رجال كاديما يطلقون النار على ليفني
أولمرت في عين العاصفة سيستقيل..سيستقيل
خلف خلف من رام الله:
وجه مسؤولون كبار في حزب كاديما الحاكم انتقادات شديدة إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني كونها الوحيدة بين أقطاب الحزب التي حادت عن صف الدعم الكامل الذي منحوه لرئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت خلال انعقاد جلسة مجلس كاديما أمس. وقال هؤلاء المسؤولون إن الوزيرة ليفني تجنبت المجاهرة بدعمها لأولمرت لاعتبارات سياسية ضيقة متجاهلةً أجواء التأييد العارم له التي اكتنفت أيضاً سائر خصومه في الحزب الذين يعتبرون أنفسهم مؤهَّلين لخلافته.
كما وجهت النائبة الليكودية ليمور ليفنات انتقادا إلى أولمرت على خلفية الكلمة التي ألقاها في اجتماع حزب quot;كاديماquot; الليلة الماضية. وقالت إن أولمرت تميز في تأليف خطابات إلا أنه فشل فشلاً ذريعا في أداء مهام منصبه لا سيما في المجالين السياسي والاقتصادي. وأضافت أن رئيس الوزراء حاول من خلال خطابه أمس وبصورة مثيرة للشفقة إظهار إنجازات غير واقعية، ووردت أقوال ليفنات هذه في مقابلة إذاعية صباح اليوم.
المعارضة مستمرة بمطالبها
ومن جهتها تطالب المعارضة باستقالة أولمرت وبيرتس، إلا أن الهدوء النسبي لا يزال يخيم على الائتلاف. أما في كديما فهناك تهامس بأن المعنويات في الحضيض، وأن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي تحظى بنسبة عالية في الاستطلاعات، سوف quot;تدع أولمرت يسقط لوحده بدون أن تطعنه من الخلفquot;.
وكان أولمرت صرح أمس في اجتماع كاديما أنه يدرك تماماً أنه لا يتمتع بشعبية، مشيراً إلى أنه لا يعمل من منطلق الصورة التي يظهر بها بوجه الرأي العام بل يعمل على إدارة دفة دولة إسرائيل وهي من أكثر الدول في العالم تعقيداً، على حد قوله.
وحسب الصحافة الإسرائيلية فإن أولمرت شاهد في هذا الأسبوع مجريات جنازته، ولم يصدق أن ذلك يحدث له. قبل ثمانية اشهر فقط كان ملك العالم. كل الخيارات السياسية كانت مفتوحة أمامه، والآن ها هو يسقط سقطة مؤلمة محطمة وقاسية. هو متأثر جدا من ذلك. انهم ينقضون عليّ، من أين جاءت هذه الكراهية، وهذا الجنون، يسأل أولمرت نفسه.
مشاكل أولمرت مثل زخات المطر
هذا فيما قال الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة معاريف: quot;في يوم الأربعاء نشرت الصحف صورة ايهود أولمرت محاطا بجنود جيش الدفاع الإسرائيلي. وفي اليوم نفسه تجمهر عدد من السياسيين في الكنيست حول الصحيفة التي تنشر الصورة ناظرين إليها بأعين يملؤها الحزن.
ويقول كاسبيت: quot;حتى أولئك الذين لا يُحبون أولمرت لم ينجحوا في الشماتة فيه. المشكلات تنزل على رأسه مثل زخات المطر من اللحظة التي جلس فيها على مقعده في القدس. تحقيق يتلوه تحقيق، والآن ايضا لجنة تحقيق ومراقب الدولة والتقارير الصحافية والوثائق والفساد بأشكاله والهمسات من حوله.
quot;التاريخ الإسرائيلي الحديث لم يشهد حتى الآن مثل هذه الهجمة رغم أنه مرّ باغتيال سياسي وعدد غير قليل من عمليات إزاحة رؤساء الوزراء الفاشلين. هذه أيام الغسق بالنسبة إلى أولمرت. هو ما زال بعيدا عن الاستسلام ولكنه يعرف أيضا أن الشمس تغيب بعد الغسق، وحتى تشرق يتوجب أن تنقلب نظم العالم. هناك حاجة لمعجزةquot;. كما يقول الكاتب الإسرائيلي.
اسود، ابيض أو رمادي
كل التحليلات التي جرت في ديوان أولمرت حول معنى بيان اللجنة الغريب، لم تتمخض عن أي شيء دقيق وواضح. في محيط أولمرت حسب كاسبيت يطرحون ثلاثة أنواع من التقارير المحتملة التي ستصدرها لجنة فينوغراد: اسود، ابيض أو رمادي. ولكل سيناريو يُعدون الآن ردودا محتملة.
