قال: المعارضة اعترضت على ورقة تقدمت بها
الحريري: لا بديل للحوار والجلوس إلى طاولة واحدة

بيروت: دعا رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري المعارضة إلى الحوار لأنه لا يوجد بديل للحوار والجلوس إلى طاولة واحدة لمناقشة كل القضايا والمسائل المختلف عليها، وأبدى استعداده للدخول في هدنة إعلامية إبتداءً من يوم غد الأحد وفتح صفحة جديدة لتهيئة الأجواء لبحث النقاط التي طرحها الأمين العام للجامعة العربية والإستحقاقات المقبلة على لبنان. وأضاف النائب الحريري في مقابلة أجرتها معه المؤسسة اللبناني للإرسال مساء اليوم، أن ما يطرح بشان قيام حكومة ثانية في لبنان هو تهميل بتهويل، متهمًا النظام السوري بنصب هذا الفخ الذي يخدم اسرائيل وحدها دون سواها. وفي ما يلي نص المقابلة:

- من أفشل المبادرة العربية والإتفاق الذي حكي عنه؟

- عندما استشهد النائب وليد عيدو طالبت الحكومة في وقتها بتدخل الجامعة العربية، لأن الوضع على الحدود اللبنانية- السورية ودخول الأسلحة والإرهابيين والتدخل السوري في لبنان، وصل الى مرحلة لم يعد باستطاعة لبنان تحملها، وتقدمت الحكومة بطلب على هذا الأساس وانعقدت الجامعة العربية. وعندما جاء وفد الجامعة والذي ضم المملكة العربية السعودية وقطر وتونس ومصر والأمين العام للجامعة إلى لبنان، ومعهم جدول اعمال يتضمن: أمن لبنان واستقراره والحوار بين اللبنانيين وكذلك الوضع السياسي والتشنج الداخلي. وبدأت الاجتماعات بين الأمين العام والوزراء مع السياسيين والقادة. وفي إحدى المراحل حمل الأمين العام اقتراحًا من الرئيس بري وعرضه علينا ووافقنا عليه مع قوى 14 آذار، لأننا فعلاً نريد الحل ونريد الحوار. وقلنا منذ اللحظة الأولى بضرورة حصول الحوار وانه يجب على اللبنانيين أن يتحاوروا لأن عدم وجود الحوار ليس لمصلحة أحد. فهل من المعقول ألا يتحاور اللبنانيون مع بعضهم ؟.

ثم إن هناك الكثير من الامور التي تخطيناها. فالمحكمة الدولية اقرت في مجلس الامن، وحكومة 19+11 وافقنا عليها، وبقيت عدة امور، منها الضمانات والاستقالة وغيرها، ثم فوجئنا بأنهم يريدون العودة عن القرارات التي اتخذتها الحكومة .

الجامعة العربية والدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، نحن نقول لن هذه الحكومة شرعية فكيف يريدوننا ان نتراجع عن القرارات التي اتخذتها الحكومة التي يعترف بها كل العالم ويقول إنها الحكومة الشرعية ؟ ثم إن الرجوع عن هذه القرارات ماذا يعني، او مناقشتها ؟ ليس هناك نقاش في هذا الموضوع. هذه الحكومة شرعية.

- ما هو الهدف من هكذا طلب؟ هل الوصول إلى قرار المحكمة ونسفه؟

- من الواضح أن هدفهم المحكمة الدولية. بالأمس قال أمين عام الجامعة، إنه كان هناك اقتراح الرئيس بري الذي يتضمن حكومة وحدة وطنية وانتخابات رئاسية في موعدها ومعالجة السلاح الفلسطيني. هذا أول اقتراح وحصل اعتراض من قبل المعارضة على الورقة التي تقدموا بها هم انفسهم. ثم قدمت الينا ورقة ثانية من قبل حزب الله ووافقت عليها قوى 14آذار بشكل سريع جدًا لأننا نريد حلاً. فنحن نريد حكومة وحدة ويهمنا أن تحصل الانتخابات الرئاسية في موعدها ويهمنا كذلك الامن والاستقرار. هنا اختلف النص وتبنت الجامعة العربية مع الدول الممثلة العناوين الأساسية في هذين الاقتراحين اللذين وضعوهما. ونحن وافقنا من دون أي تحفظ أو شروط ، لأن المهم ان نصل الى مناخ من الحوار بين اللبنانيين. انا مددت يدي للحوار وما زلت اطلب الحوار. ولكن هناك أمرًا أن الرئيس بري طلب الحوار عندما كنا على وشك التوجه الى القصر الجمهوري للتظاهر بوجه رئيس الجمهورية. وقد وافقنا على الحوار وذهبنا الى طاولة الحوار. لماذا عندما نطلب نحن التوجه الى طاولة الحوار لا يوافقون؟ بأي حق؟ وكيف يفسرون ذلك للبنانيين ؟

