سكينة اصنيب من نواكشوط: تنطلق السبت حملة الانتخابات الرئاسية الموريتانية التي ستجري في 11 مارس (آذار) المقبل، وهي المرحلة الأخيرة في المسلسل الانتقالي الذي توافق عليه الموريتانيون بعد خلع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع بانقلاب أبيض، وبهذه الخطوة يكون المجلس العسكري المكون من 19 ضابطا نفذوا الانقلاب على ولد الطايع وقادوا البلاد طيلة الفترة الانتقالية الممتدة 19 شهرا.

ويتنافس في هذه الانتخابات التي يشرف على مراقبتها خبراء ومراقبون من أوروبا والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والفرانكفونية والاتحاد الإفريقي، 19 مرشحا بينهم 11 مستقلين و8 مرشحين من قادة الأحزاب السياسية، من أبرزهم أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية (معارض) وسيدي ولد الشيخ عبد الله (مستقل) والزين ولد زيدان (مستقل) وصالح ولد حنانا رئيس حزب الاتحاد والتغيير (معارض يدعمه الاسلاميون)، ومسعود ولد بلخير زعيم التحالف الشعبي (معارض) ومحمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم ومحمد خونا ولد هيداله (رئيس سابق يترشح كمستقل).

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أصدرته ان الحملة الانتخابية المحضرة للانتخابات الرئاسية المقرر يوم 11 مارس (آذار) المقبل ستنطلق يوم السبت 24 فبراير (شباط) الجاري عند الساعة صفر وتختتم في 9 مارس عند منتصف الليل.

وقال البيان إن الوزارة تذكر جميع الأحزاب السياسية والمترشحين والفاعلين السياسيين والمجتمع المدني بأنه طبقا للقوانين المعمول بها فان الحملة الانتخابية ينبغي ان تتسم بالهدوء والتسامح والمسؤولية. وأوضحت وزارة الداخلية في بيانها، ان التعليمات أعطيت للسلطات الإدارية في كافة البلاد من أجل ضمان متابعة وتسيير عادل لهذه الحملة والحيلولة دون أي انزلاق أو انحراف من شأنه المساس بالنظام والأمن العمومي.

وقامت بعثة المراقبين الأوروبيين للانتخابات الموريتانية التي ترأسها النائبة الفرنسية ماري آن ايسلر بيجين، بنشر عشرين مراقبا أوروبيا في مختلف انحاء موريتانيا من اجل مراقبة سير الانتخابات الرئاسية.

وكان هؤلاء المراقبون قد وصلوا يوم الأحد الماضي الى العاصمة نواكشوط و استفادوا من تكوين سريع لمدة ثلاثة ايام. وسقومون بمراقبة كافة مراحل العملية الانتخابية بما فيها الحملة الانتخابية وتوزيع المعدات اللازمة للتصويت وتكوين الاشخاص المشرفين على المكاتب الانتخابية. وتعمل البعثة بتعاون وثيق مع اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات والسلطات والاحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني والمراقبين المحليين.

وينتظر قدوم فوج آخر من المراقبين الاوروبيين، يوم السابع من مارس القادم، وستتكون هذه الدفعة من 44 مراقبا. وفي اطار التحضير لهذا الحدث عقدت اللجنة المستقلة للانتخابات لقاء تشاوريا مع المترشحين للاستحقاقات الرئاسية. وجدد رئيس اللجنة الشيخ سيد احمد ولد باب مين، خلال اللقاء للمترشحين لتلك الاستحقاقات إرادة اللجنة في السهر على ضمان مبادئ الحياد والتجرد والمسؤولية، مؤكدا تعاون اللجنة، بكامل أعضائها وهيئاتها، التام مع المترشحين لتلك الاستحقاقات.

وتم خلال هذا اللقاء التشاوري الذي حضره اعضاء اللجنة الانتخابية توزيع نسخ من مطبوع اعدته اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، يحتوي جميع النصوص المنظمة للانتخابات.

كما اجتمع والي انواكشوط مع مديري حملات المترشحين للانتخابات الرئاسية واستعرض معهم الإجراءات الإدارية والتنظيمية الخاصة بهذه الحملة.وأبدى الوالي استعداد السلطات الإدارية للتعاون مع المترشحين في تسهيل انسيابية هذه الحملة وحل الإشكالات المتوقعة، مؤكدا أن الإدارة وضعت نظاما محكما للمداومة يتضمن تقسيم منطقة انواكشوط الى ثلاث دوائر يشرف على كل واحدة منها وال مساعد.

وذكر مسؤولو حملات المترشحين بضرورة الترخيص المسبق لجميع الانشطة الدعائية خلال الحملة من مسيرات ومهرجانات وأمسيات من طرف حاكم المقاطعة المعني. وجددوا التأكيد على حياد الإدارة التام وكونها على مسافة واحدة من جميع المترشحين. وأضافوا أن مكاتب الاقتراع في نواكشوط تمت زيادتها بعشرين مكتبا حتى تستجيب لزيادة الناخبين بعد الإحصاء الأخير.

وفي نفس الاطار نظمت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات ملتقى حول اعداد مدونة سلوك للإعلاميين خلال الانتخابات المقبلة بالتعاون مع لجنة احترام أخلاق وأدبيات مهنة الصحافة المكتوبة في موريتانيا والروابط الصحافية.

ويهدف هذا اللقاء الذي يدوم يومين الى وضع مدونة سلوك تحدد الأسس والمعايير الأخلاقية التي تحكم علاقة الصحافي بالمترشحين وضوابط وتوجيهات تحدد كيفية تعامل الصحافي مع المادة الإعلامية الخاصة بالمترشحين وطريقة صياغتها والسبل الواجب اتباعها في نشر هذه المادة وتقديمها الى القراء.