سنبدأ بالأسهل: الأبيض. أولمرت يخرج من هذا التقرير نقياً ناصعاً مثل طفل وليد. وفي الواقع لن نرى مثل هذا اللون حقيقة. من الممكن التقدم إلى الأمام. الأسود. توصيات شخصية صعبة حول أداء رئيس الوزراء وتحميله المسؤولية المباشرة عن اخفاقات الحرب والمصائب الإستراتيجية الناجمة عنها. في مثل هذه الحالة سيقوم الضغط الجماهيري والإعلامي بالمهمة المنوطة به ويفعل فعله.
أولمرت سيستقيل..سيستقيل
وحسب كاسبيت فان أولمرت سيفكر في الاستقالة. حاشيته في الوقت الحالي تنفي مثل هذه الإمكانية بكل صرامة، ولكنها قائمة، وعندما تحين اللحظة سيضطر أولمرت إلى اتخاذ القرار مع نفسه ومع عائلته. لو أنه وصل إلى مثل هذا الوضع مع دعم شعبي ما، ولو محدود، لقلنا إن التفكير بالرفض وارد، إلا أنه يصل إلى هذه النقطة مع 3 % تأييد شعبي من خلال الاستطلاعات.
وهذا جيد نسبيا لان تأييده في بيته الداخلي في أوساط أبناء عائلته أقل من ذلك. عائلة أولمرت حسب المصادر الإسرائيلية هي عائلة متماسكة نووية ومتراصة. من الصعب عليهم أن يروه في الأشهر الأخيرة. أن يروا ما يمر به. هم يعتقدون أن عليه أن يترك كل شيء ويعود إلى بيته.
وحسب كاسبيت أولمرت يُقدر أن احتمالات صدور تقرير ابيض أو أسود ليست مرتفعة. الأمر الذي يترك الجمهور مع الرمادي. السؤال هو أي رمادي هذا. هل هو رمادي فاتح، أم رمادي قاتم أم رمادي يمكن تبييضه؟. بعد يوم خال من النوم درس فيه أولمرت وأعوانه بيان لجنة فينوغراد بكل تفاصيله، كان استخلاص رئيس الوزراء شبه متفائل.
وحسب المصادر الإسرائيلية أولمرت يقول في المحادثات المغلقة إن الحرب لم تكن نجاحا باهرا، وأنه كانت هناك مشاكل وأخطاء، ولكن ذلك يأتي في إطار نشاط أي حكومة إسرائيلية عادة. الجمهور يعرف أن الأمر لم يكن مثاليا، ولكن هذه حال الحروب، إلا أن الطريق طويل من هذه النقطة إلى الاستخلاص الصارخ بضرورة إسقاط الحكومة.
يجلس بهدوء..يأكل نفسه بالانتظار
وتقول صحيفة معاريف: quot;ما سيحدد الأمر، حسب أولمرت وأعوانه، هما اليومان الأولان بعد نشر التقرير. هذان اليومان اللذان سيُحسم فيهما الصراع. هم يُعدون أنفسهم لهذه المعركة غير السهلة. كل ما سيفعله أولمرت الآن سيعتبر محاولة إنقاذ يائسة لرأسه. لديه خطة اجتماعية - اقتصادية جديدة جريئة، يعكف أتباعه عليها منذ سبعة أشهر.
وتضيف: quot;هذه الخطة ستنشر قبل عيد الفصح. ما هو مصيرها الآن؟ كما أن الخطوة السياسية الجريئة ليست واردة في الحسبان. سيسخرون منه. وما الذي تبقى له إذا؟ لا شيء. عليه أن يجلس بهدوء، وأن يأكل نفسه في الانتظارquot;.
أولمرت حصان ميت
وتقول المصادر الإسرائيلية إن أغلبية أعضاء كديما يعرفون أن أولمرت حصان ميت، ولكنهم يعرفون أيضا انه إذا مات قبل موعده فسيموتون معه. عندما سيضطر للمغادرة بعد التقرير سيصبح مستقبل كديما الغامض معتمدا على الطريقة والسرعة التي سينتعش فيها ويختار خليفة له.
وحسب المصادر ذاتها فإنه في نهاية المطاف سيضطر كبار قادة هذا الحزب إلى الدخول إلى غرفة واحدة وعدم الخروج منها إلى أن يختاروا قائدا بديلا. صدور تقرير اسود عن لجنة فينوغراد سيضطرهم إلى الوصول إلى الدخان الأبيض بأسرع وقت ممكن وفي أفضل أجواء ممكنة. الافتراض هو أن أولمرت نفسه سيساعد في ذلك ولن يترك من بعده حالة من الفوضى والأرض المحروقة.