القاهرة: وصفت مصر الخميس بيان اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية بأنه quot;غير متوازنquot; وquot;غير واقعيquot;.
وقال المتحدث الصحافي باسم وزارة الخارجية المصرية علاء الحديدي للصحافيين، إن البيان الصادر عن الرباعية الدولية غير متوازن ولا يساعد في الجهود الرامية إلى وقف العنف في غزة ويعرض مصداقية الرباعية كطرف محايد للتساؤل.
وأضاف أن الرباعية الدولية اتخذت منهجًا غير واقعي بمطالبتها الجانب الفلسطيني وحده بالتوقف عن العنف، في حين تدعو إسرائيل إلى مجرد تجنب ايقاع ضحايا بين صفوف المدنيين أثناء عملياتها العسكرية.
وتابع الحديدي أن هذا الموقف مؤسف ويرقى إلى إعطاء ضوء أخضر إلى إسرائيل لمواصلة عملياتها في الأراضي الفلسطينية.
وتساءل: quot;كيف يمكن تجنب ايقاع ضحايا مدنيين، في حين تستخدم اسرائيل الاسلحة الثقيلة في قصف اهداف داخل مناطق كثيفة السكان وهو ما لا يتفق مع قواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيفquot;.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن دعوة الرباعية الى اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي (الاسير) جلعاد شاليت فورًا ودون قيد أو شرط، لا تساعد جهود الوساطة المصرية التي تسعى الى التوصل لإتفاق يتم بمقتضاه اطلاق سراح شاليت وعدد من الاسرى الفلسطينيين.
وأبدى الحديدي استغرابه من عدم ادانة الرباعية لإسرائيل بسبب قيامها بإختطاف برلمانيين فلسطينيين واكتفاء البيان بـ quot;ملاحظة قيام اسرائيل بإعتقال برلمانيين ووزراء في حكومة معترف بهاquot;.
واكد المتحدث ان بيان الرباعية يسيء فهم وتفسير المبادرة العربية التي يقول انها تقدم افقًا سياسيًا لإسرائيل، في حين انها تقدم تصورًا للسلام الشامل في المنطقة.
واصدرت الرباعية الدولية بعد اجتماع عقدته في برلين الأربعاء، بيانًا أكدت فيه أن اعتقال اعضاء منتخبين في الحكومة الفلسطينية ونوابًا يثير قلقاً خاصًا، مضيفًا أن اللجنة دعت الى الافراج الفوري عنهم.
واضاف ان اللجنة دعت اسرائيل الى ضبط النفس للتأكد من ان عملياتها الامنية لا تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين ولا تلحق اضرارًا بالبنى المدنية.
وإضافة الى ذلك، اعلن البيان ان اللجنة الرباعية quot;تندد بشدةquot; بإطلاق صواريخ القسام على جنوب اسرائيل، وكون حماس ومجموعات ارهابية اخرى في غزة تعزز تسلحها.
ودعت اللجنة إلى الإفراج الفوري وبلا شروط عن الجندي الاسرائلي جيلعاد شاليتquot; الذي خطف في حزيران/يونيو 2006 من قبل مجموعات فلسطينية مسلحة.
البيت الأبيض يؤكد لقاءً قريبًا بين بوش وأولمرت
من جهة ثانية، أكد البيت الأبيض الخميس أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيستقبل قريبًا رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت.
وأعلن الناطق باسم الإدارة الأميركية توني سنو أن الرئيس الاميركي جروج بوش سيستقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في البيت الابيض في 19 حزيران/يونيو.
ورد مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية، طلب عدم الكشف عن اسمه، بالإيجاب على سؤال حول حقيقة عقد لقاء بين الرجلين في الاسابيع المقبلة في واشنطن.
ولم يدل بأي تفاصيل اضافية.
وكان مسؤول في الحكومة الاسرائيلية، قدقال في وقت سابق ان بوش سيستقبل اولمرت بعد ثلاثة اسابيع للبحث في موضوع ايران والملف الفلسطيني.
النروج تستأنف مساعداتها المباشرة إلى السلطة الفلسطينية
من جهة ثانية أعلنت النروج، الدولة الغربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع الحكومة الفلسطينية الحالية، الخميس انها استانفت مساعداتها المباشرة للسلطة الفلسطينية مخالفة بذلك موقف شركائها الأوروبيين والأميركيين.
وأعلنت وزارة الخارجية النروجية في بيان أن هذا البلد دفع مساعدة قيمتها عشرة ملايين دولار لتسديد رواتب الموظفين الفلسطينيين.
وقال الوزير يوناس غهر ستويري في البيان، نأمل أن تساهم مساعدتنا في تخفيف الأزمة الاجتماعية التي يعاني منها الفلسطينيون حاليًا لا سيما كل تلك العائلات الكبيرة العدد التي تعيش على راتب واحد.
وبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية في آذار/مارس تضم أعضاء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت النروج تطبيع علاقاتها مع السلطة الفلسطينية لتصبح الدولة الغربية الوحيدة حتى الآن التي تنحى هذا الإتجاه.
وعلقت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي (الذي لا تنتمي إليه النروج) وهي أهم الأطراف المانحة، مساعداتها المباشرة للحكومة الفلسطينية مطلع 2006 مع تولي حماس التي تعتبرها منظمة إرهابية السلطة.
وعلقت النروج أيضًا مساعداتها المباشرة لكنها اعربت عن استعدادها خلال الأسابيع القليلة الماضية لإستئنافها ما أن يتم وضع آلية من شأنها إتاحة الإلتفاف على القيود المصرفية المفروضة على السلطة الفلسطينية.
ولم توضح الوزارة الخميس تفاصيل الإجراءات المتخذة.
وأعلنت الناطقة باسم الوزارة آن ليني دالي ساندستن لوكالة فرانس برس، بالإمكان وصفها بالمساعدة المباشرة. إنها مساعدة مالية وليست مساعدة إنسانية دفعت لوزير المالية الفلسطيني سلام فياض لتسديد رواتب الموظفين.
وتشترط بروكسل وواشنطن قبل تطبيع علاقاتها مع الحكومة الفلسطينية أن تستوفي ثلاثة شروط فرضتها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) وهي التخلي عن العنف والإعتراف بالإتفاقات المبرمة مع إسرائيل والإعتراف بالدولة العبرية.
وقال ستويري إن الوضع الخطر في غزة عائد لعدة أسباب، لكن اليأس وتفاقم الأوضاع الاجتماعية تدفع إلى اتجاه سيء. فمن المهم جدًا أن يمنح المجتمع الدولي السلطات الفلسطينية مساعدة اقتصاديةquot;.
وخلص إلى القول إنه من المهم أن لا تقتصر المساعدة على الجانب الإنساني الطارئ فقط بل يجب أن نساهم أيضًا في دعم حسن إدارة المؤسسات الفلسطينية وهي مرحلة نحو إقامة الدولة الفلسطينية.