هنية: حكومتنا ستحترم قرارات الشرعية الدولية

الحكومة الفلسطينية تؤدي اليمين والغرب يتابع

مبارك: لا تعديل في المبادرة العربية المقترحة للسلام

إسرائيل لإغلاق كافة المنافذ أمام الحكومة الفلسطينية

موسى: القمة العربية في الرياض ستشهد مشاركة واسعة من القادة العرب

تصاعد عمليات القتل المبرمجة ضد النساء بغزة

الأمم المتحدة تطالب بحماية الفلسطينيين في العراق

بوش: مباحثات مع الرئيس المصري والعاهل السعودي

الاونروا تدين إطلاق النار على مدير عملياتها في غزة

ادانة فلسطينية لمحاولة اغتيال مدير عمليات (انروا)

خلف خلف من رام الله، القدس: انتظر الفلسطينيون طويلاً اللحظة التي عايشوها اليوم السبت وهي منح الثقة من المجلس التشريعي لأول حكومة وحدة وطنية فلسطينية. كما أن ولادة هذه الحكومة كانت عسيرة وبعد جهد مضنٍ، كما قال رئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية في خطابه الذي ألقاه خلال الجلسة التي حضرها 96 برلمانياً فلسطينياً وهو ما يكمل النصاب لتوفير غطاء قانوني لمنح الحكومة الثقة.
وربما يكون عام 2006 أطول عام مر على الشعب الفلسطيني لما تخلله من حصار وأحداث مأسوية واشتباكات داخلية بين حركتي فتح وحماس. ولولا دعوة خادم الحرمين الشريفين للفرقاء الفلسطينيين إلى التحاور في رحاب مكة لكان وقع المحظور. فشبح الحرب الأهلية كان يلوح في أفق الأراضي الفلسطينية.

أما اليوم السبت وبعد إكمال جميع الاستعدادات، فقد افتتح الجلسة النائب الأول لرئيس المجلس النائب احمد بحر, ومن ثم قام النائب حسن خريشة القائم بأعمال أمين سر المجلس بالتحقق من اكتمال النصاب العام للجلسة.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في كلمته أمام المجلس على ضرورة العمل بجد من أجل فك الحصار عن الحكومة، وقال عباس: quot;ندخل اليوم مرحلة جديدة في كفاحنا الوطني لاستعادة أرضنا المحتلة ولإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والعنوان الكبير لهذه المرحلة هو وحدتنا الوطنيةالراسخة وقرارنا الوطني المستقل الذي إنتزعناه بدماء قوافل الشهداء على مدى عشراتالسنين بقيادة رمزنا وقائدنا الخالد الشهيد ياسر عرفات وكل رفاقه الأبطال.

وتابع: quot;اليوم نكمل المشوار ونواصل المسيرة الوطنية التي حققت لشعبنا، إنجازاتتاريخية تجسدت باعتراف العدو قبل الصديق والعالم بأسره بأن الشعب الفلسطيني له ممثلشرعي ووحيد هو منظمة التحرير الفلسطينية، وأن قضيته العادلة هي قضية تحرر وطني واستقلال ومساواة أسوة بسائر شعوب ودول المنطقة.

وأضاف: ونعتز اليوم بأن نقول إنكل أشكال الكفاح التي مارسناها في مختلف الساحات والميادين، أثمرت قبل أكثر من عشرسنوات قيام سلطتنا الوطنية المستقلة ومؤسساتها وتجربتها الديمقراطية، على طريقإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة، التي ستضمن لشعبنا السير على طريقالتقدم والازدهار ومواكبة روح العصر، والتغلب على تراث التخلف والبؤس وكل معاناةالمراحل الماضية.

وقال: إن مسيرتنا التي استمرت أكثر من أربعة عقود، كانت حافلةبمحطات مضيئة، كان أبرزها إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 والذي أكد أهدافنا الوطنية، وعلى البعد الاجتماعي لدولتنا الديمقراطية، وعلى مساواة المرأة معالرجل، وعلى احترام كل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتقدم الإنساني، كماأثمرت مسيرتنا برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وما ترتب عليه من تعزيز لمكانتهاالعربية والدولية.