- هل تعتقد ان هناك ضغوطًا تمارس عليهم ؟

- كل الضغوط تأتي من الخارج، لا احد يحمي اللبناني الا اللبناني، ولا احد سيحمي اهل الشمال او الجنوب او اهل بيروت او البقاع إلا اللبنانيون. ثم ان نائب الرئيس السوري هدد في تصريحه بإغلاق الحدود بسبب احداث نهر البارد وهي تبعد عن الحدود 140 كلم. فهذه حجة اقبح من ذنب. هذا النظام أرسل رسالة الى بعض حلفائه هنا، ويمكن انهم أربكوا، واليوم سمعت انه لأننا أدخلنا موضوع الرئاسة في موضوع الحكومة تراجعوا عن اقتراحاتهم .

- حكي انكم قدمتم كأكثرية مقايضة بين الحكومة ورئاسة الجمهورية وهذا ما أدى إلى تعطيل الإتفاق؟

- نحن لم نقايض في أي يوم وخلال التشاور رفضنا المقايضة بين الحكومة والمحكمة، فمطلب المحكمة كان اساسيًا وكذلك الحكومة والرئاسة. ثم إن الرئاسة ليست بعيدة كثيرًا، وماذا كان المطلوب، الفقرة قالت بتهيئة الأجواء لانتخاب رئيس جمهورية في الموعد الدستوري. المعارضة طلبت حذف هذه الجملة ،هم لا يريدون سماع هذا الموضوع، لماذا؟ أو أنهم لا يريدون وضع كلمة في quot;موعدها الدستوريquot;. كلا ، نحن نحترم هذا الموقع، وانا اقول كرئيس تيار المستقبل إن موضوع رئاسة الجمهورية موضوع اساسي في البلد، وهذا الاستحقاق يجب ان يتم في موعده، ونحن مع حلفائنا نسلم في هذ الموضوع.

- كيف تفسر رفض الرئيس بري لورقة جاءت من عنده؟

- انا حتى الآن لم افهم لماذا، وكذلك هناك طرف آخر من المعارضة نفسها قدم ورقة ثم تراجع عنها. أنا ما اقوله إن الوفد العربي تبنى لبنان، وقال إن لبنان شأن عربي، وإن الجامعة العربية لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه لبنان، لماذا وضع العصي في الدواليب؟ لماذا لا نستطيع الذهاب الى حوار؟ انا اقول انه يجب ان يحصل حوار. انا دائما لدي امل، ولبنان بأسوأ أيامه بقي واقفًا، والشعب بقي واقفًا يناضل ويرفض الركوع لأحد. وهؤلاء الذين يعملون ضد لبنان، فاروق الشرع ورئيسه يحاولان أن يقولا للبنان انه ليس لديه امل، هم ليس لديهم امل، نظامهم ليس لديه امل .

- انت تقول فاروق الشرع او النظام السوري او الرئيس السوري، في وقت قيل ايضًا ان من اصدر الحكم هو السفير الاميركي فيلتمان على الوساطة العربية ؟

- نحن في 14 آذار وافقنا على اول اقتراح وعلى ثاني اقتراح، ونحن وافقنا على حكومة 19+11 .

- حكي ان السفير خوجه كانقد أعطى ضمانات واتفق هو والسيد نصرالله على حكومة 17+13 ؟

- هذا غير صحيح، لقد حصل كلام، والمعارضة قالت إنها تريد 17+13 .

- هذا اقتراح الرئيس السنيورة ؟

- الرئيس السنيورة اقترح بيانًا وزاريًا جديدًا يكون فيه تأييد لباريس -3 و1701، والنقاط السبع وتنفيذ مقررات الحوار الوطني. فلا نقول إن السلاح الفلسطين خارج المخيمات يتطلب 6 أشهر، وبعد سنة يحصل تعتيم من قبل الأطراف اللبنانية، فإقتراح الرئيس السنيورة واضح وصريح . بيان وزاري جديد مع حكومة جديدة. هم قالوا اننا نريد توسيع الحكومة من دون بيان وزاري جديد، نحن وافقنا على 19+11. فلنجلس الى طاولة الحوار. بعد أسبوعين نحن ذاهبون الى باريس. كنا قد جلسنا هنا وتحدثنا في هذه النقاط المدعومة من الجامعة العربية. أنا أقول إن المعارضة يمكن انها اخطأت تكتيكيًا، ولكن يجب أن نعاود الحوار ولا نغلق الأبواب. ويجب ان يبقى الأمل ويجب ان تبقى الجامعة متبنية للبنان .

