اوكرانيا: بعد أكثر من عامين على اندلاع الثورة البرتقالية وما يقارب العام على الانتخابات التشريعية، دخلت أوكرانيا مجدداً في أزمة سياسية حادة، اثر إعلان الرئيس الموالي للغرب فيكتور يوتشينكو حل البرلمان، وهو ما رفضه ائتلاف الغالبية البرلمانية الموالي لروسيا بزعامة رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش، الذي تعهد بتحدي القرار الرئاسي وبإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال لم يتراجع يوتشينكو عن قراره. وفي ما يمثل انقلاباً دستورياً بعد تراجع نفوذ أنصار الثورة البرتقالية، أعلن يوتشينكو، في خطاب بثته محطة التلفزة الحكومية مساء أمس الأول، حل البرلمان الذي تسيطر عليه الأحزاب الموالية لروسيا، محدداً 27 أيار المقبل موعداً لإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وصارت الساحات محوراً للتعبئة المتبادلة، اذ تجمع الآلاف من مؤيدي يانوكوفيتش في وسط العاصمة كييف، بعد أن أمضى مئات من المناهضين ليوتشينكو ليلتهم بالقرب من مبنى البرلمان، بموازاة الدعوة التي أطلقتها القيادية في laquo;الثورة البرتقاليةraquo; يوليا تيموشينكو إلى التحرك في وجه حكومة يانوكوفيتش.
وفي إطار المواجهة الدستورية التي اندلعت، صوّت النواب من الغالبية البرلمانية التابعة ليانكوفيتش على حل اللجنة الانتخابية المركزية ومنع إجراء الانتخابات، كما دعوا المحكمة الدستورية إلى النظر في دستورية قرار يوتشينكو. ومع إعلان وزير الدفاع الأوكراني اناتولي غريتسينكو المقرّب من يوتشينكو، بعد اجتماع عاصف للحكومة، أنّ الجيش يقف إلى جانب الرئيس، يبدي العديد من المراقبين تخوفهم من احتمالات تكرار سيناريو المواجهات التي شهدتها موسكو في العام ,1993 حين تدخل الجيش لقمع احتجاج النواب داخل البرلمان الروسي على قرار الرئيس بوريس يلتسين حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
من جهتها قالت يوليا تيموشينكو التي تعتبر قائدة لـquot;القوى البرتقاليةquot; الأوكرانية، لمطبوعة quot;دي ويلتquot; الألمانية إنها تستنجد بالولايات المتحدة الأميركية التي هي quot;أقوى حليف وأقرب صديقquot;، وأوروبا لكي تكونا في عون أوكرانيا وهي في طريقها إلى الاندماج في أوروبا.
وأوضحت قائلة إنها تريد إقناع الأوكرانيين بأن من مصلحتهم أن تتوجه بلادهم وجهة الغرب لا روسيا. ومن أجل ذلك تحتاج quot;أميرة الثورة البرتقاليةquot; إلى أموال quot;المستثمرين الغربيينquot;. ودعت تيموشينكو الولايات المتحدة وأوروبا إلى مساعدة القوى الأوكرانية ذات الاتجاهات الغربية مشيرة إلى quot;أن روسيا سوف تبتلعنا إذا أشاح الغرب بوجهه عناquot;..
ولا بد من الإشارة إلى أن تيموشينكو ما فتئت تؤكد للقيادة الروسية حينما ترأست الحكومة الأوكرانية أنها بصدد توثيق العلاقات مع روسيا. والآن بدا من الواضح أنها لم تكن صادقة حينذاك. فعندما أصبحت مسألة أن تكون quot;الأميرة البرتقاليةquot; أو لا تكون غدت تيموشينكو صادقة ونزعت كل الأقنعة ليراها الجميع كما هي حقيقة.
التعليقات