كتاب وخبراء إسرائيليون:
المبادرة العربية وضعت تل أبيب أمام امتحان التاريخ

خلف خلف من رام الله: لقد خلق تفعيل المبادرة العربية في قمة الرياض التي عقدت مؤخراً حالة من الفعل وضده في إسرائيل. فالأصوات التي بقيت صامته لفترة طويلة في تل أبيب لم تعد كذلك، والكتاب والمحللون الإسرائيليون لم يعد بإمكانهم الوقوف متفرجين، بل وجدوا أنفسهم مطالبين بحث حكومتهم على استغلال الفرصة من أجل تحقيق السلام التاريخي مع العرب.
فالخبير الإسرائيلي أفرايم لفي مدير مركز تامي شتاينمتس لبحوث السلام يرى أنه يتوجب على إسرائيل أن تتبنى المبادرة العربية للسلام كي تمنع انتقال حماس إلى حضن إيران، ويقول افرايم في مقاله الذي حمل عنوان quot;واجب التبنيquot; ونشر اليوم الأحد في صحيفة هآرتس: quot;يسعى عباس إلى استغلال الاهتمام الذي تبديه الولايات المتحدة باستئناف المسيرة السياسية، وينضم إلى المساعي السعودية للربط بين تشكيل حكومة الوحدة ومبادرة السلام من الجامعة العربية. وهو ينوي تجنيد الدول العربية والغربية بإجبار إسرائيل على تبني المبادرة. وهكذا ستقف إسرائيل - وكذا حماس أيضا - أمام تحدي إقامة سلام دائم وعلاقات طبيعية، مقابل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينيةquot;.

حماس مستعدة للقبول بمبدأ الدولتين

ويضيف الخبير الإسرائيلي الذي يعمل أيضا باحث في مركز دايان في جامعة تل أبيب: quot;توجه عباس إلى دور عربي في النزاع مع إسرائيل يعبر عن اعتراف بفشل م.ت.ف في التوصل وحدها إلى تسوية. واستعداد حماس للاعتراف بشرعية القرارات الدولية والعربية يعكس اعترافها بالواقع. واستعداد حماس للتوصل إلى تسوية سياسية على أساس مبدأ الدولتين للشعبين خلق لها صورة حزب سلطة شرعي ومسؤول. وبالمقابل، فان الحركة تعد بمنع العودة إلى quot;مسار اوسلوquot;، الذي برأيها أدى إلى تثبيت السلطة كمعقل لـ م.ت.ف وحصر المشكلة الفلسطينية بمناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. وهي تحافظ على مبادئها، التي في مركزها حق العودة وإشراك الشتات في أقرار كل اتفاقquot;.

وحسب أفريم فانه إذا رفضت إسرائيل الاعتراف بحكومة الوحدة وردت مبادرة الجامعة العربية، فان حماس كفيلة بأن تتهم الأسرة الدولية مرة أخرى في أنها لم تنجح في إزاحة إسرائيل عن نهجها التقليدي في إدارة الصراع وعدم تسويته. وعندها سيكون بوسع حماس العودة إلى حضن ايران والى هويتها الإسلامية - الدينية، دون أن يكون ممكنا النزول باللائمة عليها.

فرصة جديدة للسلام
في غضون ذلك، كتب زئيف تساحور مقالاً في صحيفة يديعوت، رأى فيه أن المبادرة السعودية الحالية فرصة نادرة لإحداث سلام شامل في الشرق الأوسط ورفضها قد يفضي إلى حرب بين إسرائيل وجاراتها كما أفضى رفض غولدا لمبادرة مصرية في السابق إلى حرب 1973، ويرى تساحور أن التاريخ يعيد نفسه، وإن قوة الموازنات التاريخية محدودة، ومع كل ذلك يوجد شبه مثير بين المبادرة المصرية قبل سنين وبين المبادرة السعودية الحالية. الآن كما كان آنذاك، قيادة متخذي القرارات عندنا مركبة من سياسيين قليلي الرؤيا، والحكومة متعلقة بأحزاب مصالح صغيرة، ويوجد فرق عظيم بين جلالة قادة الجيش واستعداد الجيش الإسرائيلي للحرب. اليوم أيضا روح السيطرة على المناطق المحتلة أقوى من وثيقة حقوق الإنسان.

ويضيف: quot;إن المبادرة السعودية تهب للشرق الأوسط الآن فرصة جديدة، ونادرة، وتقف القيادة الإسرائيلية مرة أخرى في امتحان التاريخ.