الياس توما من براغ : أكد أمين عام حلف الناتو ياب دي هوب شيفر بان الحلف يأخذ على محمل الجد تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوجيه الصواريخ الروسية نحو بولندا وتشيكيا في حال نشر الدرع الصاروخي الأمريكي فيهما .

ووصف في حديث أدلى به لصحيفة ملادا فرونتا التشيكية تصريح بوتين بهذا الشأن بأنه مرفوض وعقيم داعيا إلى التخلي عن استعراضات القوة الكلامية .
واعتبر اقتراح الرئيس بوتين بالاستفادة من الرادار الموجود في قاعدة عسكرية في أذربيجان بأنه اقتراح بناء غير انه رأى بأنه لا يشكل البديل عن الرادار الذي يتم التخطيط لوضعه في تشيكيا مؤكدا أن الحوار مع ذلك سيتواصل مع روسيا في هذا الشأن لان الروس بهذا الاقتراح حسب رأيه اعترفوا بشكل غير مباشر بأن التهديدات من قبل الدول المارقة موجودة وان الرادار يمكن أن يفيد في التصدي لهذه التهديدات .ورأى أن الأمريكيين يبذلون جهودا كبيرة كي يكون موضوع الدرع الصاروخي شفافا ومفتوحا ولذلك عقد في مقر الناتو اجتماعان لمناقشة هذه المسالة في إطار مجلس الناتو ــ روسيا .

وأكد أن موضوع الدرع الصاروخي الأمريكي هو قضية ثنائية بين الولايات المتحدة من جهة وبين بولندا وتشيكيا من جهة أخرى وان الحلف ليس له علاقة بالأمر غير أن الحلف قرر الأسبوع الماضي إعداد نظام للدفاع ضد الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى وبالتالي يمكن لهذا النظام أن يربط بالنظام الأمريكي الذي سيقام في تشيكيا وبولندا ويستهدف التصدي للصواريخ البالستية الطويلة المدى .
وتوقع أن تقر قمة حلف الناتو المقررة ربيع العام القادم في العاصمة الرومانية بوخارست هذا النظام الدفاعي الجماعي لحلف الناتو .
وردا على سؤال عن الموقف الذي سيتخذه الحلف في حال قررت روسيا حقيقة الانسحاب من معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا قال بأنه لا يصدق بان روسيا ستقدم على هذه الخطوة وان الحلف يعتبر هذه الاتفاقية بأنها تشكل العمود الفقري للأمن الأوربي بعد انتهاء الحرب الباردة ولذلك سيكون سعيدا لو تم الإبقاء عليها وقيام الدول الحليقة بالمصادقة عليها غيران روسيا قبل ذلك سيتوجب عليها الإيفاء بالتزامين وهما سحب قواتها من جورجيا ومن بودنيسترجي .

واعتبر أن اولوياته الآن كأمين عام للحلف تكمن في متابعه عملا البعثات العسكرية للحلف ولاسيما في أفغانستان وموضوع الدفاع الصاروخي المضاد معترفا أيضا بان تناقص الاعتمادات المالية المخصصة للشؤون العسكرية في دول الحلف تقلقه وأشار إلى أن دولا قليلة في الحلف الآن تلتزم بتخصيص 2% من قيمة الإنتاج القومي الإجمالي لها لشؤون الدفاع فيما بقية الدول ومنها تشيكيا لا تلتزم بذلك الأمر الذي يجعل الحلف يسير حسب قوله في الاتجاه غبر الصحيح .
ونبه إلى أن الاستمرار في هذا الأمر ستكون له تداعيات غير حميدة على موضوع الاستثمارات في قطاع التسليح وعلى مقدرات الحلفاء للانضمام إلى البعثات العسكرية التي ينفذها الحلف مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا من أكثر الدول قلقا في مسالة عدم التزام العديد من الدول بتخصيص الأموال اللازمة للدفاع خاصة وان فرنسا والولايات المتحدة هما من الدول القليلة في الحلف التي تلتزم بتخصيص الأموال اللازمة للقضايا العسكرية .