لندن: يدعو مايكل ويليامز ممثل الحكومة البريطانية المعين في الشرق الأوسط إسرائيل إلى بذل جهود أكبر لتحسين الحياة في الضفة الغربية المحتلة. يشغل ويليامز الآن منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط. وسيتسلم منصبه الجديد الشهر المقبل.
يقول ويليامز أيضًا إن على بلاده التواصل أكثر مع إيران وسوريا، وهما دولتان ليس للولايات المتحدة اتصالات مباشرة معهما. وكان قد عاد لتوه إلى مقره في المبنى المعروف بالبيت الحكومي في القدس من لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. والبيت الحكومي مكان ملائم للقاء ويليامز، سواء أكان في منصبه القديم أم الجديد، فالبيت الحكومي هو مقر بعثة الأمم المتحدة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية. وكان سابقًا مقر الانتداب البريطاني في فلسطين طوال العقود الثلاثة الماضية السابقة على عام 1948 وإعلان إسرائيل الاستقلال. وخلال القرن الماضي كان البيت الحكومي مسؤولاً عن كثير من الهزات التي ضربت المنطقة أو على الأقل يشعر بها.
ويصف مايكل ويليامز نفسه بـ quot;المتفائل بحذرquot; إزاء الدبلوماسية والاتصالات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويقول: quot;إن الأمور تبدو أفضل من أي وقت مضى خلال الأعوام السبعة الماضيةquot;، على الرغم من إقراره بـquot;أن بعضهم قد يقولون إن هذا لا يعني الكثيرquot;. ويحيى ويليامز ما يصفه بـquot; التواصل الشخصي القوي بصورة غير طبيعية بين إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي ومحمود عباس الرئيس الفلسطينيquot;.
لكنه يقول إن المهم الآن هو دفع العملية قدما قبل الاجتماع الكبير الذي دعا إليه الأميركيون في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وهنا يوجه ويليامز كلامًا قاسيًا للحكومة الإسرائيلية. فعلى إسرائيل ـ كما يقول ـ أن تبذل جهودًا أكبر للإبقاء على الرئيس عباس، خاصة في ضوء النكسة التي تعرض لها باستيلاء حركة حماس المنافسة له على قطاع غزة. ويضيف: quot; لقد كانت هناك بعض التحركاتquot; مشيرًا إلى إطلاق سراح 250 سجينًا والإفراج عن بعض عائدات الضرائب. لكن هذا quot;لا يكفي أبدًا، ففيما يتعلق بالقضايا الرئيسة كالبؤر الاستيطانية والحواجز العسكرية (التي ينصبها الجيش الإسرائيلي) عدا عن المستوطنات في الضفة الغربية لم نر أي تحرك كبير أو بالأحرى حقيقي من قبل الحكومة الإسرائيليةquot;.
سيكون مايكل ويليامز لدى استلامه منصبه الجديد مسؤولاً أمام غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني، بعدما كان مسؤولاً أمام الأمين العام للأمم المتحدة. وسيقوم بجولات عدة في أنحاء المنطقة، فعمله حيوي جدًا كما يعتقد. فلبريطانيا دور خاص في المنطقة كما يقول، بسبب مقعدها في مجلس الأمن الدولي، وتاريخها الطويل في المنطقة. والأكثر من ذلك فإن مشاكل هذه المنطقة تتردد أصداؤها داخل المملكة المتحدة ذاتها، بسكانها المسلمين، ولأنها المنطقة الأكثر تهديدًا للسلام والأمن الدوليين.

ولا يرغب مايكل ويليامز الانجرار إلى الحديث مباشرة عما إذا كانت السياسة البريطانية في المنطقة وثيقة الارتباط بالسياسة الأميركية في الأعوام القليلة الماضية. لكن حين يسأل عما إذا كانت بريطانيا ستقوم بدور في الاتصال بدول والحديث إلى شخصيات ـ قد تجد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي صعوبة في التحدث إليهاـ أشار إلى أن هذا قد يكون استفادة من مواطن القوة لدى البريطانيين.
فقد quot;كانت سياسة المملكة المتحدة نشطة دائمًا بالنسبة إلى إيران، عكس الولايات المتحدة التي قطعت العلاقات الدبلوماسية معها بعد الثورة الإيرانية عام 1979quot;. ويشير ويليامز إلى أنه قد سافر إلى إيران خمس مرات في الفترة ما بين عامي 2001 و2004، بصفته مستشارًا خاصًا لجاك سترو وزير الخارجية حينئذ. ويقول: quot;إن رئيس الوزراء (جوردون براون)ووزير الخارجية (دافيد ميليباند) يريان أن علينا التعامل مع دول كإيران وسورياquot;. ولا يساور ويليامز أدنى شك في حجم التحدي الكبير والملح الذي تمثله المنطقة. ويحذرquot; من أن أحد الأخطار الحقيقية في المنطقة هو انهيار الدول فيها. ففي العراق، وفي لبنان، وإلى حد ما في غزة نرى انهيار الدولة واستبدالها بميلشيات تتبنى عادة تأويلات متطرفة للإسلام، ولا تتورع عن استخدام الإرهاب إلى حد بعيدquot;.
فالتحدي أمام بريطانيا والمجموعة الدولية كما يقول هو quot;محاربة هذا النهج وضمان عدم تمكنه من المنطقةquot;.