إيلاف من الرياض: أكد الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي على أن الجهود مستمرة للقبض على جميع من يسعى للإخلال بأمن المملكة العربية السعودية. موضحًا أنه لا يزال هناك أمل في القبض على أكبر عدد ممكن، ممن يقف خلف من تم القبض عليهم، حسبما ذكروا في بيان وزارة الداخلية أمس الجمعة، وقال: quot;لا نستطيع أن نقول إننا قد انتهينا من هؤلاء الضالين، ولكن الجهود ستظل قائمة ومستمرةquot;.

وشدد الأمير نايف في حوار نشر في صحيفة الرياض السعوديةعلى دور المواطن وقال إنه رجل الأمن الأول، فإذا لم يقم هذا المواطن بواجبه بالإبلاغ عمن يشتبه فيه بطوعه فلن يتم القضاء بالشكل المطلوب.

وبين الأمير نايف أن الكثير من الأمور التي لم يتم إبرازها في بيان وزارة الداخلية تنتظر الإنتهاء من التحقيقات، وبأنه سيعلن في وقت لاحق عن المكان الذي عمد إليه المعتقلون للتدريب على الطيران، وكذلك ما يتعلق بتمويل هذه الفئة وكيفية حصولها على الأموال سواء من الداخل أو من الخارج.

وفي ما يلي نص الحوار:

س: سمو الأمير نجدد التبريك والدعاء لسموكم وأن يكلل المولى المساعي بالنجاح وأن يحفظ البلاد ورجال أمنها البواسل من هؤلاء الضالين.. سمو الأمير الملاحظ أن عدد هذه الخلايا كبير (172) شخصًا فهل يعني ذلك إنتهاء الفئة الضالة، ثم هل هنالك متابعات أخرى؟
ـ نحمد الله عز وجل على هذا الإنجاز والأمل في القبض على أكبر عدد ممكن حماية لأمن هذه البلاد وشعبها ومقدساتها، فهؤلاء ليسوا كلهم فقط من قام بهذه الأعمال فلا بد أن هناك من يساعدهم ويتزعم تلك الأمور ونحن بعون الله وراءهم ولا بد أن نصل بمساعدة الله إليهم.
ولا نستطيع أن نقول إننا قد انتهينا من هؤلاء الضالين ولكن الجهود ستظل قائمة ومستمرة، فالعين بعون الله مبصرة والجهود مبذولة حتى نطهر بلادنا من كل من فيه شرّ.

س: الملاحظ سمو الأمير وجود شخص quot;يتزعمquot; هؤلاء وقد تمت مبايعته عند الكعبة المشرفة - بحد زعمه - بالسمع والطاعة فهل هو سعودي أم غير ذلك؟
ـ للأسف إنه مواطن سعودي وقبض عليه مع المجموعة وعلى كل حال جميع الأمور المتعلقة بذلك ستوضح في وقت لاحق، ونحن قد تعودنا في الداخلية أننا لا نعلن إلا الحقائق ولا نعطي الرأي العام إلا الصورة الحقيقية والمتكاملة وبالصورة التي تليق أن نعطي شعب المملكة كل الحقائق عن هذه الأمور التي تهمه لأن رجال الأمن منهم وفيهم.

س: هل يصح أن يطلق عليه quot;زعيمquot; جديد لتنظيم القاعدة في داخل المملكة؟
ـ إذا كان يعتقد هذا الشخص ذلك، فلا ندري ولكن لا أحد يبايع شخصًا إلا إذا تزعم نفسه وكان له أتباع.

س: البيان ذكر أن هذا الشخص كان قد عمل على جمع مبالغ مالية طائلة من عدد كبير من الأشخاص الذين غرر بهم بحجة استثمار هذه المبالغ في quot;شركات وهميةquot; فما هي هذه الشركات وهل من بين تلك الاستثمارات في مجال الأسهم أو العقار أم جمع للتبرعات؟
ـ كان يتصرف ومن معه في كل المجالات والدليل انه لا بد منوجود منيساعدهم في هذا الأمر.

س: هل كانوا يجمعون باسم quot;التبرعات للمساعداتquot;؟
ـ من الصعب التحدث بشكل دقيق في هذا الجانب حتى تتبين كافة التفاصيل في التحقيقات.

