17 فضيحة فساد خطرة خلال 15 شهرًا
أزمات تعجل لحظة التتويج الجنائزي لحكومة أولمرت
خلف خلف من رام الله: رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ليس سعيدًا هذه الأيام، فحكومته بانتظار أزمة جديدة، معقدة، وصعبة، تتألف فيها قضايا متداخلة، ومتشابكة قد تهز عرش الحكومة وتفككه، فالتقارير التي تبثها وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى قرب المواجهة بين أولمرت والمقربين منه في الحكومة والقضاء، وكذلك الجمهور الذي لا يمنحه في استطلاعات الرأي سوى الفتات من الثقة. يضاف إلى ذلك أن نتائج تقرير لجنة فينوغراد وسائر التحقيقات بشأن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العبريةتضعف موقف أولمرت وتعجل وضعه على طريق النهاية، التي يبدو أنها بدأت بالفعل.
إذ ذكر تقرير بثته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أن وزير المالية روني برعون المقرب من اولمرت ابلغ المراقب العام لوزارة المالية اهارون زليخة بأن إقالته من وظيفته ستدخل حيز التنفيذ بدءا من مطلع شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل.
وعقب زليخه على ذلك بالقول إنه لن يسمح لمجموعة من المتهمين بقضايا جنائية إنهاء المهمة الموكلة إليه، وهي المحافظة على خزينة الدولة، وقالت مراسلة التلفزيون للشؤون الاقتصادية نوعا جولد إن زليخة وبعض المنظمات والهيئات المهتمة بمحاربة الفساد ينوون التوجه إلى محكمة العدل العليا لمنع الحكومة من إقالة الموظفين المكلفين بمتابعة وكشف قضايا الفساد.
بينما رأى المحلل الإسرائيلي رافيف دروكر quot;إن المسعى الذي يقوده وزير المالية لإقالة زليخة يعتمد على حقيقة أن المذكور ليس موظفا مثبتاً، بل هو عامل بأجر بصفة متعاقد، وعليه فان منظمة العمال لا تستطيع الدفاع عنه، وتابع أن زليخة من ناحيته يعتمد على ما كشفه حتى الآن من حالات فساد خطرة جداً تطال الصف الأول، وهو يعتبر أن ايهود اولمرت هو quot;ملك الفاسدينquot;.
وأشار دروكر إلى أن زليخة يحارب عمليا نوعًا من المافيا الكبيرة والخطرة، إذ كشف خلال الخمسة عشر شهرا الأخيرة أي منذ أن تولى وزير المالية روني برعون منصبه سبع عشرة قضية فساد من النوع الخطر. وقال: quot;إن إحدى قضايا الفساد تلك متورط فيها كل من ايهود اولمرت وروني برعون وتلك القضية، هي أن عقداً كان قد وقع بين شركة الإخوة عوفير شركاء الحكومة بملكية مصافي النفط، وبين ايهود اولمرت عندما كان وزيرا للمالية إذ قام اولمرت بإضافة ثلاث كلمات إلى العقد الموقع بين الطرفين من اجل بيع أسهم الإخوة عوفير للحكومة.
ونوه بأن زليخة كشف تلك الكلمات في العقد المذكور، وهي تنطوي على قضية فساد كبيرة أقدم عليها وتورط بها اولمرت. وقارن بين وضع زليخة الذي وصفه بأنه يملك ما يكفي من الوثائق والدلائل على تورط اولمرت، كما كشف وضع الذين ادعوا سابقا بأن رئيس الحكومة السابق اريئيل شارون متورط بقضية فساد وشراء عقارات في جزيرة يونانية حيث هؤلاء لا يملكون وثائق رسمية، ولذلك لم يتمكنوا من إدانة شارون في المحكمة.
أما ليمور ليفنات عضو الكنيست، فقد دعت المستشار القانوني للحكومة لوقف إقالة اهارون زليخة لأنه يمثل الجمهور في مجال محاربة الفساد، وتطهير المراكز والهيئات العامة من تلك الظاهرة خاصة، وأن محاولة إقالته تأتي تنفيذا لرغبات البعض الذين يخشون أن تطالهم ماكينة مكافحة الفساد التي يقودها ويوجهها اهارون زليخة.
من ناحيته، قال المستشار القانوني للحكومة ميني مازوز: quot;إنه يؤيد قرار وزير المالية بأن مراقب الدولة أبدى تأيدا لتثبيت زليخة بمنصبه، ومهمته معتمداً على فتوى قانونية تدافع عن كاشفي حالات الفساد.
أولمرت وفضيحة جديدة اسمها quot;سديروتquot;
في غضون ذلك، تزداد الضغوط على أولمرت لوضع حد للصواريخ محلية الصنع التي تطلق من قطاع غزة صوب البلدات الإسرائيلية في الجنوب، ولا يستطيع أولمرت أو أي من وزرائه زيارة مدينة سديروت دون تحصينات وحراسات كبيرة، إذ سبق أن تمت مهاجمة أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني من قبل السكان الغاضبين هناك.
وعن الأزمة التي يعيشها أولمرت، أجرت القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي حوارًا مع روني ريمون وهو مستشار للشؤون الإستراتيجية، والذي قال: أعتقد أن هناك في سديروت يجري ويحصل ما يمكن تسميته بـ الفضيحة الكبرى إذ من المعقول والمشروع أن تعلن الحكومة، ونهائيا أن الرد المناسب على إطلاق صواريخ القسام هو بمهاجمة قطاع غزة، ووضع حد لإطلاق الصواريخ التي تواصل السقوط على سديروت وغيرها منذ سبع سنين وحتى الآن وخلال هذه الأعوام واصل الأهالي والمواطنون إرسال أولادهم إلى المدارس بدون ما يسمونه الآن إجراءات السلام الضرورية، وبالمقارنة مع تطورات طوال تلك السنوات فاني اشتم رائحة فضيحة كبيرة.
وأضاف:quot; إن هذا الوضع يدفعني إلى القول باننا حققنا مبدأ دولتين لشعبين فهناك دولة تل أبيب وشعبها ودولة سديروت وشعبها، وإن لم يكن الوضع كذلك فعلى المواطنين أن ينقلوا نضالهم ومعاناتهم إلى تل أبيب والقدس وداخل إسرائيل، والشرح للناس ما الذي يجري...، وعليه، نعم عليهم عدم إرسال أولادهم إلى المدارس يوم غد الأحد لأنهم بذلك يحققون رغبة الحكومة ويخففون عنها الضغوطات.
ورأى المستشار الاستراتيجي الإسرائيلي أن اولمرت يبذل أقصى ما لديه من الطاقة بهدف البقاء في الحياة السياسية والحكومية الإسرائيلية إذ انه يشعر باقتراب نهاية عقده، ويحاول تأخير هذه النهاية، وعليه فهو منهمك في إيجاد جدول عمل سياسي يعتمد على المفاوضات واللقاءات مع الجانب الفلسطيني.
التعليقات