غزة: بدأت مصر يوم الجمعة اغلاق حدودها مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لكن ناشطين فلسطينيين فتحوا ثغرة جديدة باستخدام جرافة في تحد للقاهرة وللحصار الاسرائيلي.
وهللت حشود فلسطينية بينما كان نشطو حماس يستخدمون الجرافة لهدم اجزاء من الحاجز الخرساني المزود بسلاسل. وفي مشهد بث حيا على شاشات التلفزيون في أنحاء العالم كانت شرطة مكافحة الشغب المصرية تراقب من بعيد بينما يتدفق مئات الاشخاص على مصر.
وقتلت الغارات الجوية الاسرائيلية في ليلة الجمعة أربعة ناشطين فلسطينيين في بلدة رفح بجنوب قطاع غزة حيث قام ناشطون من حماس بتفجير وفتح السور الحدودي يوم الاربعاء مما سمح لعشرات الالوف من الفلسطينيين بعبور الحدود الى مصر لشراء سلع نفد مخزونها في القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون نسمة.
كما اندلع العنف في الضفة الغربية المحتلة حيث قتلت قوات اسرائيلية فتى فلسطينيا بعد يوم من قيام نشطين فلسطينيين بقتل شرطي حدود اسرائيلي وتسللهم الى مستوطنة يهودية قرب بيت لحم.
وأعلن الجناح المسلح لحركة حماس مسؤوليته عن عملية التسلل التي قتل فيها مهاجمان فلسطينيان.
ويفتح سقوط حاجز رفح ثغرة جديدة في جهود تدعمها الولايات المتحدة لكبح نفوذ حماس وتعزيز سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد نحو ثمانية اشهر من سيطرة الحركة الاسلامية على القطاع.
وقالت اسرائيل انها شددت حصارها لغزة في الاسبوع الماضي لمواجهة اطلاق الصواريخ عبر الحدود بعد غضب دولي وتم استئناف امدادات الوقود والمساعدات جزئيا.
وقال مسؤولون اسرائيليون ان عباس الذي تقتصر سلطته على الضفة الغربية المحتلة يزمع الاجتماع يوم الاحد مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في اطار مساعيه للمضي قدما في محادثات السلام رغم الانتكاسات.
ونتيجة لضغوط من الولايات المتحدة واسرائيل للسيطرة على الموقف اصطفت قوات مكافحة الشغب المصرية على الحدود وبدأت وضع اسلاك شائكة واسوار متصلة بسلاسل حديدية لمنع مزيد من سكان غزة من دخول الاراضي المصرية.
وتواجه الحكومة المصرية موقفا صعبا وحساسا. فهي لا تريد ان ينظر اليها على انها تساعد اسرائيل في حصارها لغزة لكنها تخشى من امتداد نفوذ الاسلاميين والاثار التي ستترتب على عودة فلسطينيين بدون وثائق.
ودعا بعض كبار المسؤولين الاسرائيليين وهم يتحدثون عن انتهاك الحدود الجنوبية لغزة الى قطع الروابط الباقية مع اراضي القطاع الساحلي ونقل الاعباء الى مصر.
وزادت التوترات عندما القى بعض الفلسطينيين في الحشد الحجارة على الشرطة المصرية التي ردت باستخدام الهراوات وخراطيم المياه. ومع تزايد التوتر بدأت حماس في نشر قواتها على الحدود في غزة.
وقال أحد الفلسطينيين الذين القوا حجارة ويدعى محمد المصري وعمره 20 عاما quot;لدي شقيقان مازالا داخل مصر. يجب الا يغلقوا الحدود الى ان يعود الجميع.quot;
وقالت قوات الامن المصرية لحشود الفلسطينيين من خلال مكبرات الصوت ان الحدود ستغلق في الساعة الثالثة بعد الظهر (1300 بتوقيت جرينتش) لكن مصدرا أمنيا قال ان الاوامر لم تصدر بعد لاغلاق المنطقة بالكامل.
وقالت مصادر من حماس ان الحركة قررت فتح جزء جديد من الحاجز الحدودي لزيادة الضغط على مصر من اجل منح حماس دورا في تحديد كيفية ادارة الحدود في المستقبل.
ويطلب عباس دعما أمريكيا واسرائيليا لتولي السيطرة على كل المعابر الحدودية وهي خطوة تأمل حماس في منعها.
وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس ان الحركة تصر وتحث الاخوة المصريين على ضرورة ان تكون هناك الية لمرور الاشخاص والسلع من خلال معبر رفح بطريقة قانونية ومنظمة.
ومنذ ان فجر ناشطون السور الحدودي عند رفح تحولت الحدود الى سوق ضخمة في الهواء الطلق يباع فيها كل شيء من الماعز وحتى المبردات والحشايا.
واشترى عريس فلسطيني جملا من بلدة العريش ليوم زفافه وركبه طوال طريق العودة الى مدينة غزة وهي مسافة تزيد على 80 كيلومترا.
وقال سعيد الحلو البالغ من العمر 38 عاما بعد عودته الى غزة من مصر quot;اشتريت دراجة نارية وسجائر وكعكا وجبنا ومولدا صغيرا. اعتقد انه يمكنهم اغلاق الحدود الان.quot;
واضاف quot;اعتقد ان غزة لديها امدادات من الغذاء تكفي لمدة شهر.quot;
وقال النونو ان الوضع ليس كذلك. واضاف ان الازمة في غزة مازالت موجودة من حيث الوقود والكهرباء وما اشتراه التجار من مصر ليس كافيا لتعويض النقص الناجم عن الشهور السبعة الماضية.
وسحبت اسرائيل التي احتلت غزة في عام 1967 قواتها ومستوطنيها من القطاع في عام 2005 لكنها مازالت تسيطر على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع وعلى المجال الجوي والمياه الاقليمية.
وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي ان اسرائيل تريد تسليم المسؤولية عن توريد الكهرباء والمياه والادوية الى اطراف اخرى.
مصادر: اصابة جندي مصري برصاصة من فلسطيني عند الحدود
من جهة ثانية قالت مصادر أمنية وطبية إن جنديا من قوات حرس الحدود المصري أصيب يوم الجمعة برصاصة في قدمه خلال اطلاق فلسطينيين للنار بشكل عشوائي عند منطقة الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وقال مصدر أمني ان فلسطينيين يستقلون شاحنات صغيرة في الجانب الفلسطيني من الحدود أطلقوا رصاصا في اتجاه الاراضي المصرية وفي الهواء وان الجندي المصري أصيب خلال ذلك.
وأضاف أن المسلحين يشجعون الراغبين من سكان القطاع على دخول الاراضي المصرية كما يساعدون في ازالة كتل خرسانية قرب الفتحات التي أحدثت في الحائط المقام على خط الحدود يوم الاربعاء وتدفق منها عشرات الالوف من الفلسطينيين.
وقال شهود ان القوات المصرية بدأت في وضع أسلاك شائكة قرب السور الحديدي المنهار في وقت مبكر صباح يوم الجمعة واستخدمت خراطيم المياه ضد فلسطينيين حاولوا العبور عنوة من الفتحات التي احدثت في السور.
واضافوا أن مصر تسمح بالمرور من نقطة واحد في مدينة رفح الحدودية.
وقال مصدر طبي ان الجندي يعالج في مستشفى عسكري في مدينة العريش الساحلية.