س: البيان سمو الأمير أشار إلى جمع أكثر من 20 مليون ريال إضافة إلى وجود أسلحة ومتفجرات متطورة وشديدة الصنع والتأثير، فمن أين جاء سمو الأمير هذا الدعم وهل هو داخلي أم خارجي؟
ـ هذا الدعم وهذه الأموال من الداخل وللأسف منه كذلك ما جاء من الخارج.

س: الملاحظ سمو الأمير في الأماكن التي وجدت فيها تلك القبضيات تنوع مواقعها ما بين مواقع صحراوية وبحرية... تعليق سموكم؟
ـ هؤلاء لا بد أن لهم عدة مواقع وطرق تضمن وللأسف حفظ ووصول هذه الأسلحة لهم.

س: هل بين هؤلاء عناصر متزعمة لهذه الفئة الضالة من خارج البلاد ولهم ارتباط مع قيادات وعصابات كبرى خارج الوطن؟
ـ كل هذه الأمور ستتضح لاحقًا بعون الله ولن نستبق الأحداث.

س: الملاحظ في هذه الخلايا السبع تنوع قدراتها ووجود فئات يتم تدريبها داخل البلاد وخارجها من خلال معسكرات ومراكز تدريب للطيران والسلاح فهل وراء هؤلاء أهداف سياسية قد حدثت أو ستحدث من خلالهم؟
ـ إن الأحداث السياسية لن تحدث ، أما أن يكون في نيتهم ذلك فقد يكون ولكننا بعون الله ضدهم ولن يتمكنوا منها.

س: تلك الخلية التي كانت تنوي اقتحام أحد السجون في المملكة لإخراج موقوفين من الفئة الضالة، فالملاحظ سمو الأمير أنهم تسعة أشخاص من المقيمين، فهل هم من النظاميين أم غير ذلكو ماذا يفعل quot;نظام البصمة الشاملquot; للحد من تلك العمالة؟
ـ هؤلاء كانوا معروفين وكثير منهم كانوا مقيمين. ولكن quot;العمالة المتخلفةquot; لها أساليب ونحن بصدد الإنتهاء من نظام البصمة، لكن الشأن الأهم الذي نحن بصدده هو القضاء ومحاربة الإرهاب وهذه الفئة الضالة.

س: رغم أن هذا البيان سمو الأمير يعد إنجازًا كبيرًا لرجال الأمن البواسل، إلا أن بعضهم أبدى مخاوف من حجم هذه الخلايا السبع وعددها وتلك المقبوضات والأموال التي كانت بحوزتهم فما المؤمل يا سمو الأمير من الآخرين آباء وأسرًا ومؤسسات تربوية ودينية تجاه هذا الداء والوباء؟
ـ قلنا مرات ومرات، إنهذه مسؤولية أمام الجميع تجاه المولى سبحانه وتعالى ولن يعذر أحد منها، فلا بد أن يكون هناك قناعة بأن quot;المواطنquot; هو رجل الأمن الأول إذا لم يقم هذا المواطن بواجبه بالإبلاغ عمن يشتبه فيه بطوعه فلن يتم القضاء بالشكل المطلوب، ونحن لا نستعمل الضغوط التي لا تليق على من يقوم بالتعاون أو نعذب ونحو ذلك فنحن نصل إلى الحقائق بأساليب التحقيق العملية ومواجهة المتهمين بالدلائل وبالإعتراف الطوعي، فلذلك الإبلاغ أمر واجب.

وضروري من قبل المواطن، عندما يكون هناك إشتباه وعندما يكون هناك حقيقة، الأمر الثاني على الآباء أن ينتبهوا لأبنائهم في الغياب غير المعقول أو الغياب المجهول، فهذه إذا وجدت في المجتمع فهي بلا شك أنها ستساهم في الإقلال من هذه الأعمال وهذه الفئات الضالة، ونستطيع أن ننقذ الشباب بعون الله من انحدارهم واتجاههم إلى أشياء لا يجب أن تكون فيهم كمسلمين وكمواطنين، لأن هؤلاء الأشرار يأخذون هؤلاء الشباب ويغررون بهم بأفكار ضالة باسم الإسلام والإسلام براء منهم، ثم منهم من يؤخذ للخارج ليكونوا أدوات تنفيذ، أو أنهم أكثر من ذلك يجعلونهم كالأدوات المفجرة دون مراعاة للنفس الإنسانية وزرع اللامبالاة في الحياة، فالمؤمل من قبل الآباء التنبيه والحرص على أبنائهم وإذا لم يستطيعوا فليستيعنوا بالسلطة، فهذا أمر واجب دينا ودنيا.

