صحيفة تشيكية: أميركا أدارت ظهرها للاجئين العراقيين

مدريد: قالت وزيرة الخارجية الأميركية الجمعة إنّ فريقا ثلاثيا يضم مسؤولين أميركيين وأتراكا وعراقيين، بصدد العمل من أجل تخفيف حدة التوتر بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية. وحتى قبل أسبوعين، كان هناك 150 ألف جندي تركي منتشرين على أو بالقرب من الحدود التركية العراقية، فيما شن مقاتلو حزب العمال الكردستاني هجمات في المنطقة مخترقين الحدود إلى داخل المناطق التركية الجبلية.

وقالت رايس quot;نحن قلقون لاستخدام حزب العمال الكردستاني الأراضي العراقية (لشنّ) هجمات ضد تركياquot; وذلك في معرض حديثها إلى الصحافيين من مقر إقامتها في مدريد، حيث تؤدي زيارة لإسبانيا.

وزيادة على ذلك، قالت رايس إنّ واشنطن وأنقرة يعقدان quot;محادثات مكثفةquot; على جميع المستويات وأنها تحدثت قبل أسبوع فقط مع نظيرها عبد الله غول. وأضافت أنّ المبعوث الأمريكي الخاص الجنرال المتقاعد جوزيف رالتسون يعمل بصفة دائمة مع تركيا بشأن هذه المسألة.

وردا على سؤال يتعلق بموقف بلادها في حال قامت تركيا بعمل عسكري في العراق، قالت رايس quot;لن يساعد الاستقرار في العراق أن نشهد نزاعا جديدا على هذه الحدود من هذه الجهة أو تلك، ولكن نحن حقيقة نعمل عن كثب مع الأتراك.quot;

على صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الاميركية ان زيارتها الى مدريد quot;اصلحت العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة واسبانيا.quot; وهذه أول زيارة لمسؤول أميركي في إدارة بوش منذ تولي حكومة الاشتراكيين السلطة في البلاد. وشهدت العلاقات بين الدولتين تدهورا حادا بعد سحب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه رودريجز ثاباتيرو القوات الاسبانية من العراق.

وقال وزير الخارجية الاسباني ميغل انخيل موراتينوس: quot;اليوم اصبحت العلاقات مع الولايات المتحدة عادية تماما بعد الاضطرابات التي شهدتها، والتي نعرفها كلناquot;. غير أنه لا تزال هناك خلافات قائمة، ومن بينها مسألة علاقات أسبانيا بكل من كوبا وفنزويلا، فاسبانيا منفتحة على الحوار مع حكومة فيدل كاسترو.

وكانت رايس قد عبرت عن quot;رفض بلادهاquot; استعداد اسبانيا للحوار مع كوبا. لكنها قالت بعد الزيارة: quot;لاسبانيا نظرة مختلفة حول كيفية دمقرطة كوبا، لكننا تحدثنا اليوم عن وجوب التعبير عن رأينا، وهو ضرورية تحول ديموقراطي في كوبا، لان الشعب الكوبي يستحق ذلك.quot;

كما عبرت الولايات المتحدة الاميركية عن غضبها إزاء صفقة أسلحة تمت بين أسبانيا والرئيس الفنزويلي هوجو تشافز، الذي تعتبره واشنطن عامل عدم استقرار في أميركا اللاتينية.

وكانت الولايات المتحدة قد وجدت نفسها قبل ثلاث سنوات أمام تغيير فجائي في أسبانيا حيث خسر رئيس الوزراء المحافظ، خوسيه ماريا أثنار، الذي كان حليفا قويا وصديقا حميما للرئيس الامريكي جورج بوش، الانتخابات العامة، بعد أيام من مقتل 191 شخصا في هجمات ضد قطارات في مدريد حمل الاسلاميون المتشددون مسؤوليتها. وربط عدد كبير من الاسبان بين التفجيرات ومشاركة بلادهم في الحرب على العراق. وقد وصف رئيس الوزراء الجديد غزو العراق بأنه غير قانوني وقام بسحب قواته من هناك. ومنذ ذلك الوقت لم تعد العلاقات الاميركية-الاسبانية كسابق عهدها.