أسامة مهدي من لندن: قررت الحكومة العراقية اليوم أن يعتبر الثالث من شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام يومًا وطنيًا للعراق منهية الجدل السياسي حول هذا الأمر، بينما اغتال مسلحون أربعة صحافيين عراقيين بالقرب من مدينة كركوك الشمالية. وقال مكتب الناطق الرسمي للحكومة العراقية في بيان اليوم، إن مجلس الوزراء قرر إعتبار يوم الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام يومًا وطنيًا لجمهورية العراق، وأضاف أن إختيار هذا اليوم جاء لأنه يصادف ذكرى إعلان إستقلال العراق وإنتهاء الانتداب البريطاني عليه وإنضمامه عضوًا كاملاً في عصبة الأمم. وأوضح أن هذا اليوم سيكون عطلة رسمية في كل أنحاء العراق.
ويمثل تاريخ الثالث من تشرين الأول عام 1932 يوم قبول العراق عضوًا في عصبة الامم وانتهاء الانتداب البريطاني للعراق والذي بدأ منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1918.وكان العراق يحتفل قبل العام 2003 باليوم الوطني في السابع عشر من تموز (يوليو) وهو اليوم الذي سيطر فيه حزب البعث عام 1968 على الحكم في العراق. وبعد سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان (أبريل) عام 2003 قرر مجلس الحكم العراقي المنحل، إعتبار ذلك اليوم الذي دخلت فيه قوات التحالف بغداد، يومًا وطنيًا لكن القرار جوبه باعتراضات قوية من قبل العديد من القوى السياسية والاجتماعية والدينية على هذا التاريخ الذي أدى إلى خروج تظاهرات في انحاء عديدة من البلاد مطالبة بالغاء هذه المناسبة والتي يرى فيهاغالبية العراقيين يومًا للإحتلال.
وعلى صعيد آخر، أعلن مصدر أمني مسؤول في شرطة كركوك الشمالية عن مصرع أربعة صحافيين بينهم صاحب امتياز صحيفة أسبوعية محلية في هجوم شنه مسلحون على سيارتهم قرب ناحية الرشاد جنوب غرب كركوك اليوم .وقال المصدر إن مجموعة مسلحة تستقل سيارة من دون لوحات، هاجمت اربعة صحافيين كانوا في مهمة صحفية قرب ناحية الرشاد ( 25كم )جنوبي غربي كركوك. وأضاف ان المسلحين اعترضوا السيارة التي كانت يستقلها الصحافيون الأربعة وفتحوا نيران اسلحتهم الرشاشة عليها، مما ادى إلى مصرعهم على الحال.
وأوضح أن من بين الصحافيين الأربعة المغدورين، الصحافي والكاتب رعد مطشر رئيس مؤسسة الرعد الإعلامية وصاحب امتياز صحيفة quot;العراق غدًاquot; الاسبوعية التي تصدر في كركوك وهو ايضًا رئيس فرع اتحاد الادباء والكتاب في المدينة . وأضاف أنباقي القتلى هم quot;عماد عبدالرزاق العبيدي (كاتب في مؤسسة الرعد ) وعقيل عبدالقادرالوائل (صحافي) ونبراس عبدالرزاق العبيدي (سائق) حيث تم نقل الجثث الأربع إلى مركز الطب العدلي في مستشفى كركوك العام.
يذكر أن مطشر كان ساهم في تاسيس الملتقى الثقافي العراقي في مدينة كركوك عام 2006، وتولى رئاسة عدد من الصحف منها quot;صوت التأميمquot; وquot;الوحدةquot; الناطقة باسم تجمع الوحدة الوطني، وكانت صحيفة quot;العراق غدًاquot; آخر صحيفة ترأس تحريرها إضافة إلى كونه صاحب امتيازها. يذكر ان مايزيد على 170 صحافيًا عراقيًا لقوا مصرعهم منذ غزو العراق عام 2003 حتى الآن. ويعد العراق، بحسب تقارير منظمات دولية متخصصة، من أكثر دول العالم خطورة على حياة الصحافيين.
وكانت نقابة الصحافيين العراقيين قد طالبت الحكومة مرارًا بتوفير ظروف عمل آمنة للصحافيين إلا أن نداءاتها لم تلق آذانًا صاغية حتى الآن فيما يتواصل مسلسل قتل الصحافيين العراقيين على مرأى ومشهد من العالم أجمع.
التعليقات