رايس تدعو الاسرائيليين والفلسطينيين الى اغتنام فرص السلام

رايس تدعو العرب والاسرائيليين الى اغتنام فرص السلام

بعثة سعودية إلى العراق لبحث إعادة فتح سفارة ببغداد

رايس وغيتس في الشرق الأوسط لبحث وضع العراق

الرياض: أعربت المملكة العربية السعودية عن رغبتها في حضور مؤتمر السلام الخاص بالشرق الأوسط، الذي دعا الرئيس الاميركي جورج بوش إلى عقده في أواخر العام الجاري. وقال وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الأربعاء: quot;نحن مهتمون بمؤتمر السلام.. وعندما نتلقى دعوة من الوزيرة رايس للحضور.. عندما يحدث هذا، فإننا سنناقش الأمر وسنضمن مشاركتنا.quot;

وجاء هذا التصريح على لسان الفيصل، خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الأربعاء. وخلال المؤتمر الصحفي، دعا الفيصل إسرائيل إلى إثبات جديتها حيال مبادرة السلام العربية من خلال اتخاذ خطوات ملموسة والابتعاد عن الإجراءات الدعائية، كما طالب بحل سلمي للملف النووي في منطقة الشرق الأوسط، وكشف عن نية الرياض تعزيز علاقاتها الدبلوماسية ببغداد عبر فتح سفارة لديها.

وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي جمعه إلى نظيرته الاميركية، ووزير الدفاع روبرت غيتس في الرياض، ثاني المحطات التي يزورها الوفد الاميركي خلال جولته الشرق أوسطية، إن بلاده مرتاحة للتعاون الذي أبدته في إطار quot;مكافحة الإرهاب،quot; مبدياً استغرابه لتصريحات المندوب الاميركي في الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد التي انتقد فيها دور السعودية في العراق.

من جهتها قالت رايس، التي تتوجه وغيتس بعد الرياض نحو القدس للقاء المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، إن جولة مباحثاتها في السعودية مع الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل كانت مهمة ومثمرة.

ونفت رايس اعتبار صفقة الأسلحة المقدمة إلى عدد من الدول العربية خطوة في على طريق الحرب، مكررة ما سبق لواشنطن قوله، لجهة كون السلاح وسيلة لضمان أمن حلفائها في المنطقة، فيما قال غيتس إن المشاورات تناولت quot;شؤون الخليج والوضع في لبنانquot; وتمتين الشراكة الأمنية.

وقد عاد وزير الخارجية السعودي ليعلق على الأمر بإشارته إلى العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض، مؤكداً أن بلاده quot;لم تكن في تاريخها دولة عدوانية،quot; وبرر الصفقة بالقول إن السعودية، quot;تقع في منطقة محفوفة بالمخاطر وعليها حماية أمنها وأمن مواطنيها.quot;

وشدد الفيصل على أن زيارة رايس كانت فرصة لعرض كافة جوانب الدعوة الاميركية لعقد مؤتمر للسلام في الخريف المقبل، وقال إن اللقاء استعرض قضايا، quot;بناء الدولة الفلسطينية وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية وسبل حل قضايا اللاجئين الفلسطينيين والقدس.quot;وأكد الفيصل أن العرب، quot;عرضوا رؤيتهم للسلام،quot; داعياً تل أبيب إلى تجاوز الخطوات التي لا تخدم سوى الأغراض الدعائية وإثبات جديتها حيال العملية السلمية.

كما عبر الفيصل عن القلق جراء عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، وقال إن ما يحدث فيه quot;يؤثر على المنطقة ككلquot; وجزم بأن بلاده قامت بكل ما بوسعها لضمان أمن حدود العراق.

ولفت الفيصل إلى أن تسلل الإرهابيين يتم الآن من العراق باتجاه السعودية وليس العكس، رافضاً التطرق إلى موقف السعودية حيال تعاطي حكومة رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، مع الشريحة السنيّة في البلاد، وقال إن الحكم على هذا الأمر quot;يعود للشعب العراقي نفسه.quot;

وعدد الفيصل جملة خطوات قامت بها الرياض لتعزيز العلاقات مع بغداد، كتبادل الوفود والزيارات، كاشفاً أن وفداً سعوداً زار العراق لبحث افتتاح سفارة.وتجنب الوزير السعودي ذكر الملف النووي الإيراني بالاسم، مشيراً إلى أن المباحثات مع المسؤولين الاميركيين quot;درست الملف النووي وأهمية خلو منطقة الخليج من السلاح النووي وركزت على ضرورة حل المسائل المتعلقة بهذا الشأن بشكل سلمي.quot;

وحول الاتهامات التي ساقها المندوب الاميركي في الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، الذي كان يشغل منصب سفير واشنطن في بغداد حيال الدور السعودي في العراق، قال الفيصل: quot;تصريح خليل زاد أذهلني، لأنه كان متواجداً في المنطقة ولم اسمع منه انتقاداً، وربما تأثر رأيه بأجواء الأمم المتحدة، بعيداً عن العراق.quot;

وتطرق الفيصل إلى الملف اللبناني، قائلاً إن جهود تثبيت الاستقرار في هذا البلد لم تنجح بعد quot;رغم الدعم الاقتصادي والسياسي المقدم له،quot; ودعا أطراف الأزمة اللبنانية إلى حل مشاكلهم عبر الحوار.

كما رفض الإجابة عن سؤال يتعلق بموقف العاهل السعودي خلال القمة العربية الأخيرة في الرياض حين وصف الوجود الأميركي في العراق بأنه quot;احتلالquot; وقال إنه تعهد عدم التعليق على كلام الملك.

وكانت رايس قد فشلت الثلاثاء، خلال لقاء شرم الشيخ، من انتزاع أي وعود جديدة محددة من الدول العربية، التي شملتها المساعدات العسكرية الاميركية الأخيرة، للمساعدة في العراق.

وكررت الدول العربية المجاورة للعراق دعوتها لتحقيق الاستقرار في العراق، الذي تمزقه الانقسامات الطائفية والحرب منذ ما يزيد على أربع سنوات، والتي أسفرت عن مصرع الآلاف من العراقيين وهجرة الملايين منهم، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس: quot;أعتقد أننا نعرف طبيعة التزامات دول الجوارquot;، مضيفة أن مصر والدول الحليفة للولايات المتحدة تعمل من أجل تنفيذ التعهدات والوعود السابقة لتخليص العراق من الديون الدولية المفروضة عليه. وشارك في اجتماعات شرم الشيخ كل من الولايات المتحدة ومصر والأردن ودول الخليج العربية الست.