سعيد الجابر من الرياض: إنالغائب عن المجالس السعودية لعدة أشهر،يستطيع أن يقيس مقدار التغير الكبير الذي طرأ على نوعية الأحاديث المتداولة داخلها بعد أن خلّفت تحركات البورصة وارتدادات المؤشر وهبوط الشركات القيادية آثارًا بارزة، على خلفية انهيارات شباط (فبراير) 2006 الماضي ما قد يثير العجب، فلم يعد لهيئة السوق المالية منازعون ومناضلون، بل أصبح ذلك بجملته يدور حول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ونظرًا للإرتباط الاجتماعي الوطيد بالأحداث المثيرة للجدل ، جعلت لهيئة الأمر بالمعروف النصيب الأكبر والسهم القيادي الذي يعبّر عنه مرتادي البورصة بـ(الفقاعة) في أحداث المجالس، إذ لا يستطيع المتجول بين اختلاف الثقافات الفكرية في حديث المجالس السعودية من الخروج عن موضوع الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف)، وذلك على خلفية الأحداث السابقة التي نتجت عن أخطاء فردية داخل مراكزها .

جاء ذلك بعد خروج نائب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إبراهيم بن سليمان الهويمل على قناة اليوم التابعة لشبكة أوربت وقناة الإخبارية السعودية، في محاولة للخروج عبر وسائل الإعلام وإنهاء الإغلاق الذي تميّز به جهاز الهيئة أمام وسائل الإعلام، ما جعل التعقيبات التي تلي الظهور الإعلامي تسيطر على توجّهات الأحاديث، بين مؤيد ومعارض، يجعل للأغلبية المحافظة في السعودية ردود فعل نتجت على خلفية التحامل من الأطراف المتنازعة حول أخطاء وتجاوزات هذا الجهاز.

وتبلغ حصيلة من يمثّلون هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية في السعودية ) بما يقارب خمسة آلاف عضو، يجوبون أغلبهم المجمعات التجارية والأسواق والطرقات ويقومون بواجب حراسة الآداب العامة ومحاربة الكحول والمخدرات كما تقول أهداف الجهاز الديني المثير للجدل.

وشهدت السعودية مؤخرًا في مناطق متفرقة سلسلة حوادث تعرض لها مواطنون ومقيمون، وأدت إلى وفاة رجلين وامرأة بسبب إجراءات القبض أو الاعتقال، الأمر الذي جعل الرأي العام السعودي يقدّم حديث المجالس عن أخطاء أفراد الهيئة الدينية بدلاً من قرارات الهيئة المالية في وقت سابق من العام الجاري.

يُذكر أن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز قد نفى نية الوزارة دمج جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الأجهزة الأخرى في وزارة الداخلية مثل الشرطة ومكافحة المخدرات وغيرها، وأكد على أن جهاز الهيئة قائم منذ تأسيس الدولة وركن من أركان الإسلام يجب أن يبقى ويعزز ويطور، كما أشار إلى ضرورة أن لا يلتحق أحد بالهيئة إلا بعد حصوله على دورات تؤهله للعمل بهذا الجهاز.

وقال في حديث سابق لصحيفة الرياض السعودية، إنه لا ينبغي تفسير مثل تلك الأخطاء على أنها أمور مقصودة، وquot;حالات الوفاة التي وقعت مؤخرًا أثناء تنفيذ بعض عناصر الهيئة عملهم قد تكون حدثت لأسباب أخرى ومتأكدون مئة في المئة أن الجهات المسؤولة في الهيئة ومراجع الأفراد لا يقبلون هذا والدولة لا تقبل هذا الأمر... والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يؤدي إلى إيذاء الإنسان بجسده أو حياته أو معنوياته، لذلك سننتظر وسنتبين كامل الحقائقquot;.