بهية مارديني من دمشق- وكالات: كشفت مصادر سورية عليمة أن مباحثات سورية ndash; فرنسية جرت وتجري من أجل العملمعًا على توفير اجواء هادئة في لبنان بما يؤدي إلى عدم تصعيد التوتر في هذا البلد، لأن الأمور فيه لم تعد تحتمل المزيد من الهزات السياسية والأمنية. وأشارت المصادر إلى أن اتصالات نشطة تجري عبر السفارة الفرنسية في دمشق والسورية في باريس، كما أن عددًا من الشخصيات زارت دمشق وباريس ونقلت عدم استبعادها حصول انفراجة واسعة النطاق في العلاقات بين الجانبين ولكن في وقت ليس داهمًا.
وعلقت المصادر على ما يقال عن أن باريس وواشنطن اتفقنا على عدم الخوض في حوار مع دمشق في هذه الفترة بأن مثل هذا الإعلان لا ينطوي على أكثر من رسالة تطمين لقوى الأكثرية في لبنان من أن عهد شيراك الذي كان طرفًا إلى جانبها لن ينقلب بين ليلة وضحاها إلى عهد من يقف على الحياد لأن فرنسا دولة مؤسسات وليس دولة تحكمها النزعات الشخصية الفردية.
ولفتت المصادر إلى أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ليس بعيدًا عن زيارة دمشق بهدف ترتيب العلاقات السورية الفرنسية التي ساءت إلى المستوى السياسي بشكل لم يسبق له مثيل بعد اغتيال الحريري.
واعتبرت أن تلميحات كوشنير لسوريا أنها تشكل دورًا سلبيًا في لبنان، انما جاءت مجاملة لوزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس التي تجد نفسها في ورطة بسبب فشل السياسة الخارجية الاميركية على مختلف الأصعدة، وتريد أن تسجل لنفسها الحزم من دون جدوى.
يذكر أن الرئيس الفرنسي ساركوزي استبعد بعد لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس أمس إمكان استئناف الحوار على مستوى رفيع مع سوريا في الوقت الراهن، في موقف نظر إليه المراقبون على أنّه رسالة تطمين إلى أصدقائه اللبنانيين، في ظل الحديث عن تقارب فرنسي ـ سوري، عززته دعوات إيطالية وتلميحات فرنسية في هذا الشأن، وسط مساءلة أميركية عن حقيقة النوايا الفرنسية تجاه دمشق.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون، بعد لقاء جمع ساركوزي ورايس على مدى ساعة، وهو الأول منذ أن تسلم الرئاسة، إنّ الرئيس قال لرايس إن، في الوقت الراهن، الظروف لإستئناف الحوار على مستوى رفيع مع السلطة السورية غير متوافرة.
التعليقات