القدس، وكالات: بدأت طواقم المفاوضات الإسرائيلية والفلسطينية مباحثات الوضع النهائي الإثنين عقب تخويل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بدئها الأحد، تأتي بعد أقل من أسبوع من لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش بالقياديين، وبعد قرابة سبعة أسابيع من مؤتمر أنابوليس الذي رعته الولايات المتحدة بهدف التوصل لإتفاقية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي قبيل إنتهاء ولاية بوش. وتلتقي وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي ترأس الوفد الإسرائيلي، بأحمد قريع، رئيس المفاوضين الفلسطينيين في القدس الاثنين، وفق الناطق باسم ليفني، آريه ميكل. وقال ميكل إن اللقاء ربما سيبحث قضايا إجرائية بشأن المفاوضات، وليس القضايا المحورية الشائكة.
وإستغرق الامر نحو سبعة اسابيع لبدء ما يسمى بمحادثات الوضع النهائي والتي اعلنت خلال مؤتمر للسلام عقد تحت رعاية الولايات المتحدة في انابوليس بولاية ماريلاند الاميركية مما يؤكد العقبات التي تواجه بوش في التوصل لاتفاقية لاقامة دولة في اخر 12 شهرا له في الرئاسة. وقال مسؤولون ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي ترأس وفد التفاوض الاسرائيلي واحمد قريع رئيس المفاوضين الفلسطينيين سيلتقيان في القدس لاجراء اول محادثات تهدف الى معالجة اصعب القضايا وهي حدود الدولة ومصير القدس واللاجئين الفلسطينيين .
وتضم القضايا الرئيسية والخلافية بين الجانبين: حدود الدولة، ومصير القدس، واللاجئين الفلسطينيين، والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والأمن ومصادر المياه. وجاء الاتفاق على بدء المفاوضات بين الجانبين بعد ثلاثة أيام من زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية التي تعهد خلالها بالتوصل إلى اتفاق للتسوية النهائية بين الجانبين خلال العام الحالي، وقبل نهاية ولايته الرئاسية، مؤكداً في الوقت نفسه أن الدولة الفلسطينية quot;أصبحت على الطريق.quot; وقال بوش في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس، في رام الله: quot;إنني أتعهد بتوقيع اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بنهاية ولايتيquot;، مؤكدًا أن الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قادران على إقامة دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب.(التفاصيل)
وعلى صعيد متصل، جدد عباس، مساء الأحد، رفض مبدأ الدولة ذات الحدود المؤقتة، مشدداً على ضرورة حل جميع قضايا الحل الدائم دون تأجيل أي منها. ووصف عباس زيارة بوش إلى الأراضي الفلسطينية بالناجحة والهامة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية quot;وفاءquot; وأوضح أن الحديث خلال الزيارة تركز على نقطة أساسية وهي الاستيطان، حيث أبدى للجانب الأمريكي رفضه التحرك للمفاوضات وعمليات الاستيطان الإسرائيلي مازالت جارية. وقال عباس إنه تباحث مع الرئيس الأميركي عن المفاوضات، والقضايا التي سيشملها التفاوض، وهي القدس والاستيطان واللاجئين والحدود والأمن والمياه، مضيفاً: quot;وأكدنا أننا لا نقبل تأجيل أي من هذه القضايا المترابطة مع بعضها البعض.quot; وتابع : quot;اتفقنا على ثلاثة مسارات، الأول يتعلق بمفاوضات الحل النهائي، والثاني يتعلق بتطبيق خطة خارطة الطريق، والثالث يتعلق بالوضع الاقتصادي والأمني في الضفة الغربية.quot;
ويريد عباس اتفاقية سلام نهائي تمكنه من اعلان قيام دولة فلسطينية بحلول نهاية 2008. وقال عباس يوم الأحد ان كل القضايا ستناقش وانه ابلغ بوش ان الفلسطينيين لن يقبلوا تأجيل اي من قضايا الوضع النهائي. ولكن المحادثات المهمة بشأن قضايا مثل القدس قد تعرض حكومة اولمرت الائتلافية للخطر.وهدد حزب اسرائيل بيتنا اليميني بالانسحاب ربما هذا الاسبوع. وكان من المفترض ان تبدأ اول محادثات حول الوضع النهائي منذ سبع سنوات بعد فترة قصيرة من مؤتمرالسلام الذي رعته الولايات المتحدة في انابوليس . ولكن الفلسطينيين طالبوا اسرائيل اولا بان تلتزم بوقف كل الانشطة الاستيطانية كما هو مطلوب في ظل خطة السلام المعروفة باسم quot;خارطة الطريقquot; المتعثرة من فترة طويلة.
وتحت ضغوط اميركية رد اولمرت بوقف اعمال بناء جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية ولكنه لم يلغ خططا لبناء مئات المنازل الجديدة في منطقة بالقرب من القدس معروفة للاسرائيليين باسم هار حوما وللفلسطينيين باسم ابو غنيم. وقال اولمرت ان بوش اكد له اثناء زيارته ان الفلسطينيين بحاجة الى الوفاء بالتزاماتهم الامنية في ظل خارطة الطريق قبل تنفيذ اي اتفاق سلام. وليس من الواضح كيف يمكن لعباس او اولمرت ابرام اتفاق. ولايتمتع عباس بسلطة كبيرة خارج الضفة الغربية بعد ان سيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو حزيران.
ويمكن ان يواجه اولمرت الذي اضعفته حرب لبنان في عام 2006 دعوات جديدة للاستقالة في نهاية الشهر الجاري عندما تصدر لجنة تحقيق تقريرها النهائي بشأن الصراع. وعلى الرغم من ان بوش وصف التوسع الاستيطاني بانه quot; عقبةquot; فهناك شكوك حول مدى الضغوط التي يمكن ان يمارسها على اسرائيل الحليفة له لتقديم تنازلات. وكان قد نشب خلاف حاد بين اولمرت ووزير الحرب ايهود باراك حول طريقة ازالة النقاط الاستيطانية العشوائية. وقالت مصادر مقربة من باراك انه يجب استنفاد جميع امكانيات التفاوض والحوار قبل اللجوء الى ازالة هذه النقاط بالقوة.
التعليقات