بهية مارديني من دمشق: استضافت دمشق الحاخام اليهودي مارك غوبن رئيس قسم الاديان والدبلوماسية في جامعة جورج ميسن وجمعته في ندوة مساء أمس مع الشيخ الدكتور عبد الرزاق مؤنس باحث ومفكر اسلامي، والشيخ حسين شحادة رئيس منتدى المعارج لحوار الاديان، والاب الياس زحلاوي كاهن ومؤسس جوقة الفرح، والقس ادوار عوابدة راعي كنيسة يسوع نور العالم، وذلك للحديث عن quot;الاحتلال وعلاقة وتاثير الحوار الثقافي والديني في مكافحة العنف quot;، ونظمت الندوة المحامية هند قبوات رئيسة النادي السوري الكندي للسيدات، واستضافت الندوة الاكاديمية السورية للعلاقات العامةquot; الخاصةquot;وشارك من الضيوف بمداخلات قصيرة السفير عبد الوهاب بلوقي سفير المغرب في دمشق، ووائل سواح وهو كاتب سوري، وفارس عطار رئيس الاتحاد السوري الكندي، وماسة المفتي من مشروع مسار، والدكتور جورج جبور خبير لدى مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة، والدكتور علي عتقي مؤسس وعضو مجلس ادارة الجامعة العربية والاوروبية وسحر ابو حرب رئيسة مركز كوكب اللاعنف ورأس الندوة رامز طعمه وهو مغترب سوري وهند عبيدين.
واعتبرت عبيدين بعد كلمة صغيرة للدكتور نزار ميهوب رئيس الاكاديمية ان القضاء على العنف ليس مستحيلا، ومن جانب اخر ان مقاومة الاحتلال احد بنود الشرعية الدولية .
الشيخ مؤنس قال نريد ان نفصل بين الدين والتدين بين النص والشخص بين الحقيقة وحامليها وان نرى الفرق بين الشخص والنفس وشدد ان المشكلة ليست في الدين السماوي لان الله قد خلق الانسان ليكرمه وكل مانجده الان من عنف واحتلال من صنع اصحابه وهذه فعائل النفس الامارة بالسوء.
الاب زحلاوي قال لم ياتنا منن الغرب أي خير والسلطة مفسدة قلما يفلت منها انسان مالم يكن مشحونا بقدرة الهية.
القس عوابدة شدد على ان ندرك الفرق بين السياسيين والمؤمنين المتجددين والمهم نعرف ان هناك انفصال حقيقي بين الدين والسياسة وقال من الخطأ ان نفسر مايقوم به جورج بوش انه بدافع ديننا ومن الخطأ ان نرى الولايات المتحدة الاميركية دولة مسيحية، لافتا من جانب اخر الى ان هناك الكثير من الخيرين في الغرب.
مارك غوبن اكد انه اذا اراد أي مجتمع ان ينبذ العنف فعليه ان يساوي في الفرص والامل وقال ان السبب الاخر للعنف هو أشكال الاستغلال التي تم فيها استغلال الناس عبر التاريخ اولئلك نشأوا دون حب وهناك امكانية لتغيير دماغ الناس ليقوموا بما هو صحيح وايجابي.
واوضح يجب اعادة صياغة دماغ البشر بعيدا عن سوء الممارسات التي تجري مثلا في العراق وافغانستان، مشيرا الى انه من يمارس ضده العنف سيمارسه ضد الاخرين، وافاد بوجوب عدم تداخل الدين مع القوة، وقال انه يجب ان ننظر الى الاسباب الحقيقية للصراع ولنعمل خطوة خطوة لازالة اثار الاحتلال والاذلال والفقر واستغلال السلطة.
الشيخ شحادة اشار الى انه ثمة حضارة سورية وثقافة سورية في الحب والتسامح والحق في الاختلاف تتجذر من خلالها حضارة عريقة وازمة العنف الديني ازمة ملتبسة في التدين وازمة ملتبسة في شخصية رجل الدين وتاويلات النصوص الدينية وسؤال المستقبل الذي يجب ان نطرحه أي مستقبل لادياننا واي مستقبل لهويتنا، ةاعتبر انه يجب ان نصحح منهج التفكير في حوار الاديان ونرقى به الى حوار موضوعه الانسان ويجب ان ننهي عصر تنميط الصورة الدينية.
وقال انه قرأ قصائد اشعار اليسار الاسرائيلي وقصائد شعراء الانتفاضة فوجد قصائد اليسار لاتقل وجدانية عن شعر الانتفاضة الا ان الفارق ان قصائد اليسار تجعل من الأم الفلسطينية والطفل الفلسطيني ضحية فيما تجعلهما قصائد الانتفاضة ابطالا.
واشار الى ان تداعيات الحروب تؤثر على أمهات ونساء جميع الأطراف.
ثم فتح باب المداخلات والاسئلة في الندوة، وكان واضحا تصاعد الهجوم على بوش وانتقاد زيارة بوش الاخيرة الى اسرائيل وتصريحاته هناك، واعتبر محاورون ان بوش حاول الغاء القرار الاممي 194 في حق اللاجئين في العودة الى اوطانهم، كما تمت مناقشة وعد بلفور، والتفريق بين اليهودية والصهيونية، ورغم انها ليست الزيارة الاولى للحاخام غوبن الذي زار دمشق مرارا ويعرف الشعور الشعبي والجو العام، الا ان تصاعد حدة النقاش والهجوم الكبير على الولايات المتحدة واسرائيل وتفنيد كل ماقاله حول هجرة اليهود الى اسرائيل جعلته للمرة الأولى يخرج غاضبا عند نهاية الندوة رغم محاولاته الدائمة الرد بتوازن كداع للسلام.