سمية درويش من غزة: يعيش اللاجئون الفلسطينيون و الهاربون من نيران الحرب في العراق أوضاعا صعبة للغاية، لاسيما وان الموت أصبح عنوانا لهم بعدما طالتهم التفجيرات ومسالخ الميلشيات المسلحة هناك، في حين تقف السلطة الفلسطينية التي فشلت بتوفير الأمن لمواطنيها بالداخل من نيران المسلحين، عاجزة أمام تقديم أدنى الضمانات لتجنيبهم ويلات القتال، وتكتفي بإحصاء عدد القتلى والمشردين.

وكشفت حركة حماس التي تترأس سدة الحكم بالأراضي الفلسطينية، النقاب عن مخطط لترحيل اللاجئين الفلسطينيين، الفارين من العراق والمقيمين في مخيم الرويشد على الحدود العراقية الأردنية إلى كندا، محذرة من مخطط لإنهاء القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها الحقيقي، عبر إنهاء ملف اللاجئين.

وقال د. عاطف عدوان وزير شؤون اللاجئين الفلسطيني السابق، ان برنامجا يتم العمل عليه حاليا بالتعاون مع المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لاستيعاب لاجئين من العراق، بينهم فلسطينيون، مؤكدا بأنه تم البدء فعليا في عملية تقديم طلبات للاجئين، تمكنوا من الوصول إلى مواقع آمنة، لتقديم طلبات لجوء.

وقد أعلنت متحدثة باسم القنصلية الأميركية العامة في القدس، أن الإدارة الأميركية ستستوعب لاجئين من العراق بينهم لاجئون فلسطينيون، حيث قالت مكيليه شوايتزر بلوم، بان ثمة برنامج يتم العمل عليه حاليا بالتعاون مع المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لاستيعاب لاجئين من العراق بينهم فلسطينيون.

وطالب اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في العراق، اليوم السلطة الفلسطينية بوضع النقاط على الحروف، وشرح تفاصيل أولويات التعامل مع قضيتهم، وسبل توفير الأمن لهم داخل العراق، أو تأمين ترحيلهم إلى الدول العربية، والعمل الجاد على إنهاء معاناتهم.

ولفت عدوان في تصريح صحافي، إلى أن الحديث يدور عن نحو ألفين إلى ثلاثة آلاف طلب سيتم معالجتها خلال الستة أشهر القادمة، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل، بالعمل منذ فترة زمنية طويلة على إنهاء قضية اللاجئين من خلال وسائل متعددة.

وأوضح الوزير السابق، بان الموقف الإسرائيلي الأخير، الذي طلب من مؤتمر القمة العربي إزالة قضية اللاجئين من المبادرة العربية برهانا ودليلا فاضحا على هذه السياسة التي لا زالت مستمرة، مشيرا إلى أن مخططات تصفية مخيمات اللاجئين في العراق وفي الرويشد وفي غيرها من المخيمات يؤكد أيضا على استمرار هذه المخططات، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، التي تحتل قضية اللاجئين موضع القلب منها.

ويتعرض الفلسطينيون في العراق إلى الخطف والاعتقال والقتل على يد قوات الاحتلال الأميركي ومن قبل المليشيات المسلحة المدعومة، حيث سقط العشرات منهم في عمليات متفرقة أكثرها تركزت بالعاصمة بغداد. وطالب عدوان، الأمتين العربية والإسلامية بفتح آفاق العيش الكريم ومقومات الصمود الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم، حتى يستطيعوا العمل لتحقيق حلم حق العودة.

يشار إلى أن المئات من فلسطينيي الداخل هاجروا قطاع غزة والضفة الغربية بعد اندلاع موجة العنف الداخلية بين حركتي فتح وحماس، في حين ينتظر الكثير من الشباب تأشيرة الدخول لدول أوروبية بغرض الرحيل بعدما ضاقت بهم سبل العيش الكريم.