بالصاج وورائه سور عالي، وكأن الغرفة موجودة تحت الأرض، وقال المقت بان الشباك في الغرفة quot;يتيح للأسرى فقط معرفة الليل من النهار، حتى أن حالة الطقس لا يستطيع الأسرى تمييزها من داخل الغرفةquot;.

أما ساحة القسم فقال أنها quot;سيئة جداً وعبارة عن قفص مساحته صغيرة علوها 7 أمتار محاطة بأسوار عالية جداً وفوقها شبك وفوقه قضبان، ولا تدخله الشمس إلا من زاوية واحدة، لذلك يتمنى الأسرى أن يكون وقت خروجهم للساحة عند طلوع الشمس حتى يستطيعوا إنعاش أجسادهم بأشعة الشمسquot; ولكن ادارة السجن تحول دون تحقيق ذلك.واضاف المقت quot;يخرج الأسرى إلى ساحة القسم ساعة واحدة يومياً، ويخرجون وهم مقيدي الأيدي والأرجل عند الخروج وعند العودة، ويتم تقييدهم بوضع القيود والأيدي إلى الخلف من فتحة البابquot;.

وافاد الأسير المقت أن ضابطة الاستخبارات بمديرية السجون والتي تدعى (بيتي) حضرت إلى غرفته قبل عدة أيام لمراجعته بخصوص الرسالة التي نشرتها الصحيفة، فابلغها انه لن يتراجع عن معتقداته السياسية، وقال لها انه مقتنع تمام الاقتناع انه والبلد الذي ينتمي إليه يخضع للاحتلال، وانه مواطن عربي سوري وانه يفضل البقاء في العزل على أن يتراجع عن هذه الآراء.

ويذكر أن سلطات الاحتلال كانت ضمت هضبة الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل في ثمانينات القرن الماضي، ومنحت مواطنيها الجنسيات الإسرائيلية، ولكن أغلبيتهم يرفضون هذه الجنسية. وعن ما وصفها بالإهانات التي يتعرض لها الأسرى في هذا القسم قال المقت انه أثناء مرحلة التفتيش يتعرض الأسرى للتفتيش بشكل انفرادي وعاري داخل الغرفة، بحيث يطلب من الأسير خلع ملابسه كاملة، والأسير الآخر يتم إخراجه إلى ساحة السجن لحين الانتهاء من عملية التفتيش.

وشكى المقت من كثرة العراقيل التي تضعها إدارة القسم أمام المحامين الذين يأتون لزيارة الأسرى، بحيث ينتظر المحامي عدة ساعات لحين احضار الأسير.