أسامة مهدي من لندن : أبلغت المحكمة الجنائية العراقية العليا علي حسن المجيد ابن عم صدام حسين وأحد أركان نظامه السابق و سلطان هاشم أحمد وزير الدفاع في الجيش السابق وحسين رشيد التكريتي رئيس أركان الجيش السابق بأن عقوبة الإعدام ستنزل بهم السبت المقبل.

وقال بديع عارف عزت محامي نائب رئيس النظام السابق طارق عزيز وعدد من المعتقلين من رموز النظام السابق الليلة إن المدانين الثلاثة أخبروه هاتفيا أن المحكمة أبلغتهم بأن موعد تنفيذ عقوبة الإعدام سيكون السبت المقبل كما ابلغ راديو سوا. واحتج عزت الذي كان يتحدث من مقر إقامته في العاصمة الأردنية على تنفيذ الحكم بأنه سيجري من دون توقيع رئيس الجمهورية ومن دون أن يسمح لهؤلاء المدانيين برؤية ذويهم .

وقال quot;اليوم اتصل بي (المدانون) من المعتقل وقالوا لي أنه سينفذ حكم الإعدام يوم السبت .. ونحن من أبسط حقوقنا أن نرى عوائلنا .. وأنا الآن لا أستدل على عوائلهم .. وأريد أن أبلغهم. والمفروض المبادىء الإنسانية أو القانون يقول المحكوم بالإعدام يجب أن يرى عائلته قبل تنفيذ حكم الإعدا .

ورأى المحامي عزت أن تنفيذ حكم الإعدام سيكون غير قانوني ما لم توقع عليه رئاسة الجمهورية وقال quot;quot;ليرجعوا إلى القانون .. ما لم يقترن تنفيذ العقوبة بمكتب الرئاسة فالحكم باطل وخرق للقانون بشكل فاضح. يجب أن تصادق الأحكام من رئاسة الجمهوريةquot;.

وفي المقابل رد الناطق الرسمي باسم المحكمة الجنائية العراقية العليا منير حداد رد على تصريحات عارف قائلا quot;أحكام الإعدام في المحاكم الأخرى غير المحكمة الجنائية العراقية العليا يستطيع رئيس الجمهورية أن يخفف الحكم من الإعدام إلى المؤبد ومن ثم يحتاج تنفيذ حكم الإعدام إلى تصديق رئاسة الجمهورية. بالنسبة لقرارات محكمتنا المحكمة الجنائية العراقية العليا، المادة 27 كانت واضحة جدا حيث حددت أن لا يجوز لأي جهة تخفيف الحكم أو تعديله بما في ذلك رئيس الجمهوريةquot;.

وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا قد أشارت في مؤتمر صحافي للناطق باسمها الأربعاء إلى أن تنفيذ السلطات التنفيذية حكم الإعدام جائز في أي وقت بعد صدور حكم التمييز.

ويعتبر المدان الرئيسي في القضية حاليا علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية . والمدان الثاني سلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق اما الثالث فهو حسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي . وقد حكم على الثلاثة بالاعدام بعد تجريمهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية وابادة جماعية .

ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود عيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة quot;كيمائيةquot; على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.

وقد سميت الحملة quot; الأنفالquot; نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: quot; إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان quot;.