كينيبنكبورت (الولايات المتحدة): يستقبل الرئيس الاميركي جورج بوش الاحد نظيره الروسي فلاديمير بوتين في دارته العائلية على شاطىء المحيط الاطلسي بهدف تعزيز الروابط الشخصية في محاولة لحل الخلافات العميقة بين البلدين.لكن معارضي بوش يعملون على التشويش على صورة quot;الصداقةquot; التي يتم التشديد عليها خلال هذا اللقاء الذي اطلق عليه اسم quot;قمة الكركندquot;، وهو الطبق الذي تشتهر به كينيبنكبورت (شمال شرق الولايات المتحدة).

وتجمع مئات المتظاهرين وهم ينشدون اغاني سلمية ويرفعون لافتات كتب عليها quot;اوقفوا الحرب، اعيدوا الجنودquot; مع المطالبة باقالة بوش ونائبه ديك تشيني.وقالت جميلة الشافعي المنظمة الرئيسية للتظاهرة quot;يجب اعادة الديموقراطية ومحاسبة بوش وتشيني لانهما اقحمانا في حرب لا اخلاقية وغير قانونية وعلى اعمال التعذيب وجرائم الحربquot;.وسيسير المتظاهرون بعد ذلك باتجاه دارة عائلة بوش الضخمة حيث ينتظر وصول بوتين عند الساعة 30،16 بالتوقيت المحلي (الساعة 30،20 ت.غ.).

وفي حين كان والد الرئيس الحالي يستقبل كبار هذا العالم في كينيبنكبورت عندما كان رئيسا للبلاد، فان بوتين سيكون اول رئيس دولة يستقبله بوش الابن في هذا المنزل المطل على المحيط.ويعول بوش على اجواء الاسترخاء وتأثير الكركند وربما على رحلة صيد سمك صباح الاثنين لتهدئة التوتر الذي شهدته العلاقات بين البلدين اخيرا.واتى هذا التوتر خصوصا نتيجة خطة الولايات المتحدة توسيع درعها المضادة للصواريخ في اوروبا.ولكن ثمة خلافات اخرى تشوب العلاقة بين البلدين التي باتت في ادنى مستوى لها منذ فترة طويلة، في مقدمها وضع كوسوفو وتوسع حلف شمال الاطلسي عند ابواب روسيا وانتقادات بوش لوضع الحريات في روسيا.

وقبل قمة كينيبنكبورت حاول الطرفان تبديد المخاوف من حصول حرب باردة جديدة.وقال بوتين قبل مغادرته روسيا quot;آمل ان يجري هذا الحوار مع هذا الشخص الذي اقيم معه علاقات جيدة لا بل ودية، في هذه الروح بالذاتquot;، موضحا quot;لو لم يكن الامر كذلك لما كنت مستعدا للذهاب ولما كنت دعيت في المقام الاولquot;.وتحدث البيت الابيض كذلك عن التعاون القائم بين البلدين في مواجهة التحدي الذي تطرحه ايران في المجال النووي على سبيل المثال.

وسيتطرق بوش وبوتين الى هذه المسألة خلال القمة التي تستمر اقل من 24 ساعة ويتخللها مناسبات خاصة وجلسات عمل.وسبقت قمة كينيبنكبورت محادثات اولى الجمعة بين الولايات المتحدة وشركائها في مجلس الامن وبينهم روسيا، حول الفكرة الاميركية باعتماد عقوبات جديدة على ايران تقضي بفرض ضريبة على البضائع الاتية من ايران والمتوجهة اليها على ما ذكرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاحد.

والهدف من هذا الاجراء منع نقل تجهيزات نووية او اسلحة الى ايران.وردا على سؤال حول احتمال ان يسعى بوش الى اقناع بوتين بفرض هذه العقوبات، اكتفى الناطق باسم البيت الابيض غوردون جوندرو بالقول ان quot;المسائل المتعلقة بايران ستبحث على الارجحquot;.لكن الطرفين شددا على ضرورة عدم توقع اختراق دبلوماسي كبير خلال اللقاء بين الرئيسين.

اما المتظاهرون فتوقعاتهم مختلفة quot;اننا امام اعينهم حتى لو انهم لا يسمعوننا فالعالم باسره يسمعناquot;، بفضل وجود وسائل الاعلام العالمية على ما اكدت شافعي.في المقابل، انتشر انصار للرئيس بوش في الطريق التي سيسلكها المعارضون حاملين الاعلام الاميركية ولافتات كتب عليها quot;ساندوا جنودناquot;.