اعتدال سلامه من برلين: بشكل غير متوقع زاد الاهتمام منذ مطلع العام الحالي بملفات الشتازي اي المخابرات السرية الالمانية الشرقية، حتى ان المهتمين بها ليسوا من اللذين يريدون معرفة من تجسس عليهم خلال الحكم الشيوعي بل شباب يهدفون الى تحليل فترة النظام البائد، ايضا مخابرات سرية لدول اخرى.

وزادت نسبة الاقبال على تقديم طلبات للاطلاع على الملفات او تفحصها حوالي 60% حسب الادارة المشرفة على هذا الارشيف المهم لانه يكشف عن الطرق الخفية والغريبة التي سلكتها المانيا الشرقية من اجل التجسس على مواطنيها او اشخاص في الخارج.

والملفت للنظر ان الاهتمام من الجانب الاميركي ليس اقل من غيره على الرغم من ان الحكومة الالمانية سعت جاهدة بعد الوحدة الالمانية كي تستعيد اجزاء مهم من ارشيف الشتازي لكنها تمكنت في استراجع جزء بسيط بينما الجزء الاهم والاكبر ومن ما سمي بالملف الخشب الورديquot; rosenholzquot; ظلت الولايات المتحدة محتفظة به ويتضمن معلومات فائقة الاهمية عن انشطة جواسيس المانيا الشرقية في العالم مازالت المانيا تجعل اسمائهم .

والجدير بالذكر ان الحكومة الالمانية عندما كان مقرها بون حاولت بمختلف الطرق استرجاع ملفات الخشب الوردي من واشنطن لانها كانت تريد القاء الضوء وكشف الاشخاص الذين تعاونوا مع المانيا الشرقية ومازالوا مجهولين منهم من تغلغل او مازال يعمل في الوزارات والحكومات السابقة .

ولقد توفر لعملاء المخابرات السرية الامركية امكانية الحصول على ملفات الشتازي من بينها ملفات الخشب الوردي من الفوضى التي عمت في برلين قبل وبعد الوحدة بين عامي 1989 و1990 ، لانها كانت تبحث بدورها عن عملاء عملوا لحساب النظام الشيوعي في الخارج من المان واجانب. وملف الخشب الوردي يحتوي على 13 الف اسم جاسوس عمل في الولايات المتحدة نفسها لسنوات طويلة.

واحتدم النقاش قبل اعوام قليلة بين المنسق للمخابرات في ديوان المستشارية ارنست اورلاو وادارة المخابرات السرية الاميركية سي اي اي لاصرارها على الاحتفاظ بالمعلومات المهمة مما اعاق المانيا معرفة نوع عمل الجواسيس، واكد اولاو على ان الملفات لا يجب الاحتفاظ بها في مكان غير مكانها بالاكراه.

وفي اواخر القرن الماضي تقدم رئيس مكتب حماية الدستور فريش يومها بطلب خاص من رئيس المخابرات السرية الاميركية تانر لاسترجاع الملفات كاملة فوعده بتفهم الموقف الالماني لكنه برر التأخير بان حكومة بلاده تحتاج الى وقت من اجل اعادة تفحص كل الاسماء.

والقسم الذي اعادته واشنطن بعد سنوات الى برلين ليس كافيا للكشف عن جواسيس المانيا الشرقية سابقا، بل تضمن اسم حوالي الف جاسوس، لكن يبدو ان برلين اكتفت بهذا القدر لانها لم تعد تتقدم بطلبات لاسترجاع الملفات خاصة كامل ملف الخشب الوردي.