البصرة : مافيات تهرب النفط وتدخل سيارات ممنوعة
محاورة معارضين ولا موقف للسيستاني من quot;الاجتثاثquot;

البصرة : اعلنت الهيئة الوطنية العليا للمصالحة الوطنية انها تحاور قوى معارضة للعملية السياسية وقالت ان اعضاء فيها سيقومون بزيارات لمصر وسوريا والاردن والامارات لمتابعة اتصالات سابقة مع معارضين بينما قال المتحدث باسم المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني ان المرجع لم يحدد موقفا من تعديل قانون اجتثاث البعث .. فيما حذر مستشار وزير النقل العراقي في المنطقة الجنوبية ثامر الفتلاوي من تفاقم عمليات لتهريب النفط وادخال سيارات ممنوعة عبر مدخل شط العرب حيث يستخدم المهربون زوارق مدرعة وسط عدم اكتراث القوات الاميركية المسؤولة عن المنطقة .وكشف عضو الهيئة العليا للمصالحة الوطنية نصير العاني عن اجراء لقاءات سرية مع عدد من الجهات المعارضة للعملية السياسية لبحث تطورات الموقف في العراق مشيرا الى القيام بجولة عربية خلال الايام المقبلة لمتابعة اتصالات سابقة موضحا وجود اتجاه لإصدارعفو ضمن مشروع المصالحة والوفاق الوطني.

وقال العاني ان مشروع المصالحة الوطنية مهم ولايمكن ان يتوقف مع عدم وجود مشروع بديل عن المصالحة كونها طريقاً لابد ان يمر به العراق ان لم يكن الان ففي المستقبل . وحذر من ان التأخير في المصالحة سينعكس سلبا على الوضع في العراق بالاضافة الى ان هذه الحقائق معروفة في تاريخ المصالحة في اي بلد وكما جرى مع الجيش الجمهوري الايرلندي الذي اجرى مباحثات سرية تمخضت عن اتفاق سلام. واكد في تصريح صحافي في بغداد وجود شخصيات تعمل بهدوء وروية واتزان ولا تعتمد على الاعلام على الرغم من وجود بعض العقبات التي تتمثل بالارهاب والقتل الطائفي المتبادل من جهات خارجية تعمل بافكار مدروسة تؤثر على مشروع المصالحة.

وكشف العاني عن وجود لقاءات سرية غير معلنة تسير بمختلف الاتجاهات والمجالات من قبل شخصيات في هيئة المصالحة عازمة على مد الجسـور مع مختـلف الجمـاعات سـواء كانت سـياسـية ام مسلحة ولها موقف من العملية السياسية حيث لايمكن البقاء متخاصمين الى ما لانهاية . واشار الى وجود سعي حثيث نحو اصدار مشروع للعفو ضمن اجراءات المصالحة الوطنية الذي يحتاج اظهاره الى توفر ارضية ملائمة وبعض الدراسة عليه.
واوضح ان الايام المقبلة ستشهد جولة عربية لبعض اعضـاء هيئـة المصـالحة تشـمل على وجه الخصوص سوريا والاردن ومصر والامارات خلال الفترة القليلة المقبلة ضمن جهودها لمتابعة ما تمخض عن اللقاءات السابقة مع شخصيات معارضة ووجود طلبات للحوار مقدمة منها للبحث في ما تحقق وما سيتم تحقيقه ضمن المشروع الوطني للمصالحة.

السيستاني لم يحدد موقفا من تعديل قانون اجتثاث البعث

نفى حامد الخفاف المتحدث باسم المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني ما نقلته تقارير صحافية عن أحد مساعدي المرجع بأن السيستاني يعارض تعديل قانون اجتثاث البعث للسماح بعودة الآلاف من الأعضاء السابقين في حزب البعث المنحل إلى وظائفهم.وأكد الخفاف أن التصريح الذي نقلته وكالة رويترز الاثنين quot;غير صحيحquot; مشيرا إلى أن أي تصريح لا يصدر بشكل رسمي عن مكتب السيستاني لا يعبر عن موقف المرجع الديني إزاء القضايا التي يبت فيها نواب الشعب العراقي في مجلس النواب .

