واشنطن، القدس: أفادت صحيفة quot;New York Timesquot; بالإشارة إلى مصدر في الإدارة الأميركية لم تذكر اسمه أن الطيران الإسرائيلي الذي وجه ضربة جوية إلى منطقة شمال شرق سورية ربما أصاب منشآت نووية سورية. وذكرت الصحيفة نقلا عن وزارة الدفاع الأميركية أن المقاتلات الإسرائيلية أصابت يوم الخميس الماضي هدفا واحدا على الأقل في شمال شرق سورية، ولكن المعلومات عن طبيعة الهدف الذي تعرض للقصف غير متوفرة حتى الآن.
وتعتقد الأوساط الرسمية في واشنطن أن الهدف المحتمل يمثل مستودعات للأسلحة تعتقد الحكومة الإسرائيلية أن إيران ترسلها إلى quot;حزب اللهquot; عبر أراضٍ سورية. وأشار مصدر في إدارة الرئيس الأميركي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي قام في الآونة الأخيرة بطلعات فوق أراض سورية بغية تصوير منشآت نووية مفترضة .
وابقت اسرائيل الاربعاء على التعتيم الاعلامي حول العملية العسكرية التي نفذتها في الاراضي السورية الخميس الماضي على الرغم من تصريحات مسؤولين ونشر معلومات صحافية حول هذا الموضوع.وذكرت صحيفة عربية اسرائيلية الاربعاء ان الطيران الاسرائيلي شن غارة على قاعدة صواريخ سورية-ايرانية الاسبوع الماضي في سوريا.
ونقلت صحيفة quot;الصنارةquot; عن مصادر اسرائيلية قولها quot;ان الطائرات الحربية الاسرائيلية قصفت قواعد عسكرية ايرانية (سورية) مشتركة في شمال سوريا وعلى ما يبدو فقد دمرتها كلياquot;.واوضحت الصحيفة ان quot;الحديث يدور عن قاعدة صواريخ سورية ايرانية وان ايران هي التي تمول هذه القاعدةquot;.
وفي واشنطن قال مسؤول عسكري اميركي الثلاثاء طالبا عدم الكشف عن هويته ان اسرائيل شنت غارة جوية في سوريا على الارجح بهدف تحذير دمشق من عدم اعادة تسليح حزب الله الشيعي.وقالت شبكة quot;سي ان انquot; الاميركية ان الطيران الاسرائيلي استهدف شحنة اسلحة.وافادت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاربعاء ان اسرائيل قامت في الاونة الاخيرة بطلعات جوية استطلاعية فوق سوريا والتقطت صورا لما يحتمل ان يكون منشآت نووية يعتقد مسؤولون اسرائيليون انها قد تكون جهزت بمعدات من كوريا الشمالية.
وكتبت الصحيفة ان مسؤولا في الادارة الاميركية ومسؤولين اسرائيليين يعتقدون ان كوريا الشمالية قد تكون ترسل بعض معداتها النووية الى سوريا.وقال مسؤول رفض الكشف عن اسمه للصحيفة ان quot;الاسرائيليين يعتقدون ان كوريا الشمالية تبيع ايران وسوريا ما تبقى لديهاquot;.
وخلافا للعادة امتنع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك عن اجراء اي مقابلة بمناسبة الاحتفال برأس السنة اليهودية مساء الاربعاء.وحده الرئيس شيمون بيريز ادلى بتصريح حول هذا الموضوع دون ان يقدم اي تفاصيل عن العملية العسكرية.وقال بيريز للاذاعة الاسرائيلية العامة quot;المشكلة في هذه القضية ليس السرية بل اقتراح اسرائيل اجراء مفاوضات مباشرة مع سوريا وهذه الرسالة لم تتغير خلال الاسبوعquot;.
وحذر بيريز من quot;ان المشكلة الرئيسة مع سوريا هي لبنان. علينا ان نعرف ما اذا سيكون لبنان لبنانيا ام ايرانيا. يدعم السوريون حزب الله ويمدونه بالاسلحة وطالما استمروا على هذا النهج ستسود اجواء من التوترquot;.من جهته قال وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان quot;على سوريا استخلاص الدروس من الماضي وتغيير موقفها لتجنب سقوطها بايدي ايرانquot;.
واكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للصحافيين بعد ان انهى زيارة لاسرائيل والفلسطينيين، انه حاول الحصول من محاوريه الاسرائيليين على مزيد من المعلومات quot;لكنه لم ينجحquot; في مسعاه.
وقال كوشنير في القدس quot;اذا كان صحيحا كما يعتقد الان، انها (اسرائيل) قصفت شحنة اسحلة كانت تنقل عبر سوريا الى حزب الله يمكننا ان نفهم الدافعquot; وراء العملية.
واضاف quot;الجميع في لبنان يعلم ان شحنات كبيرة من الاسلحة تنقل عبر الحدود السوريةquot;.وتعليقا على اصداء العملية العسكرية الاسرائيلية، نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن ضباط كبار قولهم ان الرئيس السوري بشار الاسد لا ينوي الرد بشن حرب.
واضافت الاذاعة ان quot;قواتنا المنتشرة على هضبة الجولان مستعدة لمواجهة اي احتمالquot;. وتابعت ان قرار الحكومة عدم شن عملية في قطاع غزة بعد اطلاق الفلسطينيين صاروخا من قطاع غزة الاثنين اوقع 69 جريحا بين الجنود الاسرائيليين في قاعدة جنوب اسرائيل، يعود الى حد كبير للتوتر القائم على الحدود مع سوريا.وقالت الاذاعة ان هجوما كبيرا في غزة سيستلزم قوات قد يكون نشرها على الجبهة الشمالية مع سوريا ضروريا.وكانت سوريا اعلنت ان دفاعاتها الجوية اطلقت النيران على طائرات حربية اسرائيلية انتهكت مجالها الجوي فجر الخميس.
وقدمت سوريا الثلاثاء شكوى لدى الامم المتحدة بعد quot;الخرق الفاضحquot; لمجالها الجوي من قبل مقاتلات اسرائيلية الاسبوع الماضي مؤكدة انها القت ذخائر على الاراضي السورية.
وتوقفت المفاوضات بين سوريا واسرائيل في كانون الثاني/يناير 2000 بعد ان تعثرت بسبب مطالبة دمشق باستعادة كامل هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في 1967 وضمها في 1981.
وقبل شهرين دعا اولمرت الاسد الى التفاوض معه مباشرة quot;في اي مكان يختارهquot; في مقابلة بثتها قناة العربية.