ومضى قائلا: quot;وخطواتنا التي نقطعها اليوم بعد اتفاق مكة المكرمة، إنماتشكل إستمراراً لتلك المسيرة، وتعزيزاً لها، وإستكمالاً لما لم يتحقق بعد من أهدافوطنية، وفي المقدمة منها إنهاء الإحتلال لأراضينا التي احتلت عام 1967 بما فيهاالقدس الشريف، وتأمين حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194.

كما قال عباس: quot;لقد إتخذت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 قرارها التاريخي بإقامة السلطة الوطنيةالفلسطينية بكل مؤسساتها كامتداد لها داخل الوطن وسيبقى هذا الإرتباط راسخاًوممتداً حتى يوم التحرير والإستقلال وتحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة.

هنية:ندعم قيام دولة على حدود 1967 ولكن..

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية خلال عرض برنامج حكومته في المجلس التشريعي السبت في غزة إن حكومته ستعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة على جميع الأراضي المحتلة عام 1967 دون الاعتراف بإسرائيل.

وأوضح هنية أن الحكومة ستحترم قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية. وقال هنية في بيانه إن الحكومة ستعمل مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي من اجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحقوق المشروعة لشعبنا وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة وعاصمتها القدس حتى نتمكن من بناء السيادة على جميع الأراضي التي احتلت في 1967.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن الأمن والاستمرار مفتاحه هو إنهاء وتوقف الاحتلال للأراضي الفلسطينية والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وكما أشار هنية إلىأن حكومته ملتزمة حماية المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وصون حقوقه والعمل على تحقيق أهدافه كما أقرتها المجالس الوطنية ومواد القانون ومواد القانون الأساسي ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات القمم العربية.

كما قال هنية إن المقاومة ستبقى حقا مشروعا ولكننا سنعمل على تثبيت التهدئة وتوسيعها. وأوضح هنية أن المقاومة بكل أشكالها بما فيها المقاومة الشعبية الجماهيرية حق مشروع للشعب الفلسطيني كفلته كل الأعراف والمواثيق الدولية ومن حق شعبنا الدفاع عن نفسه أمام أي عدوان إسرائيلي.

وقال هنية خلال عرض برنامج حكومته إن المقاومة تتوقف في حال انتهى الاحتلال، مشيراً إلى أن حكومته ستعمل على تثبيت التهدئة ولكن ذلك يتطلب من إسرائيل وقف إجراءاتها الاحتلالية ووقف سياسة الاغتيالات والاعتقالات ووقف سياسة هدم البيوت ووقف تجريف الأراضي وكذلك الحفريات في مدينة القدس والعمل على رفع الحواجز وإعادة فتح المعابر ورفع القيود على حركة التنقل والإفراج عن الأسرى.

وبين هنية أن حكومة الوحدة الوطنية ستدعم الجهود المبذولة لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت وذلك في إطار صفقة وصفها هنية بالمشرفة. وقال هنية ان الحكومة سوف تدعم الجهود المبذولة وتشجع الأطراف ذات الصلة من اجل الاسراع في إنهاء قضية الجندي الإسرائيلي الأسير في إطار صفقة مشرفة لتبادل الأسرى.

وطالب هنية القمة العربية المقررة في نهاية الشهر الجاري في الرياض بضرورة الخروج بقرارات تدعم رفع الحصار على الفلسطينيين. شاكراً في الوقت ذاته المملكة العربية السعودية على مواقفها، وكما تقدم بالشكر لجمهورية مصر على ما بذلته من جهود.

النواب الفلسطينيون المعتقلون يعلنون تأييدهم للحكومة

وفي السياق ذاته، وجه د.عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني المعتقل والنواب الفلسطينيون المعتقلون في السجون الإسرائيلية رسالة تأييد إلى حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تعرض اليوم السبت على المجلس التشريعي لنيل الثقة، ووصل quot;إيلافquot; نص الرسالة، وهي:
فإننا نحن إخوانكم أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني المختطفين من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني والقابعين ظلماً في سجونه نبرق إليكم بأسمى تهانينا ومباركتنا بهذا الإنجاز الوطني الكبير بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أرضية وثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة.


