لا يسمّيه لكنه يحدد مواصفات لا تنطبق إلا عليه
البطريرك الماروني يفضل ميشال إده رئيسًا
للمزيد من الأخبار تابعوا ملف لبنان يبحث عن رئيس
إيلي الحاج من بيروت:
كل الأطراف في لبنان يصرحون أنهم يقفون خلف بطريرك الموارنة نصرالله صفير في ما يريده ويقرره بشأن إنتخابات رئاسة الجمهورية، لكن البطريرك يصرّ في المقابل على عدم الدخول في التسميات تحاشيًا، كما يقول، لتكرار تجربة سابقة، تجربة حصلت عام 1988 عندما quot;تورطquot; في ورقة بناء على إلحاح الوسطاء تضمنت خمسة أيام ولم تأخذ دمشق بها في تلك الحقبة وعرضت إسما واحدًا حمله المبعوث الأميركي ريتشارد مورفي مع تحذير: مخائيل الضاهر أو الفوضى، ورفض أقطاب الموارنة الضاهر فكانت الفوضى الدموية ممثلة بما جرى في عهد حكومة الجنرال ميشال عون الإنتقالية. لكن للبطريرك سببًا آخر في موقفه اليوم، وهو أنه لا يريد أن يدخل موقعه في نزاعات وتجاذبات مع مرشحين للرئاسة لن يرضوا في النتيجة بقراره، ولا سيما منهم الجنرال عون.
وبعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لصفير في المقر البطريركي في بكركي، الإثنين، كاشف بري سائليه بأنهما تناولا في حديثهما الذي استغرق 45 دقيقة مواصفات الرئيس العتيد وليس أسماء. ومن هذه المواصفات ألا يكون من قوى 14 آذار/ مارس المناهضة لسورية ولا من قوى 8 آذار المتحالفة معها، وألا يكون تبوؤه موقع الرئاسة تحديًا لأحد أو يثير اعتراض أحد، ويكون خبيرًا ذا تجربة في الرئاسة. وهذه مواصفات شبه تعجيزية في الواقع السياسي اللبناني الشديد الإصطفاف والحدة.
وانطلاقًا من هذه المواصفات، أخذ سياسيون لبنانيون يدققون في ما تسرّب من معلومات فحواها أن ثمة أكثر من قائمة بأسماء مرشحين مرت ببكركي، تتقاطع في المنسوبة منها إلى البطريك عند اسم الوزير السابق ميشال إده .
وكانت معلومات صحافية ذكرت أن ثمة ثلاث قوائم تعكف الجهات المعنية على العمل عليها: اللائحة الأولى منسوبة اإلى البطريرك صفير تتضمن أسماء: وزير المال السابق دميانوس قطار، والسفير السابق في واشنطن سيمون كرم، والوزير السابق ميشال اده، والرئيس الحالي للرابطة المارونية رئيس اتحاد المصارف العربية جوزف طربيه. واللائحة الثانية منسوبة إلى الرئيس بري وتتضمن أسماء النائب والوزير السابق جان عبيد وقائد الجيش العماد ميشال سليمان و... الوزير السابق ميشال اده، إلى جانب إسم الوزير السابق دميانوس قطار.
أما قائمة مرشحي قوى ١٤ آذار/مارس فتتمحور على أسماء المرشحين المعلنين: النائب السابق نسيب لحود، والنائب بطرس حرب، وبدرجة أقل النائب روبير غانم. وليس بعيدًا عن هذه القوى وزير العدل شارل رزق، و( ربما) إذا استدعت الظروف، أو سمحت، تسير هذه القوى في ترشيح الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميّل.
ويقول عارفو البطريرك لـ quot;إيلافquot; إن الرجل يدرك الحساسية التي يثيرها السفير كرم ابن جزين الجنوبية لدى الرئيس بري، ويعي أن الوزير السابق قطار لا يزال في مقتبل العمر ويلزمه مزيدًا من التمرس السياسي، وأن طربيه دخل الشأن السياسي العام حديثًا وخبرته اقتصادية بالدرجة الأولى على غرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومشكلة لبنان أوسع وأعقد من المسألة الإقتصاديةndash; المالية. ويبقى الوزير السابق السابق ميشال إده الذي فرض عليه صفير فرضًا قبل ثلاث سنوات أن يتولى رئاسة الرابطة المارونية لمدة سنتين كي يعيد تنظيمها. ويجزم هؤلاء العارفون أن مرشح البطريرك الحقيقي هو ميشال إده الذي يرتاح إليه صفير كثيرًا ويثق به، والذيquot;مرت الرئاسة تحت أنفهquot; لخلافة الرئيس الراحل الياس سركيس- على ما قال عنه مبعوث الرئيس الأميركي رونالد ريغان فيليب حبيب، قبل الإجتياح الإسرائيل عام 1982 وترشح الرئيس بشير الجميّل- لكن صفير لن يسميه وسيترك للآخرين أن يحزروه ويوافقوا أو لا يوافقوا عليه.
ويردد أحد الساسيين أنه أشار مرة أمام البطريرك إلى تقدم ميشال إده في السن ( 79 عامًا)، فأجابه البطريرك متعجبًا: quot;لكنه أصغر مني بسبع سنينquot;.

وأوردت تقارير صحافية أخرى أن البطريرك الذي يرفض اقتراح انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتينفي انتظار أن تتبلور معالم الحل في المنطقة وتهدأ الأوضاع اللبنانية، ربما يتجاوب في نهاية المطافمع مساع إلى حل توفيقي يقضي بانتخاب رئيس لست سنوات، بشرط ان يتعد ضمنًا الإستقالة على أثر الانتخابات النيابية العامة التي ستجري بعد سنتين، مع الاحتفاظ بحقه في اعادة ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة. أما الرئيس الإنتقالي الذي يطرحه الساعون إلى هذا الحل الموقت فهو... الوزير السابق إده. هل يقبل صفير بتقييد الرئيس العتيد؟ وهل يقبل بقية الأطراف بحل موقت أقله، على قياس ميشال إده، الكبير؟