كما أن هذا الأمر يجب أن ننبه فيه علماءنا ومشائخنا ورجال الدين وكتابنا وعقلاءنا بأن يبينوا أن الخطر لا يستهدف جهة واحدة وإنما يستهدف الوطن بأكمله، وعلى رأس ذلك العقيدة، فالدين الإسلامي مستهدف بأن يساء له وأن يكون دينًا سيئًا أمام العالم.

إذًا هذه الأمور لا تتم إلا من أعداء يسيئنا أن يكون بعض المواطنين أو أبناء هذا الوطن أدوات لهذه الإساءة من قبل أعداء الإسلام والوطن.. فالمؤمل أن يقوم كلٌ بواجبه حسب قدرته واستطاعته.

س: سمو الأمير ذكرتم في البيان أنها لا تزال الإجراءات قائمة في متابعة من له علاقة بهذه الخلايا، وبعدما أعلنتم ذلك فقد يكون هناك أشخاص أو شباب قد بدأوا أو تورطوا في الإنخراط مع هذه الخلايا السبع إلا أنه لم يقم بجرم معهم؛ فهل إذا سلم نفسه تقدرون ذلك بوزارة الداخلية؟
ـ إذا سلم نفسه وتعاون وأدلى بكل ما لديه فهذا سيقدر له وسيعتبر له أول خطوة في الرجوع إلى الصواب وإلى مجتمعه وإلى الحق.

س: سمو الأمير دعني أصارح سموكم بأن بعضهم قد يكون قيل له من قبل من يتزعم تلك الخلايا إنه في حال تسليمه نفسه للداخلية فإنه سيحال إلى ساحة القصاص، تعليق سموكم على هذه المزاعم؟
ـ نحن نخضع جميعًا للقضاء وشرع الله تعالى؛ وكلٌ يعامل بذنبه فالفاعل ليس كالناوي أو المغرر به فشرع الله المطهر يفرق بين هذه وتلك؛ فهذه أمور محكومة ومسلمة فلا يعتقد أن كل من قبض عليه سيعاملون سواء نحن نتابع ونرصد ونقبض ونحيل للقضاء بالدلائل والاعترافات الشرعية الحقيقية؛ بعد ذلك نضع جميع تلك الأمور أمام القضاء.

س: سمو الأمير هل لنا أن نعرف مدى موقف تلك البلاد المجاورة التي استغلتها تلك الخلايا في التدريب وإدخال تلك الأسلحة من خلالها؟
ـ هناك تعاون موجود مع بعض تلك الدول ولكن وللأسف لا يوجد تعاون من قبل دول أخرى، وقد يكون هذا لعدم وجود قدرة في تلك البلاد الأخرى ولا شك أن هناك مراكز تدريب موجودة فيها ولكنها قلة، وإنما نحن ننظر إلى تلك البلاد كما هو في العراق ودول أخرى على أساس أن ظروفها لا تساعدها على هذا الأمر، وبعون الله أن تتمكن تلك الدول من القدرة على التعاون معنا، وهمما زالوا يعانون ما يعانون من ذلك.

س: هل لنا أن نعرف الدول التي تم فيها تدريب الأشخاص على الطيران؟
ـ سيعلن ذلك في حينه بعون الله.

س: كلمة سمو الأمير لأبنائكم quot;رجال الأمنquot; الذين ساهموا في القبض على هذه الخلايا السبع وغيرها وساهموا ويساهمون في الحد ومجابهة هذه الفئة الضالة؟
ـ حقيقة ما أنا إلا واحد منهم، ولكن أحب أن أقول إن رجال الأمن من هذا الوطن ولأجل هذا الوطن وهم مؤمنون بالله تعالى ومحافظون على عقيدتهم، يفدون عقيدتهم ودينهم ووطنهم بأرواحهم وهذا واجبهم وهذا قدرهم وسيواصلون القيام بواجبهم بعون الله بأفضل مستوى.

وإنجازات رجال الأمن البواسل تمت بدعم وتوجيهات سديدة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.