إعتدال سلامة من برلين: قبل ايام اكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إرسال ثماني طائرات تورنادو مقاتلة استكشافية إلى أفغانستان. والمهمة الخاصة للطائرات هي مد قوات الناتو بصور عن مواقع قوات طالبان والقاعدة في المناطق التي تتواجد فيها. ومع الاصرار الألماني على عدم ارسال قوات الى الجنوب انتقدت الحكومة الكندية القرار بالقول ان من يرفض القتال فقد يعاد النظر في دوره بالإشارة إلى ألمانيا.

وكان وزير الدفاع الالماني فرانس يونغ قد شرح خلال لقائه وزراء حلف شمال الاطلسي في اشبيلية الاسبوع الماضي وجهة نظر بلاده القائلة بوجوب عدم زيادة الاعتماد على الجانب العسكري بشكل دائم من اجل احلال السلام في افغانستان بل على الدفع بعجلة اعادة الاعمار واحلال الامن. ووصل الى مسامع برلين تهديد سياسيين كنديين كبار بسحب قوات بلادهم من افغانستان اذا لم تدعم بعض الدول خلال عام تواجدها العسكري في الجنوب الافغاني.

وتنوي حكومة اوتاوا الضغط على المانيا التي لم تذكرها بالإسم بعد النقد الذي وجهته اليها كي ترسل المزيد من الجنود الى افغانستان ليقاتلوا جنبا الى جنبا مع القوات الاطلسية والافغانية. وقال تقرير داخلي للجنة الامن القومي الكندي ان على كندا ان تعلن صراحة بانها مضطرة الى اعادة النظر في مساهماتها العسكرية في منطقة هندوقوس اذا لم يبادر حلف الناتو خلال 12 شهرا الى ارسال مجموعات عسكرية كبيرة الى منطقة التوتر في قندهار. ولقد فسر بعض السياسيين الالمان هذا القول بانه تهديد بعدم القتال اذا ما رفض الاخرون القتال وهذا تحذير واضح جدا لبرلين، وفي حال تنفيذ الكنديين تهديدهم فان الوضع في افغانستان سيصاب بنكسة كبيرة.

ومن اصل 35 الف جندي متمركز في عدة مناطق في افغانستان يوجد 2500 جندي كندي، وهذا اقل من عديد القوات الالمانية التي تتخذ من الشمال الآمن نسبياً مقراً لها. بينما تتواجد القوات الكندية في الجنوب حيث فقدت حتى الان في مواجهات مع قوات طالبان 40 جنديا. وحسب قرار الحكومة الالمانية الاخير القاضي بارسال طائرات استشكاف فإن مشاركة الجنود الالمان في القتال ستكون فقط في الحالات الطارئة او عند الضرورة.

ومع الانتقادات الكندية والأميركية قبلها توضع مقررات مؤتمر بون الذي عقد قبل خمسة اعوام على المحك، حيث تم الاتفاق على اعادة اعمار افغانستان ومحاربة قوات القاعدة وطالبان واحلال السلام والديمقراطية، لكن حتى الان تتلقى القوات الاميركية والكندية والهولندية والبريطانية الضربة العسكرية تلو الاخرى في حرب دامية مع من ارادوا القضاء عليهم. لذا تعتبر المانيا أن الاعتماد على آلة الحرب ليس الحل الذي يحمل هذا البلد الى بر السلام بل زيادة مشاريع الاعمار والتقرب من الشعب الافغاني وعدم اشعاره بان الجنود الاجانب جنود احتلال.