تمكن من جمع الجميّل وعون والحريري... لعلّ وعسى
عمرو موسى يحدث ثقباً في جدار الأزمة اللبنانية

إيلي الحاج من بيروت: نجح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في إحداث ثقب في جدار الازمة اللبنانية ، لعل وعسى يتوسع هذا الثقب ويصبح ثغرة ثم بابا للحل، على قاعدة بيان وزراء الخارجية العرب المتضمن ثلاث نقاط، اولها انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وثانيها قيام حكومة وفاق وطني لا استئثار فيها للغالبية ولا تعطيل فيها للمعارضة، وثالثها اعداد قانون جديد للانتخابات.

وتمثل هذا التطور بترتيب اجتماع بين الرئيس أمين الجميّل والنائب سعد الحريري عن قوى 14 آذار/ مارس ، والنائب الجنرال ميشال عون عن قوى 8 آذار / مارس . وشارك الرئيس الجميّل على أساس ان الاستحقاق ماروني في الدرجة الاولى، في حين شارك النائب الحريري لتأكيد أن لا مشكلة لدى قوى الغالبية في التفاوض مع الجنرال عون نفسه.

وقد وصلت إلى ساحة البرلمان حيث عقد اللقاء مواكب وهمية ضمت شخصيات من الموالاة والمعارضة. واشارت معلومات الى ان الاجواء كانت ايجابية ربما يؤدي الاجتماع إلى نتائج تسهل الامور قبل توجه موسى الى دمشق ظهر غد.

وكانت مصادر مشاركة في اجتماع قريطم الذي جمع مساء امس الامين العام للجامعة عمرو موسى بقادة قوى 14 آذارم مارس الرئيس امين الجميل، النائب سعد الحريري، النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع كشفت أنهم هابلغوا موسى انهم في المبدأ ليسوا ضد عقد لقاء مع الجنرال عون بصفته ممثلا للمعارضة، ولكن يجب الحصول من المعارضة على جواب واضح عن جدول اعمال الإجتماع والهدف المرجو منه، اضافة الى التعهد بالتزام تام بضرورة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، مشترطين عدم خروج الحوار عن بنود المبادرة العربية الواضحة والصريحة. والمفترض ان يكون الإجتماع تركز على طريقة انتخاب العماد سليمان عملا بالمبادرة العربية وكيفية توزيع المقاعد والحصص بين فريقي 8 و14 آذارم مارس والتوافق على قانون انتخابي جديد.

وحصل موسى خلال لقاء صباح اليوم مع الجنرال عون على جواب جزئي عن الاسئلة التي حملها اياه قادة الغالبية ، مما دفعه الى التصريح لاحقا أن الافق بات مفتوحا، ونشط خط المساعي لعقد الإجتماع بعد الظهر.

وترى اوساط الغالبية في التصعيد الذي بدأت تلوّح به المعارضة، وكان اول الغيث الحملة المنظمة التي تستهدف البطريرك الماروني ، امرا طبيعيا نتيجة الضغط الدولي الذي تتعرض له سورية ويرمي إلى تحسين شروطها في زمن التفاوض. وقد سبقت هذه الحملة وصول موسى الى بيروت واستمرت مع وصوله في ظل مواقف عربية لافتة صدرت اخيرا واكدت ان القرار العربي لا ينص على الثلث المعطل، مما حمل سورية على رفع الصوت لتنفيس الضغط الذي تتعرض له ومطالبة السعودية بالتدخل لهذه الغاية.
وتختم هذه الاوساط بالاشارة الى ان اخراج لبنان من ازمته مرتبط بانعقاد القمة العربية في اذارم مارس المقبل وحتى هذا الموعد فإن دمشق ستبذل اقصى ما في وسعها للحصول على مكاسب لتحسين موقعها.

وكان الإنطباع تزايد في لبنان بأن بأن المبادرة العربية ستصل الى ما وصلت اليه المبادرة الفرنسية ولن يكون في مقدورها احداث اختراق في جدار الأزمة رغم انخفاض سقفها السياسي من تأمين انتخاب العماد سليمان رئيسا، الى تأمين عقد لقاء بين ممثلي الموالاة والمعارضة . إلى درجة أن الإهتمام اتجه إلى مرحلة ما بعد quot;فشل المبادرة العربيةquot; وما ستكون عليه الخطوة التالية بعد اجتماع القاهرة نهاية الشهر: هل ستكون في الداخل اللبناني في اتجاه مزيد من التأزم السياسي والأمني والاجتماعي ما يدفع الى البحث عن حلول من نوع آخر، أم تكون في الخارج وفي اتجاه البحث عن ضغوط ومداخلات دولية جديدة؟ وهل صحيح ما يتردد ان الأزمة اللبنانية في طريقها إلى التدويل عبر وضع مجلس الأمن يده عليها؟

وكانت قوى المعارضة الحليفة لسورية ركزت على quot;الانحياز العربيquot; الواضح الى معسكر الأكثرية بدليل منحى تصريحات وزيري خارجية مصر والسعودية. فالوزير أحمد أبو الغيط ألمح الى تسمية الطرف الذي عطل ولم يسهل الاتفاق، والى تحديد المسؤوليات ومعاقبة من يعرقل، وتحدث عن انتخابات نيابية جرت عام ٢٠٠٥ أسفرت عن غالبية وأقلية، و الأمير الوزير سعود الفيصل دعا سورية صراحة الى ممارسة ضغوط على حلفائها للسير في التسوية العربية.

لذا اعتبرت المعارضة ان المبادرة العربية ليست متوازنة بدليل انها أعطت الصوت المرجح في الحكومة التي تدعو اليها للموالاة.
وتخشى المعارضة الدفع في اتجاه التدويل بحجة فشل التعريب ،وتحميل سورية مسؤولية تعطيل الحل العربي واعاقة الانتخابات الرئاسية مقدمة لفرض عقوبات عليها من الباب اللبناني. وبالتالي تكون سورية التي جرى تدفيعها ثمن التمديد للرئيس اميل لحود مهددة بتدفيعها ثمن تعطيل انتخاب العماد سليمان، لكن السيناريو الدولي يجري هذه المرة في ظل أوضاع داخلية لبنانية متغيّرة تجعل ان التدويل خطرا جدا ويهدد بتفجير الوضع اللبناني.