بهية مارديني من دمشق-واشنطن: إنتقد البيت الأبيض الأربعاء بشدة زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لسوريا رافضًا إعتبار أن التباحث مع دمشق يسهم في التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.

وأشار غوردون جوندرو إلى تصريحات بيلوسي التي قالت إن دمشق راغبة في السلام، والتي قصدت من خلالها أن تؤكد على ضرورة إجراء حوار مع النظام السوري ترفضه الإدارة الأميركية.
وقال من على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تنقل الرئيس الأميركي جورج بوش إلى كاليفورنيا: quot;للأسف إن هذا الطريق مليء بضحايا حماس وحزب الله، وضحايا الإرهابيين الذين يعبرون الحدود السورية للدخول إلى العراق. كما هو مليء بالضحايا الذين يناضلون من أجل الديمقراطية في لبنان، وبناشطي حقوق الإنسان الذين يكافحون من أجل الحرية والديمقراطية في سورياquot;.
وأضاف: quot;من المؤسف أنها قامت (بيلوسي) بشكل منفرد بهذه الزيارة التي نعتبر أنها لا يمكن أن تكون إلا غير مجديةquot;.غير أنه أشار إلى أن الإدارة الأميركية ستستمع إلى ما لديها لدى عودتها من الشرق الأوسط، رغم عدم معرفته بما إذا كان البيت الأبيض دعا بيلوسي إلى إطلاعه عن مباحثاتها في الشرق الأوسط
الى ذلك، ربط مراقبون سوريون زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي والوفد المرافق لها الى دمشق بتحسن العلاقات السورية السعودية والانفتاح السوري خلال قمة الرياض . وكانت بيلوسي قد غادرت دمشق اليوم بعد لقائها بالرئيس السوري بشار الأسد ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في زيارة وصفتها دمشق بالتاريخية ، وفي تصريح خاص لايلاف قال الإعلامي السوري جوني عبو إن زيارة بيلوسي إلى دمشق خطوة مهمة ولكن بنفس الوقت يجب أن نتذكر أنها أتت بعد المصالحة السورية السعودية وقمة الرياض وهذه عوامل مهمة في العلاقة السورية الأميركية، وتابع من جانب اخر يجب أن لا ننسى إن هذه الزيارة قد تستخدم كمادة للاستهلاك الداخلي في أميركا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، معتبرا انه رغم كل ذلك وبلا شك فأن حوار مباشر بين الرئيس بشار الأسد وبين بيلوسي سيترك تأثيراً مهماً.
من جانبه اعتبر المحلل الإيراني عصام الهلالي إن زيارة بيلوسي بحد ذاتها مؤشر جيد بالنسبة لفتح حوار مباشر مع سوريا، واضاف في تصريح خاص لايلاف لكن هذا الحوار لن يتعدى أكثر من كونه إيصال مطالب إملائية لسوريا منها الابتعاد عن إيران وعدم دعم حماس والمقاومة الفلسطينية وحزب الله والتعاطي مع الملف العراقي حسب الرؤى الأمريكية. ورأى الهلالي إن الجانب السوري لن يبدي المرونة أمام هكذا مطالب لأن أكثر المواقف السورية مبنية على المبادئ الثابتة وتابع لكن ربما قد يكون هناك بعض التغيير بالنسبة للملف العراقي، أما بالنسبة للعلاقات مع إيران ودعم المقاومة فان الموقف السوري سيبقى على ما كان عليه.
.