وكان أحد مساعدي السيستاني في مدينة النجف المقدسة قد صرح بأن مكتب المرجع الشيعي رفض استبدال قانون اجتثاث البعث بقانون آخر quot;لأنه ليس مطلبا عراقيا، إنما هو مطلب لإرضاء بعض الأطرافquot; على حد قوله. ورفض الخفاف في حديث معquot;راديو سواquot; اليوم التعليق على تصريحات مماثلة لأحمد الجلبي رئيس هيئة اجتثاث البعث الذي زار المرجع الديني الأحد الماضي . وكان الجلبي قد أكد معارضة المرجع الديني لمشروع تعديل قانون اجتثاث البعث، ناقلا عن السيستاني وصفه لذلك المشروع بالأمر الخطر، quot;لأنه يسمح بعودة المجرمين إلى مناصب رفيعة في الدولةquot;.

مافيات تهرب النفط والسيارات الممنوعة عبر ميناء البصرة

قال مستشار وزير النقل العراقي في المنطقة الجنوبية العراقية ثامر الفتلاوي ان المنطقة التي تجري فيها عمليات التهريب عند مدخل شط العرب والبالغ عرضها حوالى اربعة كيلو مترات تشهد قيام مافيات بتهريب النفط واستقبال البواخر المحملة بالسيارات غير المسموح باستيرادها . واشار الى ان القوات الاميركية التي تبسط نفوذها على هذه البقعة لحماية ناقلات النفط لا تكترث ببواخر التهريب القادمة والمغادرة. واضاف في تصريح لشبكة الاعلام العراقية اليوم ان ذلك شجع المهربين للقيام بعمليات تهريب متبادلة واسعة النطاق موضحا ان السلطات الامنية العراقية ممنوعة من التدخل باعتبار ان المنطقة تحت نفوذ قوات اجنبية. ويبلغ عمق المياه الاقليمية العراقية 12 ميلا حيث يعمل المهربون على استخدام زوارق مدرعة ذات رافعات لتفريغ حمولات البواخر القادمة المحملة بسيارات ممنوعة على بعد عدة اميال في حين يجري تهريب المنتوجات النفطية خاصة الكاز او ما يسمى بالديزل من الشاطئ بحيث صارت جماعات التهريب تسمى بمافيا الديزل .

ومن جهته قال العميد حكيم الجسام مدير آمرية خفر السواحل ان آمريته التي تتقاسم الامن مع القوة البحرية مستعدة لفرض سيطرتها على هذه المنطقة ومنع عمليات التهريب واشترط تزويدها بزوارق مدرعة من قبيل الزوارق التي يستخدمها المهربون.
واوضح الجسام ان جماعات التهريب تملك اللوازم الفنية والعسكرية لاحاطة عملياتها بالامان والسرية وهو ما يدل عليه امتلاكها للزوارق المدرعة. وتفيد المعلومات ان السيارات المهربة تأتي الى العراق من موانئ دبي وعجمان والحمرية وام القيوين لكن مستشار وزير النقل في المنطقة الجنوبية لم يوضح ما اذا كانت كميات الكاز تذهب الى تلك الموانئ. وتعاني الموانئ العراقية من مشكلات عديدة وتحديات ويعدهذا النمط من التهريب اكثرها شدة لكن مراقبين ظلوا يتهمون احزابا ومسؤولين بالوقوف وراء هذه العمليات غير ان المستشار قال ان عصابات متخصصة تقف وراء ذلك وان الحكومة المحلية في المحافظة تبذل جهدا كبيرا لملاحقتها.

وكانت مصادر عراقية اشارت في وقت سابق الى تورط احزاب سياسية دينية في محافظة البصرة بعمليات تهريب النفط الى دول خليجية قريبة والى ايران وانها تجني من هذه العمليات غير المشروعة ارباحا بملايين الدولارات .
واوضحت ان من الاسباب المساعدة على عمليات التهريب هو الفرق الكبير في اسعار المنتجات النفطية بين العراق والدول المجاورة وضعف السيطرة على حركة المنتجات النفطية وتداولها وتراخي الاجراءات القانونية بحق المخالفين والمتجاوزين وعمليات التخريب والتعرض المستمرة للمواقع النفطية وشبكة خطوط الانابيب النفطية وعدم تعاون الدول المجاورة وفساد في الاجهزة العاملة في النفط بالاضافة الى اشتراك قوى حكومية ودينية واجتماعية في تسهيل التهريب .