وكم تغمرنا السعادة والبهجة بتحقيق ذلك ولله الحمد والمنة ثم الشكر الموصول لكل الجهود الخيرة من أبناء شعبنا والمخلصين من أمتنا العربية والإسلامية.
إننا المختطفون من كتلة التغيير والإصلاح وفي المقدمة الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي سعداء بهذا الإنجاز العظيم بتشكيل هذه الحكومة وبما تمثله من الغالبية الواسعة من أبناء شعبنا والتي نرجو أن تكون على قدر المسؤولية لحمل الأمانة وصون وحماية حقوق شعبنا وحريته في الداخل والشتات والمحافظة على مقدساته وثوابته.
ونحن تغمرنا سعادة أخرى أن نشارككم عرسكم هذا رغم ظلم السجان وظلمة السجن ورغم المعوقات ولو بالكلمة ولكنه جهد المقل كما ونحن سعداء أكثر بأننا في كتلة التغيير والإصلاح والمنبثقة من حركة المقاومة الإسلامية - حماس، وبجهود كل الخيرين من شعبنا وأمتنا أن نقوم بهذا الإنجاز بتشكيل أول حكومة وحدة وطنية وعلى أوسع نطاق داعين بقية القوى الانضمام إلى الركب الخير حتى تحقيق أمالنا وأهدافنا.


إننا نتشرف نحن نواب الشعب المختطفين أن نقف إلى جانب الحكومة ومعنا كل المخلصين ونقول على بركة الله فنحن نوليكم ثقتنا وتقديرنا وإننا نجزم بإذن الله أن العثرات والقيود ستتذلل، وستتحطم على صخرة وحدة شعبنا كل مكائد الاحتلال ومن يسانده.
إننا نطالب أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم بمساندة هذه الحكومة وكسر الحصار بكل أشكاله.
إن اختطافنا وبهذا الكم حيث يتجاوز العدد الأربعين منا إنما هو اعتداء صارخ على إرادة شعبنا وخياره ويكشف زيف الاحتلال ومن يعاضده الذين يتغنون بالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان واحترام إرادة الشعوب.
إننا رغم القيد والسجن نقول بعظمة المؤمن الواثق بالله إننا صامدون صابرون شامخون أكبر من الاحتلال وسنبقى عند حسن ظن شعبنا بنا لن تلين لنا قناة ولن يفت في عضدنا أحد ولن يستطيع الاحتلال أن يتسلل إلى أرواحنا وإرادتنا، فيا شعبنا بقيادته وقواه نقول لكم يداً بيد وكتفاً إلى كتف نبني، نعمر، نصلح، نقاوم حتى تحقيق أهدافنا بالتحرر والانعتاق من الاحتلال.
وأخيراً:
نوصيكم بالقدس والمقدسات ونوصيكم بحق العودة واللاجئين ورفع المعاناة والمشتتين من أبناء شعبنا وتحديداً في العراق الشقيق والذي نرجو لأهله السلامة مما ابتلي فيه، ونوصيكم بالأسرى وذويهم فهناك قرابة أحد عشر ألفاً من المعتقلين ينتظرون هم وأهلوهم ومحبوهم بالفرج، ونوصيكم بكافة حقوق شعبنا.

إسرائيل ترفض التعاطي مع حكومة هنية

وصرحت متحدثة باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية لوكالة فرانس برس أن إسرائيل لن تتفاوض مع الحكومة الفلسطينية الجديدة التي يفترض أن يمنحها المجلس التشريعي الفلسطيني الثقة اليوم السبت.
وقالت ميري ايسين إن quot;إسرائيل لن تعترف أبدا بهذه الحكومة الجديدة ولن تعمل معها ولا مع أي من أعضائها.