موسكو: تعتزم روسيا تكثيف اتصالاتها في إطار اللجنة الرباعية للتسوية في الشرق الأوسط، ومع شركائها في المنطقة في الأسابيع القريبة القادمة من أجل السعي إلى توفير الظروف الضرورية لتحقيق انطلاقة جديدة للحوار العربي الإسرائيلي. وصرح نائب وزير الخارجية، المندوب الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط الكسندر سلطانوف بأن روسيا ستكثف تلك الاتصالات، ولكن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق أطراف النزاع.

ويرى سلطانوف أن الجو يتحسن بعض الشيء ويصبح ملائما لإنعاش العملية السلمية. وقال quot;يوفر اتفاق مكة الذي تم التوصل إليه في الثامن من شهر فبراير 2007 (بين حركتي فتح وحماس) والذي أتاح تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية فرصة جيدة لاستئناف الحوار الفلسطيني الإسرائيليquot;.

وأشار الدبلوماسي الروسي بشكل خاص إلى القمة العربية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض في أواخر شهر مارس الماضي. وأعاد إلى الأذهان أن المشاركين في تلك القمة، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي يمثل حركة حماس، دعوا لتنفيذ مبادرة السلام العربية التي طرحت في عام 2002.

وقال سلطانوف بهذا الشأن: quot;أننا نؤيد القرار الذي اتخذ في الرياض حول تكليف لجنة وزارية خاصة بتنظيم العمل لتحريك مبادرة السلام العربية، وإنشاء فرق عمل لإجراء الاتصالات اللازمة مع الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الأمن الدولي ولجنة الوسطاء الدوليين الأربعة (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة). ويدل ذلك على جدية عزم الدول العربية على تنفيذ مقررات القمة العربيةquot;.

وأشار سلطانوف إلى عامل آخر يبعث على الأمل، وهو تأكيد سوريا في أثناء زيارة رئيسة مجلس النواب في الكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي إلى دمشق مجددا على رغبتها باستئناف الحوار مع إسرائيل. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي على أهمية رد إسرائيل الذي ينطوي على اهتمام بنتائج القمة العربية،وتأكيد استعدادها للتحاور مع البلدان العربية في إطار جماعي.

وشدد سلطانوف على ضرورة بذل الجهود من أجل أن تلتقي تلك الإشارات الإيجابية في نقطة واحدة تمثل ركيزة الانطلاق لاستئناف عملية التسوية العربية الإسرائيلية. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى فكرة تناقش في الفترة الأخيرة، بما في ذلك من قبل الوسطاء الدوليين الأربعة وتتمثل في عقد لقاء للجنة الرباعية مع الرباعي العربي - الراعي الإقليمي لعملية التسوية الشرق أوسطية (السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية) والجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ويرى سلطانوف أن مثل هذا اللقاء سيبرر نفسه إذا دار الحديث فيه باهتمام وجدية حول القضايا الرئيسية للتسوية وآفاق التحول إلى اتفاقات جوهرية ليس على المسار الفلسطيني الإسرائيلي فحسب، بل على جميع مسارات التسوية. وذكر سلطانوف أن روسيا تؤيد عقد مثل هذا اللقاء الهادف إلى تحقيق نتائج ملموسة، خاصة وان موسكو تدعو إلى القيام بخطوات منسقة من أجل تحقيق السلام في المنطقة. وأضاف: quot; وبدون ذلك سيكون الحديث عن تطبيع العلاقات الحقيقي بين إسرائيل والبلدان العربية مستحيلاquot;. وأكد أن المبادرة الروسية الخاصة بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمشاركة بلدان المنطقة والأسرة الدولية تكسب المزيد من المؤيدين باستمرار.

وشرح فحوى فكرة المبادرة الروسية قائلا: quot;يجب أن تتمثل مهمة المؤتمر الذي ينبغي التحضير له بشكل جيد، في ضمان التحرك نحو سلام شامل في المنطقة تنسحب إسرائيل في ظله من جميع الأراضي العربية التي تحتلها وتعيش بأمن وسلام مع جميع جيرانها، بما فيهم دولة فلسطينية مستقلة، وذلك من خلال أخذ القاعدة القانونية الدولية المتوفرة للتسوية في الشرق الأوسط كأساس، ومن ضمنها مبدأ مؤتمر مدريد quot;الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربيةquot;. وأكد في ختام حديثه على أهمية الاستفادة من الإمكانيات التي تتوفر حاليا لاستئناف عملية المحادثات ومراعاة عامل الزمن.