- ألم تطلب من الوفد العربي الذهاب مباشرة الى سوريا ؟

- انا برأيي إن الوفد العربي أعلن من هو الذي يحاول التعطيل، وفي أي حال سيرفع الوفد تقريره للقادة العرب بكل ما حصل في هذه المشاورات مع المسؤولين في لبنان، والقادة العرب لديهم أساليبهم وطريقتهم لكي يتحركوا. ما أريد قوله انه في آخر المطاف يجب ان نجلس على الطاولة، وهناك مسألة اساسية قالها عمرو موسى، وهي أن الذي يحصل وكأنه يريد أن يأخذ القرار عن الإرادة اللبنانية، وأنا بودي الطلب من المعارضة ان نعود الى طاولة الحوار .

- هل ان فشل الوساطة العربية يعني ان خيار الحكومتين اصبح محتمًا ؟

- كلا ، انا اقول انه ليس هناك شيء محتم، ولم ننتهِ بعد. موضوع الحكومتين كله تهويل بتهويل، هناك محاولات لزج المعارضة من أطراف إقليمية وخاصة النظام السوري، فمن سيستفيد ؟هل سيستفيد الرئيس لحود؟ الرئيس لحود يقول انه سيعمل هذا الامر ثم يذهب الى بيته او سيسافر إما الى مونتي كارلو او سيذهب الى دولة عربية ربما قطر. وأنا متأكد ان حزب الله والجنرال عون والرئيس بري لديهم كفاية سياسية ليعرفوا أن هذ فخ .

- من ينصب هذا الفخ ؟

- النظام السوري هو من ينصب هذا الفخ، ومن يتمنى ان يحصل هذا الفخ هو اسرائيل. ماذا تريد أفضل من ذلك اسرائيل ؟. كيف ستضرب المقاومة وتيار المستقبل وامل وكل الساحة اللبنانية ؟ هذه الساحة التي تتوحد عند مواجهة العدوان الاسرائيلي. فإسرائيل تشجع على ذلك وهناك مفاوضات مع الجانب السوري و كلام بأنهم سيسمحوا للمستوطنات بأن تبقى في الجولان إذا حلت الأمور .

- كلام الوزير الشرع عن انه لديهم حلفاء في لبنان اقوى من الموجودين في السلطة وهم لم يستعملوا بعد كامل قوتهم ؟

- لا أريد ان اقول ان حزب الله قوي او تيار المستقبل قوي، لكل وجوده السياسي ولكل مده الشعبي، ومكانته السياسية داخليًا وخارجيًا، في لبنان او عند الشعب السوري، ونحن نعرف ان الشعب السوري يحب تيار المستقبل ويحب رفيق الحريري، ولذلك هذا الكلام جزء من التهويل، وضمنه إغلاق الحدود والحديث عن خراب لبنان، ولكن يجب ان يفهم النظام السوري أننا لا نخاف الا الله وحده .

- هل يمكن للمعارضة أن تستعمل قوة اكثر ؟

- لقد رأينا ماذا حصل في 23 و25 كانون الاول الماضي، ورأينا مدى خطورة ما حصل .هذه هي الفتنة، هل يريدون فتنة؟ انا برأيي ان السيد حسن نصرالله أذكى من ذلك ونحن أوعى من ذلك، والقيادات الباقية أوعى من ذلك ،لن ندع فاروق الشرع يقول لنا ماذا يجب ان نعمل ؟ عليهم ان يخرجوا المثقفين والإعلاميين من سجونهم ويتركوا في السجون الإرهابيين الذين يطلقونهم علينا .

- ماذا يقول النائب الحريري الى السيد نصرالله والرئيس بري والجنرال عون .؟

- انا ادعوا الى الحوار، رفيق الحريري قال انه لا يوجد احد اكبر من البلد، لا حزب الله ولا التيار العوني ولا تيار المستقبل، ولو كلفنا الحوار حياتنا، يجب ان يحصل الحوار، ويجب ان نصل الى اتفاق. من هو سعد الحريري او حسن نصرالله او نبيه بري او العماد عون وسمير جعجع امام لبنان. لذلك انا اقول انه لا يوجد بديل عن الحوار والجلوس، لأنه لدينا استحقاقات، هناك استحقاق رئاسي ومن بعده استحقاق الحكومة الجديدة، فعلينا تهيئة الأجواء وأنا على استعداد من الغد للدخول بهدنة إعلامية وتهيئة الأجواء للنقاط التي تحدث عنها عمرو موسى .انا اليوم أريد فتح صفحة جديدة لان اللبنانيين يجب ان يعلموا بأننا لن نستسلم الى عدم حصول حوار. نحن نريد الحوار والتكلم مع بعضنا، وعلى الطرف الآخر أن يعرف أننا موجودون، كما نحن نعرف بأنهم موجودون. لن نفقد الأمل ولبنان باق والشعب باق والأرز باق.